نفى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وجود أزمة في العلاقات التونسية الإماراتية، مؤكداً أنّ “لكل دولة ظروفها”.
وقال السبسي في مقابلة، مساء الثلاثاء، مع قناة “نسمة” الخاصة، حول ما راج عن تأزم العلاقة بين تونس والإمارات: “أؤكد أن ليس هناك أزمة، فلكل دولة سيادة”، مشدداً بالقول: “نحن أصدقاء، ولا يمكن أن تصل علاقاتنا إلى مستوى الأزمة”.
وأضاف الرئيس التونسي: “علاقات طيبة ليس مع الإمارات فقط، بل مع كل دول الخليج”.
وحول رفض الإمارات منح التونسيين تأشيرة الدخول سواء للعمل أو حتى بالنسبة للمقيمين هناك، ردّ السبسي، بأنّ رفض التأشيرة لا يقتصر على التونسيين فقط بل هي إجراءات ارتأت تطبيقها الإمارات مع مواطني عديد الدول، ولها ظروفها الخاصة”.
وأكمل يقول: “نعرف أن دول الخليج بما فيها الإمارات تخوض حرباً في اليمن، وبالتالي هناك إجراءات احتياطية أخذتها.. ولها سيادتها”.
ونفى السبسي أن تكون الإمارات قدمت مساعدات خاصة لحزب نداء تونس، واشترطت محاصرة الإسلام السياسي وإقصاء حركة النهضة من السلطة، مؤكداً أنّ تواجد حركة النهضة ضمن الائتلاف الحاكم لن يؤثر على علاقات تونس بالإمارات.
وحول استقلال القرار الداخلي التونسي، قال رئيس الجمهورية التونسية: “نحن مع استقلالية القرار الوطني، ولا نتدخل في أي بلد، وبالتالي نرفض تدخّل أي دولة في شؤوننا الداخلية”.
وأقرّ السبسي بأنّ الإمارات منحته سيارتين مصفّحتين لحمايته، خوفاً على حياته، نتيجة الإرهاب، وقد سلّمهما إلى وزارة الداخلية.
أما عن مشروع قانون المصالحة الذي يثير جدلاً واسعاً، فقد بيّن السبسي أنه استأنس برأي عدد من أساتذة القانون الدستوري الذين أكدوا له، جميعهم، أنّه لا يتعارض مع الدستور ومع مبادئ العدالة الانتقالية.
وشدّد على أنّه لا يمكن سحب المشروع اعتباراً إلى أنه انتقل إلى مؤسسة أخرى، وبالتالي فإنّ مجلس نواب الشعب (البرلمان)، هو المخوّل له مناقشة فصوله، وتنقيحه، ولا يمكن أن يتمّ خارج هذا الإطار الدستوري.
وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أنّ وضع الاقتصاد التونسي “سيء”، وأنّ البلاد في حاجة إلى استثمارات داخلية وخارجية، ولن يتمّ ذلك إلاّ في صورة استقرار الوضع العام، مشيراً إلى أنّ الاتفاق الذي تمّ إبرامه مع الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية) حول الزيادات في الأجور، ولثلاث سنوات، ستهيّأ للسلم الأهلية والاستقرار في تونس.
أما عن التهديدات الإرهابية، فأكد أنها حقيقة وليست “إشاعة”، مشيراً إلى وجود إرهابيين يتدربون في ليبيا، ثم يدخلون إلى تونس، مؤكداً وجود مخاطر حقيقية على الحدود التونسية.
وكشف السبسي أنّ المهمّة التي تضطلع بها الحكومة “صعبة”، مبيّناً “نحن متضرّرون على مستوى الاقتصادي، ومن مخاطر الإرهاب.”.
وكان الباجي قائد السبسي قام بزيارة إلى إمارة دبي، يوم الأحد الماضي، وقدّم التعازي إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس الوزراء، حاكم دبي، في وفاة نجله الأكبر الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم.