تستعد الدبلوماسية المصرية في الفترة الحالية، لوضع اللمسات الأخيرة لأحداث وسيناريو التصويت الدولي على مقعد مجلس الأمن، غير الدائم، الممثل للقارة الإفريقية لعامي 2016 ــ 2017، الذي سيحسم في منتصف أكتوبر المقبل.
و تسعى مصر للحصول على هذا المقعد للعودة بقوة إلى المجال الدولي لتكون فاعلة فيه بشكل رسمي، بحسب مراقبين، في ظل ما تعانيه المنطقة العربية والقارة الإفريقية من حروب وصراعات وأزمات.
وفي هذا السياق، أكد مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، أن القاهرة ضمنت حتى الآن صوت 120 دولة على مستوى العالم للتصويت لصالحها للحصول على هذا المقعد، لافتًا إلى أن مصر ضمنت معظم أصوات القارة الإفريقية ما عدا دولتين، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن المقعد إفريقي، إلا أن التصويت عليه سيكون من جميع دول العالم بالأمم المتحدة.
وأشار المصدر إلى أن ما وصلت إليه مصر لم يكن بمجهود فردي أو عربي فقط، بل شاركت فيه دول أوروبية لحشد الأصوات الدولية لصالح القاهرة في ظل دخول تركيا لمنع مصر من الحصول على هذا المقعد، موضحًا أن من الدول الأوروبية التي حشدت أصواتًا دولية لمصر، هي اليونان، إسبانيا، إيطاليا، بالإضافة إلى روسيا في ظل العلاقات القوية بين مصر وتلك الدول.
وكشف المصدر أن دولة الإمارات العربية المتحدة دعمت ومازالت تدعم وتعمل مع مصر في اتجاه واحد لإنهاء التصويت، ونفس الأمر للمملكة العربية السعودية، كاشفًا عن دولتين عربيتين كانتا تعمل مع القاهرة بالتزامن في حشدها الدبلوماسي، وهما المغرب والجزائر.
وأكد المصدر أن مصر ضمنت أصوات دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الآسيوية ما عدا دولة قطر، لافتًا إلى أن الاتفاق النهائي على تجميع أصوات إفريقيا تم الانتهاء منه بحضور جميع ممثلي الدول الإفريقية بالجمعية العامة للأمم المتحدة ولقائهم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
فيما يتوجه اليوم الأحد، وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى مدينة نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والإعداد لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يترأس وفد مصر في الشق رفيع المستوى من أعمال الجمعية، فضلاً عن عقد “شكري” اجتماعات مع وزراء الخارجية العرب، الاجتماع الوزاري للترويكا العربية الإفريقية، واجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ77 والصين، وذلك لاستمرار سياسة الحشد للتصويت لصالح مصر.
ويحضر شكري أيضًا، اجتماع لجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني، وفريق الاتصال الخاص بمتابعة الأزمة اليمنية في منظمة التعاون الإسلامي، الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن النقاش المفتوح، الذي سيعقده مجلس الأمن لبحث التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.