مرة أخرى تم إستقدام أكثر من 20 من عملاء وزارة المخابرات وقوة القدس الإرهابية لنظام الملالي تحت غطاء «عوائل السكان» إلى ليبرتي. وقامت سفارة النظام الإيراني في بغداد ولجنة قمع مجاهدي أشرف في ليبرتي برئاسة فالح الفياض المستشار الأمني للحكومة العراقية بنقل هؤلاء إلى ليبرتي على متن حافلة صغيرة وبحماية قوات الأمن العراقية بوضعهم في محطة الشرطة في مدخل ليبرتي بهدف مواصلة عملية التعذيب النفسي بحق السكان.
هذه هي المرة الثالثة منذ يوم الاثنين الماضي حيت تم إستقدام هؤلاء العملاء إلى ليبرتي لممارسة التعذيب النفسي بحق السكان وتمهيد الطريق لمجازر لاحقة. وفي يومي الاثنين 7 إيلول/ سبتمبر والخميس 10 إيلول/ سبتمبر كان نفس المجموعة مشغولين طوال النهار باطلاق هتافات وتهديدات ضد السكان في جوار ليبرتي.
الشخص الذي يدير هؤلاء العمال كما جاء في البيان الصادر في 10 إيلول/ سبتمبر هو عميل بإسم مهران كريمدادي الذي تم الكشف عن تعاونه مع النظام مرات عديدة. انه وفي بداية عام 2003 أصبح مجندا لدى وزارة المخابرات وبدأ بالعمل في فروع وزارة المخابرات المسماة بجمعية «النجاة» ومؤسسة «هابيليان» في كل من مدن مشهد واصفهان واروميه وقام بعملية الكشف عن مناصري مجاهدي خلق وعوائلهم وممارسة الأيذاء والإزعاج بحقهم. كما انه كان من مديري ممارسة التعذيب النفسي لمدة عامين في اشرف وكان يجلب مجموعات من العملاء إلى اشرف وكان يشارك في جلسات عقدها النظام الإيراني والمالكي في بغداد ضد المجاهدين الأشرفيين.
وفي عامي 2010 و2011 كان عملاء النظام الإيراني تحت يافطة عوائل السكان قد استقروا بجوار أشرف وهددوا بقتل مجاهدي خلق على مدار الساعة بواسطة 320 مكبرة صوت. الحملة القذرة التي أدت إلى مجزرتي نيسان/ إبريل 2011 و إيلول/ سبتمبر 2013 في أشرف قد بدأت مجددا حاليا بنفس السناريو.
ويأتي إرسال العملاء إلى ليبرتي في وقت كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ومن خلال رسالة رسمية موجهة إلى سكان أشرف في 15 شباط/ فبراير 2012 وردا على مخاوفهم تجاه تكرار ممارسة التعذيب النفسي في ليبرتي قد ضمن بانه لن يذهب أي عنصر أجنبي إلى ليبرتي. وفي 15 تشرين الأول/اكتوبر 2012 وردا على رسالة ممثل سكان ليبرتي بشأن إرسال عملاء النظام إلى مخيم ليبرتي، كتب نائب الممثل الخاص للأمين العام في العراق يقول: «رفض المسؤولون العراقيون هكذا موضوع رفضا قاطعا . اضافة إلى ذلك انني أؤكد لكم أن اليونامي لا تسمح على الاطلاق بدخول أحد إلى مخيم ليبرتي بأي شكل من الأشكال».
وفي حين يطالب آلاف من العوائل في داخل إيران وخارجها منذ مطلع عام 2009 الذي تم تسليم حماية أشرف إلى القوات العراقية بشكل غير قانوني، باللقاء بأحبائهم في ليبرتي الا ان الحكومة العراقية لم تمنح لهم تأشيرة الدخول. ولا يجوز لأي محام وناشط لحقوق الإنسان وبرلماني وحتى إن كان عراقيا التقرب إلى ليبرتي. وتم تقديم لائحة الأسماء لمجموعة من العوائل المقيمين في أوربا وامريكا إلى الأطراف الدولية والذين راجعوا السفارات العراقية لأخذ تأشيرة الدخول عدة مرات ولكن دون جدوى.
من جهة أخرى تم إعتقال مئات من العوائل بسبب قرابتهم العائلية مع مجاهدي خلق وتم اصدار احكام عليهم بالسجن وحتى بالإعدام أو قتلوا بطريقة الموت البطيء بسبب فرض المضايقات والتعذيب بحقهم وعدم حصولهم على الطبيب والدواء.
ان المقاومة الإيرانية نظرا إلى التعهدات المكررة والمكتوبة التي قطعتها الأمم المتحدة والحكومة الامريكية تجاه أمن وسلامة السكان ونظرا إلى ان تواجد العملاء أمام ليبرتي يشكل انتهاكا صارخا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الأمم التحدة والحكومة العراقية في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2011 والتي كانت قد أيدتها امريكا والإتحاد الاوربي بقوة ، تطالب بالعمل العاجل لوضع حد لممارسة التعذيب النفسي وتمهيد الطريق أمام قتل السكان وكذلك إبعاد عناصر النظام الإيراني ووزارة المخابرات من ليبرتي تحت أي مسمى كان.