ليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الإسلام دينا” بهذه الآية القرآنية العظيمة عقب المولى عز وجل على خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعد أن صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر، ثم خطب الناس خطبة عصماء بين فيها أسسا عظيمة من أسس هذا الدين.
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف حرمة الربا وحرمة الثأر الجاهلي وحرمة الدماء.
وأوصى بالنساء وصية لم يشهد الزمان مثلها قبل أن يتشدق الشرق والغرب بحرية المرأة و المساواة.
وحذر الرسول من التهاون بشأن المعاصي وحذر من الكبر وحذر من الاعتداء على حقوق أصحاب الميراث تحت أي مسمى.
وكان مما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: الحمد لـله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد، أيها الناس! اسمعوا مني أبين لكم؛ فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس! إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
وإن ربا الجاهلية موضوع وإن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب.
وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية.
أيها الناس إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحقرون من أعمالكم.
أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حقا. حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم وأن لا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضـربوهن ضربا غير مبرح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا من طيب نفس منه. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
أيها الناس لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
أيها الناس! إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: فليبلغ الشاهد الغائب!
أيها الناس! إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لمورث وصية أكثر من الثلث. والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا والسلام عليكم ورحمة الله.