بقلم/ د. علي الدرورة
تصل الأمور بنا إلى حدّ السذاجة ونعتقد بأنّ الناس من حولنا أتقياء، أنقياء وأصفياء وننصدم بشدّة حين نعرف جوانب خفيّة وبأننا كنّا مخدوعين طوال فترة زمنية قد تصل إلى سنوات، ونعتقد بأنّهم كانوا يرتدون ملابس الورع والتقوى.
وكنّا نثق فيهم ونجلس معهم ويدخلون بيوتنا وندخل بيوتهم ويأكلون معنا في إناء واحد، وفي الأخير لا يتورعون عن إلحاق الضرر بنا، بل ويزيّفون الأكاذيب لغرض النيل منّا ومن شخصنا ودون وازع أو ورع.
وقد تناسوا سنوات العمر التي مرّت بكلّ أفراحها وأتراحها، وتناسوا كلّ شيءٍ من أجل مصالح دنيوية بخسة وتافهة ليست لها قيمة تذكر أبداً، وكم هو مؤسف هشاشة تلك النفوس التي أغواها الشيطان وباعت الصداقة بأقلّ مما يتصوّره المرء، أيًّا كانت مكانته الاجتماعية.
لا شك بأننا نعيش في مجتمع مختلف الأمزجة والأهواء، فالناس ليسوا سواسية وتختلف درجات ثقافاتهم، كلٌّ بحسب تربيته ودراسته وميوله ونمط عيشه.
ولست أدري، لماذا يصرّ هؤلاء على اجترار الحياة على هذا النمط المذموم، ولماذا هم يفضّلون ذلك، علماً أنّهم يدركون حجم ما يقومون به من ترهات على هوامش الحياة التي لا تسمن ولا تغني من جوع!!!.
إنّ الزيف لا يبقى طويلاً حتى وإن بقي فترة زمنية، فالأمطار على كثرتها تتبخر ذات يوم وكأنّها لم تكن؟.