لم تكن المعركة الانتخابية نحو البرلمان في مصر، محصورة بين الأحزاب وبعضها البعض، أو المرشحين المستقلين، سواء كانوا من أعضاء الحزب الوطني المنحل ورجال مبارك، أو أنصار الإخوان والتيار الديني، متمثلاً أغلبيته في حزب النور السلفي، بل هناك معركة أكبر تخوضها المرأة المصرية، خلال الانتخابات الحالية.
وشهدت الفترة الماضية، ترشح قرابة 300 امرأة في دوائر مصر المختلفة، منهن تحت شعار حزب، وأخريات ترشحن كمستقلين، على أمل حصد عدد غير قليل خلال المجلس الحالي.
القاهرة والإسكندرية
وتجرى الانتخابات البرلمانية في مصر، على 568 مقعدًا، منها 448 بنظام الدوائر الفردية، و120 بنظام القوائم، بعد تقسيم البلاد لأربعة قطاعات، اثنين بـ45 مقعدًا، واثنين بـ15 مقعدًا.
ورغم أن القوائم الانتخابية، قد اشترطت وجود سيدات بها، لضمان عدد مناسب عبر القوائم، إلا أن المرأة المصرية ترشحت في الدوائر الفردية بشكل مستقل عن القوائم، لتثبت قدرتها على خوض المعركة والبحث عن دور مهم في المجلس بعد ثورة 30 يونيه.
وتعد القاهرة والإسكندرية أبرز المحافظات من حيث عدد المرشحات، حيث بلغ عددهن بالقاهرة أكثر من 30 سيدة، في حين أن محافظة الإسكندرية ترشح بها 28 سيدة، يمثلن أحزاباً ومستقلين.
وعلى الرغم من أن محافظات الصعيد معروف عنها إحجام المرأة عن الترشح بكثرة، إلا أن هذه الانتخابات قد شهدت ترشح عددًا كبيرًا من سيدات الصعيد، وصل إلى قرابة 10 في محافظة أسيوط، و4 مرشحات في كل من بني سويف وقنا.
أسرة طلعت مصطفى
وكذلك الأمر بالنسبة لمحافظات القناة، حيث ترشح قرابة 7 سيدات في محافظة بورسعيد، و8 في الإسماعيلية، في الوقت الذي جاءت فيه محافظة الغربية بقرابة 18، والشرقية 13، والقليوبية 17، وجنوب سيناء 5 مرشحات، وغيرهن الكثير في دوائر مصر المختلفة.
ولم يكن ترشح المرأة في تلك الدوائر مجرد ظهور إعلامي، بل إن هناك سيدات يتحدين مرشحين أقوياء، دون الأخذ في الاعتبار بقوة أو منافسة آخرين، أو النيل منهم، ومن سمعتهم، من خلال شائعات مغرضة، من قبل خصومهم، كما هو متبع في انتخابات سابقة.
ونجد أن سحر طلعت مصطفى، شقيقة رجل الأعمال طلعت مصطفى، المحبوس على خلفية اتهامه بمقتل الفنانة سوزان تميم، قد ترشحت في الإسكندرية، على الرغم من كل ما يقال عن شقيقها وأسرتها، التي تتولى مسئولية عدد كبير من البسطاء والفقراء، كذلك هناك سيدات أعلن الترشح في منافسة المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، بمحافظة الدقهلية.
شريك أساسي
بالإضافة إلى أن هناك مرشحات أخريات لم يكن معروفات بالنسبة للوسط الصحفي أو الإعلامي، في حين يخضن الانتخابات معتمدين على وظائفهم، وتقديم الخدمات للمواطنين.
وتقول الدكتورة جيهان مديح، أمين عام حملة “بأمر الشعب”، إن المرأة المصرية كانت شريكًا أساسيًا في ثورتي 25 يناير و 30 يونيه، وبالتالي كان يجب ألا تمر الانتخابات البرلمانية في غياب الدور النسائي، بعد نضال سيدات مصر في الثورتين والاستفتاءات على الدستور.
وأضافت مديح أن هناك قضايا كثيرة تتعلق بالمرأة والطفل، تتطلب تعديل بعض القوانين وصياغة قوانين جديدة، تتواكب مع تطور العصر، وحماية المرأة والطفل من العنف، ومن ممارسات المجتمع التي تنظر للمرأة ليس بقدرها الحقيقي.