احتشد آلاف من محافظات جنوب اليمن في عدن اليوم الأربعاء لإحياء ذكرى الثورة التي أفضت إلى استقلال الجنوب عن بريطانيا في عام 1967.
وتوافد الآلاف من المناطق الحضرية والريفية خلال الأيام الماضية إلى عدن تلبية لدعوة من كافة الفصائل الجنوبية لإحياء هذه المناسبة التي تأتي وسط دعوات متصاعدة للانفصال.
ورفع المحتشدون الذين تجمعوا في ساحة العروض في قلب مدينة عدن أعلام دولة الجنوب السابقة ورددوا شعارات تطالب بالانفصال ويقول أحد هذه الشعارات “لا يمنية ولا فارسية باب المندب جنوبية عربية”.
ويأتي الاحتفال بالذكرى الـ52 لهذه المناسبة في ظروف استثنائية، فرضتها الحرب المستعرة في اليمن لدحر الحوثيين وقوات صالح الذين تسببوا في دمار هائل خلال احتلالهم لمناطق في الجنوب قبل طردهم في النهاية على يد مقاتلين محليين مدعومين من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وأجج تدخل الحوثيين وقوات صالح مشاعر الانفصال لدى الجنوبيين أكثر من أي وقت مضى، وتعزز شعورهم بالثقة والفخر بعد الانتصار على هذه القوة القادمة من الشمال.
ويعرب كثير من الجنوبيين عن امتنانهم لدول التحالف التي ساعدتهم على تحقيق هذه المكاسب، لكنهم يأملون استمالتها لدعم مطالبهم الانفصالية.
وقبل تفجر الصراع الأخير في اليمن كانت الحركة الجنوبية المعروفة باسم الحراك في حالة من الفوضى وكان زعماؤها مفككين كما لم تكن فصائلها المختلفة واثقة مما إذا كان عليها الدفع في اتجاه الانفصال الفوري أو السعي لتحقيق الحكم الذاتي في إطار دولة اتحادية في اليمن.
وبدأ احتفال اليوم الأربعاء في عدن بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح “شهداء الجنوب وشهداء التحالف العربي”.
ومنح الصراع الأخير خبرة عسكرية لآلاف الجنوبيين الذين أصبحوا يسمون أنفسهم المقاومة الجنوبية، لكن أهدافهم السياسية لاتزال غير واضحة المعالم في ظل غياب قيادة موحدة للفصائل المتعددة.
ونظم المقاتلون اليوم الأربعاء عرضا عسكريا كبيرا لمختلف فصائلهم حيث شاركت في العرض العسكري مراكز ومعسكرات تدريب المقاومة الجنوبية في محافظات الضالع ولحج وعدن وأبين وشبوة.
وأعرب المتحدثون في الكلمات التي ألقيت في الاحتفالية عن التضامن والوفاء لدولة الإمارات والسعودية اللتين رفعت أعلامهما جنبا إلى جنب مع علم دولة الجنوب، كما رفعت صور العاهل السعودي الملك سلمان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.