الخصوصيات

 

 

بقلم/ د. علي الدرورة

لن أقول بعض الناس، ولكن أقول أغلب الناس، لديهم فضول مقزّز في البحث والتتبّع في خصوصيات الآخرين، سواء أقاربهم أو معارفهم أو جيرانهم، وهو بلا شك تدخّل سافر في شؤون الغير حتى وإن كان دون قصد، فلا مبرّر له، وهو قد يؤذيهم ويترك أثراً سلبياً في نفوسهم.

ومن أمثلة ذلك:
(فلان لم يتزوج وقد بلغ الأربعين).
(فلانة عانس).
(فلان يعمل منذ سنوات ولم يمتلك سيارة).
(فلان تزوج من عشر سنوات ولم ينجب).
وقِسْ على ذلك من أمثلة يطلقها الناس ضدّ بعضهم!!.

لست أدري! ما الذي أفادوه من هذه الأقوال حين أطلقوها جزافاً ضدّ الغافلين، ثم ما شأنهم في خصوصيات الآخرين.
(فلان عمل) و (فلان عنده) و (فلانة انفصلت من خطبتها) و (فلانة قالت، أو سافرت، أو
اشترت، أو باعت، أو أكلت)!!

كل تلك الأمور هي غيبة في حدّ ذاتها ولا يجوز التحدّث ضدّ الآخرين والتقوّل عليهم بأيّ همس أو لمز أو إشارة من قريب أو بعيد تسيء للأبرياء وتنال من مكانتهم وتحرّض على السخرية منهم، وتقلّل من احترامهم.

وكما أنّ للمتحدّث خصوصيات لا يحبّ أيّ شخص الخوض فيها، كذلك الآخرون لهم خصوصياتهم لا يحبّ أن يتحدّث فيها أحد مهما كانت، سواء أكانت قديمة أم حديثة.

فمن المؤكد أنّ ما يقوله النّاس عنك ظَنٌّ، وقد نهى الله عنه في القرآن الكريم، فقال تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وما تَعرِفه عن نفسِك يقين، فانتبه أن تُقدّم ظنّهُم فيك على يقينك.

فالناس لا ينتبهون لكلامهم الذي يطلقونه على عواهنه دون تروٍّ أو يقين وأكثر كلامهم أكاذيب ملفّقة.
__

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *