تحت هذا العنوان اقيمت ندوة على الإنترنت عصر يوم 30 إيلول 2015 بمشاركة كل من السيد هيثم مالح رئيس اللجنة القانونية لائتلاف المعارضة والثورة السورية والسيد كاك بابا شيخ امين عام منظمة خبات لكردستان الإيرانية والسيد موسي الشريفي عضو الهيئة التأسيسية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي ود. سنابرق زاهدي من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وبدأت الندوة بحديث الاستاذ هيثم مالح حيث شرح أن طوال العصور كانت بلدان منطقتنا تأوي مختلف الاعراق والقوميات وكذلك أتباع مختلف الأديان والمذاهب ولم يكن هناك أي تطاحن أو نزاع بينها بل كانت تعيش في جوّ من المساواة والتكافؤ. وأضاف هيثم مالح: نحن في سوريا لدينا 80 بالمائة من الشعب السوري مسلمين سنة ولدينا 9 بالمائة علويين، 5 بالمائة مسيحيين وكذلك لدينا من الاسماعيلية ودروز وشيعه وإلى آخره من الاقليات الدينية وبالنسبة العرقيات طبعا الاغلبية الساحقة من العرب وهناك اقليات عرقية الكرد وشركس والأرمن وتركمان وإلى آخره لكن الشعب كان يعيش بسلام على اختلاف عرقياته ودياناته ونحن في المدرسة لم نكن نعرف زميلنا المدرسي من اية عرقية او ديانة وهذه الامور لم تكن تعيننا وحالة الوئام الجميلة كنا نعيشها في سوريا. ثم اشار السيد مالح الى حكم حافظ الأسد الذي قاد إلى الطائفية وابعاد الاطياف الآخري من المجتمع السوري بما فيه الاكراد في منطقة الجزيرة بشمال شرق سوريا وكذلك مسلمين سنة في مناطق اخرى وقرب العلويين ولا استطيع ان اقول كل العلويين حيث قادت الدولة قيادة طائفية بشعة وابعدت جميع قوميات الشعب السوري من مناصب صنع القرار.. عندما خرجت من سوريا في 2011 كان عندنا 9 الاف ضابط عميد ولوا علويون وكانوا هم المسيطرون على كافة مفاصل الجيش والسلطة..هذا النظام مارس سياسة الاقصاء فلذلك هو نظام استبداد وفساد ونحن الان نواجه كارثة انسانية في سوريا ونحن نسعي لإقامة نظام ديمقراطي يضمن الحرية والمساواة لكافة القوميات والمكونات للشعب السوري.
وبشأن قمع الأقليات الإثنية والدينية في إيران قال د. سنابرق زاهدي إن نظام الشاه كان نظاماً ديكتاتوريا قمعيا ينظر إلى الأقليات الدينية والعرقية من منظار شوفينية فارسية، كما كان ينظر إلى العرب والمسلمين من منظار شوفينية إيرانية.. لكن نظام خميني والملالي مزجوا النظرة الشوفينية الفارسية بالنظرة الضيقة المذهبية وخلقوا ظاهرة هدّامة تعمل ضد حقوق جميع أبناء الشعب بشكل عام وضد الأقليات القومية والدينية بشكل خاص. وشرح د. زاهدي نماذج من قمع القوميات من العرب، والبلوتش والتركمان والكرد. وخص بالذكر إعلان خميني الجهاد على المواطنين الأكراد، وقاموا بقتل آلاف مؤلفة منهم وهدم بيوتهم والحاق الدمار بممتلكاتهم وبارتكاب مجازر بعديد من القرى الكردية. كما أن قمع الملالي شمل الإخوان والأخوات من أهل السنة وكذلك المسيحيين واليهود والبهائيين وغيرهم ولم يسمح لهم بمزاولة طقوسهم ومناسكهم الدينية. لكن كانت حصة إخواننا من أهل السنة أكبر بكثير من الآخرين، حيث قاموا بإعدام واغتيال قادتهم وبهدم مساجد أهل السنة في طهران وفي المحافظات والمدن الأخرى. كما أن كثيرين من أتباع السنة من العرب والأكراد والبلوتش تم إعدامهم خلال السنوات الأخيرة بحجج واهية وتهم ملفقة من قبل سلطات النظام.
وتطرق زاهدي إلى أن القمع هو السمة البارزة لهذا النظام يمارسها بشكل شامل ضد جميع أبناء الشعب، حيث أن معظم المعدومين السياسيين هم من الشيعة ومن الفرس. إذن يجب أن نقول بأن جميع أطياف الشعب الإيراني كانت ضحية القمع الوحشي الذي فرضه ويفرضه هذا النظام على مختلف أبناء الشعب. وإذا أخذنا هذا الواقع مأخذ اعتبار فيجب أن نقول أن الطريق الوحيد والصحيح لوضع حد لهذا القمع ولإنهاء الظلم الواقع على جميع المكونات الإيرانية هو النضال والكفاح من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقرار حكومة ديمقراطية وطنية مكانه. هذه هي الطريقة الحقيقية لتحقيق حقوق الأقليات القومية والدينية أيضاً.
وشرح زاهدي مواقف مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية بشأن حقوق الأقليات الإثنية والدينية وأكد أن المقاومة كانت منذ اليوم الأول مؤمنة بضرورة تحقيق حقوق الأقليات كما صرّحت بذلك السيدة مريم رجوي أعلنت: «…في إيران المستقبل جميع الأقليات القومية ستحظى بحقوق متكافئة في إطار السيادة الوطنية الإيرانية… فحقوقهم مضمونة في إطار السيادة الوطنية الإيرانية ووحدة التراب الوطني، وهي التي تلبّي مطالب جميع الإثنيات. » كما أكدت« أن المجلس الوطني للمقاومة أعلن فصل الدين عن الدولة، وعليه كل جماعة او حزب يستطيع أن يكون له او لها عقيدته ودينه اودينها.»
وقال كاك بابا شيخ في جانب من حديثه عن كردستان الإيرانية:
الشعب الكردي لم يكن يريد الحرب في البداية بل كان يريد تحقيق حقوقه الأولية وكان النظام هو الذي قام بشنّ الحرب على منطقة كردستان وحتي يومنا هذا هذه الحرب مفروضة على أبناء شعبنا الكردي. الشعب الكردي وأبناء كردستان لايريدون الانفصال ومنظمة خبات أيضاً لاتبحث عن الإنفصال. بالعكس هناك علاقات وثيقة بين الشعب الكردي وممثلي هذا الشعب مع الأقوام الإيرانية الأخرى ومع مختلف أطياف الشعب الإيراني. لنا علاقات نضالية مع جميع المناضلين الإيرانيين من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية. نحن نعتبر أنفسنا أبنا وطن واحد وشعب واحد ونناضل من أجل تحرير هذا الوطن من الملالي المجرمين ومن أجل تحقيق حقوق شعبنا ونعتقد أن تحقيق حقوق الشعب الكردي أيضا يكمن في النضال من أجل الحرية والديمقراطية في مختلف مناطق إيران. نعم من خلال حركة ثورية ديمقراطية من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه وتغيير النظام وإقامة حكومة ديمقراطية يمكن لنا أن حلا لمشاكل الشعب الكردي أيضا. من هنا نحن نلتقي مع أخواتنا وإخواننا مجاهدي خلق الذين يناضلون من أجل تحقيق هذا الهدف. مقاومة الشعب الكردي يتبلور في السجناء السياسيين الأكراد الذين يعيشون حاليا في السجون الإيرانية وعدد كبير منهم تم إعدامهم بسبب مجرد تعاطفهم لهذا الحزب الكردي أو ذاك، وهذا يشير من جهة إلى همجية النظام وعزمه لقمع الأكراد ومن جهة أخرى لمقاومة أبنائنا وأهلنا الذين يرفضون هذا النظام ويتطلعون إلى تغيير النظام و إقرار إيران ديمقراطية حرة
وتحدث السيد موسى شريفي بشأن المواطنين العرب وقال: «كما يذكر في منهاج المجموعة التي انتمي اليها انا وهو حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي، يعلن في احد بنوده ان نضال الشعب العربي الاهوازي هو جزء من نضال الشعب الإيراني ولا يتجزء عن نضال القوميات في إيران. واشار السيد شريفي بان نظام الملالي يطبق سياسة ضد المواطنين العرب بحيث حتى لايسمح لهم اختيار اسماء اولادهم موكدا هناك ترابط قوي بين الحركات القومية وبين ما يحدث الان في إيران وهناك ربط وثيق بين تحقيق المطالب وبين التغيير الجذري في إيران ولكن المشكلة الان ليست مشكلة قوم عرب اواكراد او بلوتش المشكلة تكمن في النظام القمعي وهو نظام ولاية الفقيه وانني في حديثي مع اخواننا في منظمة مجاهدي خلق بان النظام الحاكم بكل شراسته وبشاعته كان عادلا في شيء واحد وهو قمع الكل، لانه قام بقمع الفرس والعرب والكرد وغيرهم. واستطرد الشريفي بالقول بانني اعتقد ان اول عقبة يجب ان نتخلص عنها هي نظام ولاية الفقيه وهذا النظام يجب ان يسقط وهذه الخطة لا بد منها حتي تتبين الحلول فيما بعد بالنسبة لحقوق القوميات. واكد بان العرب حالهم كحال بقية القوميات اذا حصلوا على حقوقهم وهي حقوق المواطنة لا يبق بعد موجبا او مبررا لفكرة الانفصال.واكد بان قضيتنا كقوميات في إيران هي قضية مرتبطة ارتباطا بالتغييرالداخلي في إيران ولا يستطيع ايا من هذه القوميات بمعزل عن الاخرين ان يحقق نصرا اوانتصارا لان النظام الإيراني نظام قمعي طائفي بكل مفاهيم الكلمة وشرهذا النظام فاق إيران بكافة قومياتها ولم تسلم المنطقة من شرها.»