أكدت الكاتبة اللبنانية ندى عنيد أن اختيارها لشخصية السياسي اللبناني “سمير جعجع” مادة لكتابة مؤلفها الجديد “سمير جعجع: حياة وتحديات”، جاء من ولعها بشخصيته دون أن تعرفه بصورة شخصية، وأن الكتاب ليس ضمن حملة الدعاية الانتخابية الرئاسية له حيث أنه صدر في فرنسا قبل أن يصدر في لبنان ، وبدأت كتابته منذ ما يزيد عن 3 سنوات مضت.
وأوضحت ، خلال حفل توقيع كتابها الجديد بأحد فنادق القاهرة اليوم، أن اختيار الألفاظ والتعبيرات أخذ معها وقت كبير لتحقيق الموضوعية عند السرد دون إدخال آية ألفاظ سياسية حزبية، حيث كان الشرط لدى الناشر عدم اعتبار الكتاب حزبيا ورائه خلفية سياسية.
وردا على غير المؤيدين لجعجع، رحبت الكاتبة بكل من يريد مناظرتها كتابيا للرد على ما جاء في كتابها إن كان ينافي الحقيقة ولديه إثبات بذلك، بعيدا عن الأقوال المرسلة، مشددة على أن من ضمن أهدافها في الكتاب تصفية الحقد الإعلامي الموجه للشخصية دون دليل.
وأشارت عنيد أنها بدأت فكرة الكتاب من متابعتها للشخصية وطلبت تحديد موعد معه كانسان عادي لديه فضول لمعرفة المزيد عنه، مؤكدة أنها لم تعرف بترشح للرئاسة الا عند ختم الكتاب.
وأشارت إلى أن لبنان مرت بسنوات حالكة في تاريخها منذ اتفاقية الطائف حتى مقتل رفيق الحريري، ومثل “جعجع” أحد أبرز الأشخاص الذين تمسكوا بحرية بلادهم وناضلوا خلال تلك الفترة الطويلة ودفعوا ثمن تلك الحرية من عمرهم، لذلك رأت أنه الشخصية الأمثل لكشف حقائق تلك الفترة العصيبة.
واستكملت أنها اختارت شخصيته لأنها مثيرة للجدل والفضول، و لها طابع روائي ممتاز وحلم لكاتبة مثلها، خاصة أنه السياسي اللبناني الوحيد الذي طلب الاعتذار في خطاب شهير ، وللأسف كان اللبنانيين جميعهم ينتظرون سياسيين آخرين يطلبوا الاعتذار للبنان ولم يحدث، مؤكدة أن الأحداث السياسية التي يهاجمها به الإعلام موثقة في الجرائد، نافية وجود طابع رومانسي في الكتاب، لأن الشخصية لم تسرد التفاصيل التي رأتها غير مجدية للقارئ.
وأشادت الكاتبة بمصر واصفة بأنها البلد القوي التي تعد منبرا للفكر والثقافة وأنها أنجبت أهم المفكرين في العالم العربي وخلقت جسر تواصل على المستوى العربي والفني والثقافي بين دول العامل العربي كله ، مؤكدة أنها منبر لكل طامح لفكر أفضل وبناء إنسان أفضل.
ونوهت إلى أن الكتاب بالنسبة لها بمثابة المعركة التي تخوضها في البحث والتوثيق في تاريخ وطنها الذي يبحث عنه الشرفاء، وأنها تمكنت من خلال كتابها حصر سنوات دراسته ومواجهته للحرب على لبنان والاتهامات التي لاحقته وسنوات السجن التي دفعها من عمره في سبيل الحرية، مبينة إن الكتاب يختصر مرحلة مهمة من تاريخ الحرب اللبنانية التي يعد جعجع أهم لاعب فيها.