قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمس السبت، في مقابلة مع مجلة “فوكس بوب”، إن “المهم هو تجنب تقسيم سوريا، خصوصا مع الصراع الديني الذي قد ينفجر بين الشيعة التي تدعمها إيران ومن ثم ربما روسيا أيضا، وبين السنة التي تدعمها دول الخليج.
وأكد هولاند من ناحية أخرى قائلا “نحن نرى العواقب بوضوح : ستندلع حرب ليس فقط على نطاق سوريا ولكن في أنحاء المنطقة بأكملها. يجب علينا أن نضمن أن يكون داعش هو الخصم، ولهذا السبب نوجه ضرباتنا ضده، ولهذا أيضا نطلب من روسيا أن تتبنى نفس الموقف”.
موسكو تسعى للدفاع عن نظام بشار
وعن موقفه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال هولاند: “في الوقت الراهن، ليس بوتين حليفنا، بل هو حليف الأسد، فالموقف إذن ليس واحدا. قد يصبح بوتين حليفنا غدا، وأنا آمل ذلك، وهذا ما قلته له، آمل في أن يكون شريكا للتوصل إلى حل سياسي، وإذا اقتضى الأمر بعد ذلك، وهو ممكن الآن أيضا، أن نضرب داعش معا”.
وأضاف هولاند “والحال أن الضربات التي نفذتها روسيا في سوريا لم تستهدف داعش بالدرجة الأولى، وهذا ما ذكرت به بوتين يوم الجمعة”.
وتفيد صحيفة لبيراسيون في تقريرها، اليوم الأحد، استنادا إلى تقارير المحللين، أن روسيا أكدت عزمها على تكثيف ضرباتها في سوريا، وهي الضربات التي تزرع حسب زعمها “الذعر” داخل تنظيم داعش، لكن ما تزال هناك شكوك بين الغربيين، الذين يرون أن موسكو تسعى قبل كل شيء للدفاع عن نظام بشار الأسد.
عواقب الصراع على أوروبا
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد استهدفت عمليات قصف جديدة في ليلة السبت، مدينة الرقة، “عاصمة” الدولة الإسلامية التي تسيطر على ما يقرب من نصف الأراضي السورية.
وقالت روسيا، السبت، بعد أن صارت واحدة من اللاعبين الرئيسيين في الصراع منذ بداية تدخلها يوم الأربعاء، إنها “ستكثف” ضرباتها. ووفقا لمصادر سورية عديدة فإن روسيا تستهدف الدولة الإسلامية وخاصة جبهة النصرة ومناصريها من المتمردين الإسلاميين، أي الجماعات التي كبدت النظام انتكاسات هائلة خلال هذا العام.
وحذر هولاند في النهاية من أن “هناك ضرورة ملحة لحل المشكلة السورية، وإذا لم يتم ذلك، فإنه ليست سوريا فقط هي التي تتحمل العواقب بل ستنعكس هذه العواقب على كل مكان في المنطقة، وأيضا على أوروبا، ما دام الإرهاب يهيء نفسه في الصحراء السورية والعراقية، وسوف يأتي بعد ذلك ليضربنا في بلادنا”.