احمد الجروان رئيس البرلمان العربي في حديث شامل

البرلمان العربي سوف يشارك في الانتخابات المصرية بعد ان تلقينا دعوة بذلك ونتمنى من الشعب المصري ان يخرج بانتخابات مشرفة تخدم مصالح مصر والوطن العربي .
لا نريد ان نكون عبئ على صانع القرار العربي رغم احلامنا الكثيرة ولكننا شاركنا بايجابية في الكثير من القضايا .
نتطلع الى علاقات ايجابية مع ايران ولكننا نطالبها بعدم التدخل في شئوننا وحل مشكلة الجزر الاماراتية الثلاث من خلال المفاوضات او التحكيم الدولي .
في ظل حالة الانقسام التي يمر بها العالم العربي ظهر البرلمان العربي كضوء يبعث الامل في النفق المظلم لانتشال العالم العربي من كبوته واستطاع البرلمان العربي والذي تاسس في عام 2004/2005 خاصة في ظل رئاسة الرئيس الحالي احمد الجروان ان ينقل نبض الشارع العربي الى الحكام والرؤساء العرب وكذلك النبض العربي الى العالم الخارجي وعن اهم الانجازات التي تحققت وافاق العمل بالنسبة لهذا البرلمان كان لنا هذا الحوار مع السيد احمد الجروان الرئيس الحالي للبرلمان العربي والذي شهد في ظل رئاسته طفرة نوعية في العمل العربي المشترك :-
نريد اولا ان نعرف من سيادتكم كشف حساب عن الانجازات التي حققها البرلمان العربي خلال الفترة الماضية خاصة في ظل رئاستك ؟
البرلمان العربي تاسس بقرار من الملوك والرؤساء العرب في عامي 2004/2005 حيث اقر النظام الاساسي لهذا البرلمان الانتقالي في الجزائر مرورا بقمة سرتحيث مددت الفترة الانتقالية سنتان بعد مرور خمس سنوات من تاسيسيه لتصبح سبعة سنوات وفي قمة بغداد عام 2012 انتهت الفترة الانتقالية للبرلمان العربي ليبدأ البرلمان الدائم والذي تكون من 88 عضوا يمثلون الشعوب العربية في 22 دولة عدا سوريا بسبب الظروف التي تمر بها والتي ادت الى تعليق عضويتها بقرار من القادة والرؤساء العرب وفي المرحلة الاولى لتاسيس البرلمان انشغلنا بوضع النظم الداخلية والاساسية المعنية بتشغيل البرلمان ومنذ عام 2012 بدانا بوضع الدبلوماسية البرلمانية لنشر واشهار البرلمان العربي داخل الوطن العربي وايضا بناء علاقات مع البرلمانات الاقليمية المحيطة بالوطن العربي وايضا المجتمع الدولي من خلال بناء علاقات وفتح جسور مع البرلمانات المماثلة لنا ومنظمات المجتمع الدولي كالامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والهلال الاحمر ول المؤسسات التي تعني بالشأن العربي بصورة عامة وفق النظام الاساسي للبرلمان في ان نكون ممثلين في توصيل رسالة الشارع العربي الى الملوك والرؤساء العرب وايضا مؤسسات جامعة الدول العربية للتواصل معهم لخدمة الوطن العربي ف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وايضا نقل الصورة التي يرغب الشارع العربي في نقلها للمجتمع الدولي والمنطقة المحيطة بنا في اننا نسعى للسلام والتعاون مع كل الاطراف رغم اختلاف السياسات وعلى العموم فلا زلنا في بداية الطريق وامامنا طموحات واحلام واسعة نسعى لتحقيقها .
رغم الاهداف التي وضعها البرلمان العربي لتحقيقها إلا ان البعض قلل من اهمية القرارات التي يتخذها البرلمان العربي لانها غير ملزمة. فكيف ترى ذلك ؟
نحن في البرلمان العربي نعمل على نشر الثقافة البرلمانية ولكننا ندرك الظروف التي نعمل بها فلقد ولد البرلمان العربي عام 2012 في ظل ظرو صعية يجتازها الوطن العربي ولا زالت تلك الظروف قائمة ومن هذا المنطلق فان همنا ان تعبر سفينة البرلمان العربي تلك الامواج العاتية ونحن لا نسعى الى الصدام مع الاجهزة التابعة لجامعة الدول العربية ولكننا نتطلع الى التعاون وايصال راي الشارع العربي الى القادة العرب لاتخاذ القرار المناسب وفق النظام الاساسي والذي حدد لنا ان تكون اجهزة البرلمان تشريعية ورقابية ونحن في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها لا نقف عند نقطة ان يكون البرلمان استشاريا او تنفيذيا بل نحاول بالتعاون مع جامعة الدول العربية ان نقلم الاظافر الخارجية الخفية والتي تعرض الامن القومي العربي للخطر ونوجه رسالة للمجتمع الدولي اننا بقيادتنا وشعوبنا يد واحدة امام كل المحاولات الرامية لزعزعة الامن القومي العربي وحتى تصبح مهمة البرلمان العربي فعالة فان تلك مسئولية تقع على اجهزة الجامعة العربية والتي تتمثل في تطوير النظم التي انشغل بها البرلمان العربي واعطاءه المساحة الكافية لان يكون معبر عن صوت الشارع العربي وكذلك هناك مسئولية تقع علينا بان تكون لدينا الثقافة والوعي البرلماني في ظل الظروف التي يمر بها الوطن العربي واذا كانت النوايا الطيبة موجودة فاننا يمكن الوصول الى حلول وسط في حالة اخنلاف وجهات النظر .
وما هو الدور الذي يمكن ان يلعبه البرلمان العربي لمواجهة المشكلات التي تعترض معظم شعوب منطقتنا وخاصة مشكلة الفقر والبطالة ؟
البرلمان العربي ليس مؤسسة توظيف او اختيار موظفين نحن نستقبل اعضاء ممثلين الشعوب ليكونوا ممثلين للشعب العربي بأكمله ونضع امامهم كافة القضايا التي تهم الوطن العربي ليتدارسوها ومن لديه نقطة ايجابية يتم الاخذ بها .
مع قرب اجراء الانتخابات البرلمانية المصرية ، ما هو الدور الذي سوف يقوم به البرلمان العربي في تلك الانتخابات ؟
البرلمان العربي سوف يشارك باجهزته في متابعة تلك الانتخابات بعد ان تلقينا دعوات للمشاركة ونتمنى من الشعب المصري ان يتولى مسئولية تلك المرحلة للخروج بانتخابات مشرفة تخدم مصر والوطن العربي والمنطقة بصفة عامة نظرا للمسئولية التي تطلع بها مصر في قيادة العالم العربي .
وما هي العقبات التي تحول دون قيام البرلمان العربي بالدور المنوط به ؟
هناك الكثير من التحديات التي يمر بها الوطن العربي والتدخلات الخارجية التي تحول دون تواصلنا باجهزة الجامعة العربية فهناك الكثير من المواقف التي تتطلب عقد اجتماعات إلا ان انشغال الاعضاء تجول دون حضورهم مما يعيق عمل البرلمان العربي ولكننا ندرك طبيعة هذه الظروف ونحاول ان نواجهها .
وما هو تقييمكم لمشاركة المرأة في البرلمان العربي وفي مراكز صنع القرار في الدول العربية ؟
تلعب المراة دورا بارزا في كافة مؤسسات البرلمان العربي كما احتلت المراة ايضا دورا بارزا في السنوات الاخيرة في عدد من الدول العربية إلا انها لم تاخذ دورها في مراكز صنع القرار في عدد من البلدان ولذلك فاننا نناشد كافة الحكومات العربية ازالة العوائق امام حصول المراة على نصيبها العادل في مراكز صنع القرار وضمان شغلها مختلف الوظائف العامة وفقا لمعيار الكفاءة دون تمييز داعيين ان تتضمن الدساتير والتشريعات العربية والافريقية نصوص تضمن مساندة الحقوق السياسية للمراة وقمنا باصدار تقرير سنوي مفصل عن اوضاع المراة العربية ويرصد التطورات في التشريعات الوطنية بالدول العربية ومدى التزامها بتطبيق نصوص هذه التشريعات فيما يتعلق بحقوق المراة .
هل انت راضي لتجاوب الدول الاعضاء مع التوصيات التي يطرحها البرلمان العربي ؟
لا نطلب المستحيل نحن ندرك الظروف الصعبة التي يمر بها العالم العربي ونحاول ان نكون موجودين على الخارطة العربية بشكل مقبول ولا نريد ان نكون عبئ على صانع القرار او الشارع العربي باثارة المشاكل وفتح ملفات في الوقت الراهن ليس مناسب فتحها فلدينا احلام كثيرة مثل مشروع السكة الحديد الذي يربط الدول العربية ولدينا العمال المشتركة والعملة الواحدة كل هذه القضايا مهمة ولكن هناك تحديات تواجهنا كمشكلة الارهاب ورغم ذلك نحاول المشاركة الايجابية وهناك الكثير من النقاط الايجابية التي حققناها خاصة فيما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية لاننا ولاول مرة نقلنا وجهة نظر الشارع العربي الى المجتمع الدولي وشاركنا الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وكذلك دعمنا الحل السياسي للازمة السورية وحذرنا من التدخلات السياسية لتلك الازمة كما اعترفنا بالحكومة الليبية الشرعية والبرلمان الذي اختاره الشعب الليبي وفي اليمن حذرنا ان يتحول اليمن الى صومال اخر ودعمنا المبادرة الخليجية لانها متجانسة مع الشعب اليمني وفيما يتعلق بملف الارهاب ادنا كل الممارسات السلبية التي تقوم بها المنظمات الارهابية باسم الاسلام .
اذا تطرقنا الى ظاهرة الارهاب في العالم العربي هل ترى ان تلك الظاهرة نتاج مؤامرة خارجية ام احتقان الشعوب بفعل ممارسات الانظمة ؟
لا تخلو القضية من كل هذه الجزانب فأي مؤامرة بها ارهاب لا تخلو الصهيونية العالمية منها والدول الاقليمية التي لها مصالح بالمنطقة لها يد ايضا في تلك المشاكل وفي نفس الوقت نتمنى من القيادات العربية التي يقف الشعب العربي خلفها ان تعمل على التواصل مع كافة مكونات شعوبها بصورة غير اقصائية .
وهل ترى ان سيطرة الجماعات الموالية لايران على عدة دول عربية يندرج في اطار مخطط ايراني للسيطرة على المنطقة ؟
نحن في الوطن العربي نسعى الى علاقات قوية مع جيراننا وبناء جسور مع الشعوب المحيطة بنا ومنها ايران ومن هذا المنطلق باركنا للرئيس الايراني عند توليه الرئاسة وطالبنه بحسن الجوار وعدم التدخل في شئوننا وكذلك نطالب كل الاطراف المحيطة بنا بعدم التدخل في شئوننا ومن لديه مشروع ينفذه بعيدا عنا وعدم الالتفاف حول المواضيع الانسانية والوطنية والطائفية التي لم تأتينا إلا مؤخرا ومن هذا المنطلق فاننا نطالب ايران تكون سند وصديق لنا في المنطقة واذا كانوا متواطئين مع فئات داخل بلادنا فليتحملوا المسئولية وسيحاكمهم التاريخ وفيما يخص احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاثة فاننا نطالب بحل تلك المشكلة من خلال المفاوضات او محكمة العدل الدولية ورغم ذلك فأننا تربطنا بالشعب الايراني علاقات طيبة ونطالبه بمطالبة حكومته بحسن الجوار بدلا من استهلاك الاموال في الحروب .
وما هو دور البرلمان العربي في دعم مطالب الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على حدود 67 ؟
منذ بداية تحرك السلطة الفلسطينية لانتزاع اعتراف العالم بدولة فلسطينية وتواصلنا مع البرلمانات الاوروبيه وايدناها في اعترافها بالدولة الفلسطينية وخاطبنا المجتمع الدولي والبرلمانات الاوروبيه قبل التصويت على قرار مجلس الامن للضغط على حكوماتها ولكن الصهيونية العالمية لها يد اطول من الايادي العربية وهذا تقصير من الدبلوماسية الدولية ومعيب في حق العالم وهو يرى شعب يقتل دون ان يتحرك .
في النهاية ما هي رؤيتك لتفعيل دور البرلمان العربي في المرحلة المقبلة ؟
نتطلع الى تواصل اكثر مع اجهزة جامعه الدول العربية كما نتطلع الى تعاون اكثر مع البرلمانات الوطنية التي توفد ممثليها لدفع العمل العربي المشترك بالاضافة الى ان تولي الحكومات العربية اهتماما اكبر للبرلمان العربي لانه جهاز ايجابي يعمل على دعم الدبلوماسية العربية والشعب العربي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *