يواجه المهاجرون الهاربون من أهوال الحروب وأخطارها في بلدانهم تحديات جديدة ليست مع سلطات الدول التي يعبرونها فحسب بل مع أجواء تلك الدول الباردة، فعلى المهاجر الذي دفع آلافا من الدولارات ليتمكن من مغادرة عنق الزجاجة “تركيا”أن يمشي في أنهار من الطين و تحت المطر في درجات برودة تصل حد التجمد، بهدف الوصول إلى بلاد “الأحلام” أوروبا.
نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية اليوم الإثنين صورا التقطتها عدستها بالطائرة لأفواج من المهاجرين يعبرون البلقان مرورا بكرواتيا ووصربيا وسلوفينيا للإقتراب من تراب الاتحاد الاوروبي.
قالت الصحيفة إن مرور عشرات الآلاف من الهاجرين هذه الأيام تزامن مع تنبؤات أحد القادة الأوروبيين بانهيار الاتحاد الأوروبي بسبب هذه الأزمة المتفاقمة بمرور الأيام.
بعد مرور تسعة أيام فقط من قرار المجر إغلاق حدودها في وجه اللاجئين حوّل هؤلاء وجهتهم إلى سلوفينيا، تلك الدولة صغيرة الحجم التي سرعان ما استنجد رئيس وزرائها الغرب في بروكسل لعقد محادثات طارئة، حيث قال:”إن لم نجد حلا ، أو لم نفعل كل ما بوسعنا لحل هذه الأزمة اليوم فيمكننا البدء بكتابة نهاية أوروبا وتفككها”.
وأضاف رئيس وزراء سلوفينيا ميرو سيرار:”إن كرواتيا دخلها منذ منتصف سبتمبر/أيلول حوالي 230 ألف مهاجر عبروا أراضيها إلينا، ومازالت تشرع أبوابها لهم للخروج منها إلينا دونا حتى إشعارنا بذلك”.
وتضيف الصحيفة أنه منذ الـ17 من أكتوبر/تشرين أول الحالي حتى اليوم وصل الأراضي السلوفينية نحو 62 ألف مهاجر في حين أن 14 ألف آخرين يزحفون باتجاهها اليوم،فيماهددت كل من رومانيا وبلغاريا وصربيا باغلاق حدودها إن توقفت ألمانيا و النمسا عن استقبال اللاجئين.
وتشير الصحيفة إلى أن إحصائيات المنظمة الدولية للاجئين تفيد بوصول أكثر من 680 الف لاجىء قطعوا مياه البحر قادمين من الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا إلى أوروبا التي بدورها تعاني أصلا من تبعات الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها نهاية العقد الفائت.
وفي حين تتوالى التصريحات من جانب الدول التي يمر عبرها اللاجئون في طريقهم، تلتزم تركيا التي ينطلقون منها الصمت، وفي هذا الصدد أكدت ميركل مستشارة ألمانيا على ضرورة التنسيق مع تركيا التي تربطها مع أوروبا معاهدات تجارية وملفات انضمام إلى الاتحاد الأوروبي مازالت في أدراج البرلمان الأوروبي منذ سنوات وفي نفس الوقت تفتح أبوابها لكثير من الدول دون حتى الحاجة إلى مراجعة سفارتها.