هاجمت القوات السورية وحلفاؤها بدعم من طائرات روسية بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شمالي مدينة حمص، اليوم الخميس، مستهدفين معقلاً استراتيجياً يسيطر عليه منذ فترة طويلة معارضون للرئيس بشار الأسد.
والهجوم الذي بدأ قبل الفجر هو امتداد لهجمات برية بدأت منذ أكثر من اسبوع بدعم جوي روسي في مناطق بغرب سوريا مهمة لبقاء الأسد وتسيطر عليها جماعات مقاتلة أخرى غير تنظيم الدولة الإسلامية.
ونسب التلفزيون الرسمي السوري إلى مصدر عسكري قوله إن الجيش بدأ عملية عسكرية في المنطقة بعد ضربات جوية وقصف مدفعي عنيف في وقت مبكر اليوم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة مدنيين وستة مقاتلين قتلوا في تير معلة على بعد نحو خمسة كيلومترات شمالي مدينة حمص.
وعلى بعد عدة كيلومترات شمالا قال المرصد إنه وقعت ضربات جوية عنيفة حول بلدة تلبيسة وقرى أخرى في المنطقة إلى جانب اشتباكات عنيفة على الأطراف الجنوبية للبلدة والقرى القريبة.
ونفذ الجيش السوري مدعوما بحلفاء أجانب بينهم القوات الإيرانية عددا من الهجمات البرية لاستعادة السيطرة على أراض تسيطر عليها جماعات معارضة منذ بدأت طائرات روسية ضربات جوية ضد أهداف للمسلحين ولاسيما في غرب سوريا قبل أسبوعين.
وتتضمن عمليات الجيش حملة لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في محافظات حماة وإدلب واللاذقية في شمال غرب البلاد. وقال مسؤولون في المنطقة إن الجيش مدعوما بتعزيزات إيرانية يعد لهجوم بري كبير حول مدينة حلب قرب الحدود التركية.
ومن شأن استعادة السيطرة على المنطقة أن تعيد ترسيخ سيطرة الأسد على المراكز السكانية الرئيسية في غرب سوريا وتأمين الأراضي التي تربط دمشق بالمناطق الساحلية التي تسكنها الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.
ونسب التلفزيون الرسمي إلى المصدر العسكري قوله إن الجيش وحلفاءه سيطروا على قريتي الخالدية والدار الكبيرة بين حمص وتير معلة.
وذكر المرصد أن الجيش تقدم في الخالدية لكن لا تزال اشتباكات عنيفة تجري هناك.
وقال زعيم أحد مجموعات المعارضة المقاتلة في المنطقة “هناك ضربات جوية عنيفة جدا في حمص على الخطوط الأمامية. هناك خسائر في صفوف المدنيين. الهدف هو الضغط العسكري وهدف النظام هو اقتحام المنطقة.”
وذكر أن عدد القتلى غير مؤكد لكنه ذكر أسماء خمسة قتلى موثقين بينهم فتاة وامرأتان.
وقال أحد سكان تلبيسة إن أربعة مدنيين قتلوا هناك وإن مدرسة تعرضت للقصف نحو الساعة السادسة صباحا قبل بدء ساعات الدراسة. وأضاف أن طائرات لا تزال تحلق في المنطقة.
وقال عبد الرحيم الدهيق وهو مدرس في تلبيسة “يريدون فتح الطريق من حمص (شمالا) إلى حماة. لا نهاية لعمليات الاستطلاع والقصف الجوي.”
وتابع قوله “الناس مشغولون بحفر المخابئ. لا أحد ينوى المغادرة. سنموت على أرضنا بدلا من أن نطرد.”
وردا على تقارير بشأن القتلى المدنيين قال المصدر العسكري السوري إن القوات السورية والطائرات الروسية لا تستهدف مناطق يتواجد فيها المدنيون. واتهم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في البلاد بتنفيذ مذبحة يوم الخميس حتى يمكنها إلقاء اللوم على القصف.
ونقل التلفزيون الرسمي عن المصدر العسكري قوله إن الجيش بدأ عملية عسكرية في ريف حمص الشمالي بعد ضربات جوية مكثفة وقصف مدفعي “لتجمعات إرهابية” وقواعدها.