حذر محللون إسرائيليون من أن أحداث العنف التي تشهدها الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل صرفت الانتباه عما يحدث على امتداد الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان السوري، إلا أن المعارك حول (القنيطرة) السورية، قد تتسبب نتائجها في تغيير الوضع الأمني في المنطقة جذرياً، وترسخ أقدام إيران من خلال “حزب الله” بالجولان، تحت غطاء عسكري روسي.
ويقول المحللون إن الأسبوع الماضي شهد تحركات من شأنها أن تحقق طموح طهران، عبر ذراعها (حزب الله)، حيث تسعى منذ عامين لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في هضبة الجولان، عبر ترسيخ أقدام المليشيات المسلحة التابعة لها هناك، ولكنها كانت قد فشلت حتى الآن، فيما توفر لها موسكو مظلة عسكرية، قد تقود في النهاية إلى تحقيق هذا الطموح.
وأفادت تقارير إسرائيلية أن الجنرال “قاسم سليماني” كان قد زار خطوط القتال في (القنيطرة) على مسافة لا تزيد عن 1.5 إلى 2 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية ، بعد أيام قليلة من مقتل قائد مليشيات (الباسيج) الإيرانية في سوريا، الجنرال “نادر حميد”، خلال معارك مع المعارضة السورية، لافتة إلى أنه كان مسئولا عن قيادة القوات الإيرانية ومليشيات حزب الله هناك، ما يعني أن القتال حول (القنيطرة) يشهد وجود ضباط وجنود إيرانيين إضافة إلى قوات حزب الله.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن زيارة الجنرال “سليماني” كانت بهدف الاطلاع على ملابسات مقتل القائد الإيراني، وإذا ما كانت هناك أياد إسرائيلية خلف مقتله، بعد أن أصبح ثاني قائد عسكري إيراني يقترب من الحدود الإسرائيلية ويقتل، لافتة إلى أنه “قبل 10 أشهر فقط، نجح سلاح الجو الإسرائيلي في استهداف موكب يضم قيادات إيرانية كبرى وقيادات تابعة لحزب الله”.
وتزعم التقارير أن أبرز نتائج زيارة “سليماني” إلى (القنيطرة) هي إصدار أوامر للقيادات الميدانية بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية لدعم قوات (حزب الله)، التي تضم حاليا قرابة 500 عنصرا، يعملون في هذه الساحة، معتبرة أن “معارك القنيطرة بلغت مرحلة خطيرة للغاية بالنسبة لإسرائيل”.
وبحسب موقع التحليلات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلي (ديبكا)، فقد توصلت القيادة الإيرانية وقيادة سلاح الجو الروسي في سوريا إلى نتيجة مفادها، أنه “بدون تدخل جوي روسي لقصف أهداف تابعة للمعارضة السورية في القنيطرة والقسم السوري من الجولان، فإن الحسم العسكري لن يتحقق”، مضيفا أن “قرار شن هجمات جوية روسية ضد المعارضة في هذه المواقع يتطلب تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا”.
وطبقا للموقع، فإنه خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” يوم 21 أيلول/ سبتمبر الماضي إلى موسكو، والزيارة التي قام بها وفد عسكري روسي إلى تل أبيب مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أبدت إسرائيل موقفا قاطعا ولا يقبل مجالا للتأويل بشأن اقتراب قوات حزب الله والحرس الثوري من حدودها بالجولان، وأكدت أنها لن تقبل بأن يعمل سلاح الجو الروسي جنوبي سوريا، وفي المناطق المتاخمة للحدود الإسرائيلية، وأكدت أيضا أنه في حال تدخل سلاح الجو الروسي في تلك المناطق، فإن سلاح الجو الإسرائيلي أيضا سيتدخل ضد المليشيات التي تحظى بغطاء جوي روسي.
وأطلعت القيادة العسكرية الإسرائيلية الجنرال “جوزيف دانمفورد”، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة على تلك التفاصيل خلال زيارته إلى إسرائيل يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ما دفعه لطلب زيارة جنوب الجولان برفقة رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، الفريق “جادي أيزنكوت”، وقائد الجبهة الشمالية اللواء “أفيف كوخافي”، لتقييم الأوضاع بنفسه، وتفقد قواعد تشكيل (باشان)، الذي كلف بالتعامل مع أي تدهور إضافي للأوضاع في (القنيطرة)