بدأ أكراد سوريا في مسعى للحصول على اعتراف رسمي بإدارتهم الذاتية لمناطقهم، شمال شرق البلاد، وهم يحاولون فتح ممثليات لهم في عدة دول، في خطوة يعتبرها محللون مؤشراً جديداً على نوع من الاستقلال.
وتلقت هذه المساعي على مايبدو دفعة، من عدة دول أبرزها مصر والأردن.
وأنشأ الأكراد ما أسموها “الإدارة الذاتية الديمقراطية” منذ نحو عامين، بعد أن ترك عناصر النظام السوري ثكناتهم ومقراتهم العسكرية والأمنية، في كل من قامشلو (القامشلي) وكوباني (عين العرب) وعفرين، ليتفرد الأكراد بإدارة المنطقة من خلال “حركة المجتمع الديمقراطي” كإدارة سياسية، و”وحدات حماية الشعب والمرأة” كقوة عسكرية.
وقال مصدر مسؤول في حركة المجتمع الديمقراطي (تف دم) الكردية، لشبكة إرم الإخبارية، إن الأكراد حصلوا على “موافقة رسمية من كل من روسيا والأردن ومصر وألمانيا” على فتح ما أشبه بالقنصليات أو الممثليات في دول مختلفة.
وأَضاف المتحدث باسم الحركة شفان الخابوري: “مؤخراً حصلنا على اعتراف من إقليم كردستان العراق، وفتحنا ممثليتنا في مدينة السليمانية، ونحاول جاهدين في عواصم أخرى، وهذا كله بفضل انتصارات قواتنا الكردية، ولا سيما في كوباني وقامشلو وسنجار (شنكال)”.
وأوضح خابوري أن الهدف من هذه الممثليات “هو زيادة حرية حركتنا في الخارج، بغية الحصول على اعتراف يساعدنا في توضيح أهدافنا للعالم وبالتالي الوصول إلى حق تقرير المصير”.
و”الإدارة الذاتية” الكردية مشروع طرحه أكراد سوريا، ويقولون إنهم يتبعون “النهج الثالث” في الأزمة السورية، أي أنهم لا يتعاملون لا مع النظام السوري ولا مع المعارضة، إلا أن أطرافاً عربية وأخرى كردية تتهمهم بالتنسيق مع النظام السوري، ما ينفيه المسؤولون الأكراد.
ويقول خابوري إن الإدارة “طبقت منهاج التعليم باللغة الكردية، رغم رفض البعض لما أسموه الأدلجة السياسية في الكتب الدراسية، وكذلك إعلان مدينة (تل أبيض) كانتوناً جديداً بعد طرد تنظيم داعش منها، وهذا كله فسي سبيل الاعتراف بنا كقوة جديدة في الشرق الأوسط”.
وتضم مناطق الأكراد ثلاث مقاطعات تتمتع الاستقلال في الإدارة، فيما ينفي الأكراد أي نوايا لديهم لإنشاء دولة مستقلة، ويخوضون معارك ضد داعش في الكثير من الجبهات مسنودة بغارات التحالف الدولي وبعض الكتائب في الجيش السوري الحر ومقاتلي القبائل العربية والمسيحيين.