أثارت التعهدات التي قدمها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بشأن الأقصى، حفيظة متطرفين يهود اعتبروا أن تلك التعهدات بمثابة اعتراف رسمي بعدم أحقية اليهود بالصلاة في الحرم القدسي.
وطبقا لما تم التوصل إليه بين تل أبيب وعمّان، سيتم نشر كاميرات مراقبة في الحرم القدسي الشريف، للتأكد من عدم محاولة تغير الوضع القائم في الموقع، على أن تواصل إسرائيل الحفاظ على السياسات الحالية، التي تنص على أنه يحق للمسلمين الصلاة بالحرم القدسي، بينما لا يحق لغيرهم سوى الزيارة فقط.
وقال محللون إسرائيليون ومتطرفون يهود إن “التفاهمات التي تم التوصل إليها بين نتنياهو وملك الأردن، تُفرغ الحملات اليهودية الداعية لبناء الهيكل من مضمونها، وتعني تراجعاً في النضال الذي يقوم به الداعون لبناء الهيكل، والنشطاء اليهود الساعين لتغيير الوضع القائم في الموقع”.
وأشاروا إلى أن “تلك التفاهمات، لم تنشر رسمياً من قبل مكتب نتنياهو باللغة العبرية، ولكنها نُشرت بعد منتصف ليل الأحد الماضي على الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة على فيسبوك باللغة الإنجليزية فقط”.
من جانبه، قال شموئيل باركوفيتش، الخبير في شؤون القدس والمواقع اليهودية المقدسة، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة (هأرتس) إن “نتنياهو حول عدم صلاة اليهود في جبل الهيكل لدوافع أمنية، إلى أغراض سياسية”.
وأضاف باركوفيتش أنه “من الناحية النظرية لو دعى مفتي القدس نفسه، وزير الزراعة أوري أريئيل للصلاة إلى جواره، فإن الأمر سيكون محظوراً على الأخير من الناحية السياسية، وليست الدينية”، مضيفاً أن “من كان لديه أي آمال بتغيير الوضع القائم في جبل الهيكل لصالح اليهود، عليه أن يعلم أن هذا الحلم أصبح بعيد المنال”.
وشهدت الأعوام الأخيرة حملات يهودية تدعو لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، وشكلت 15 منظمة يهودية تدعو لبناء الهيكل المزعوم، تكتلاً واحداً، وانضم إليها العديد من السياسيين اليمينيين، وأتباع التيارات الصهيونية الدينية، وطالبوا بسن تشريعات في الكنيست من شأنها أن تسمح بتواجد اليهود بشكل ثابت في الموقع، كما قضت المحكمة العليا الإسرائيلية في العديد من الحالات بأحقية اليهود بالصلاة هناك، لكنها ربطت ذلك بالوضع الأمني.
وكان نتنياهو أكد الأحد الماضي “نيته التعاون مع الأردن لتهدئة التوتر حول الحرم القدسي”، ونشر كاميرات مراقبة فى الموقع”، فيما رحب العاهل الأردني بتعهدات نتنياهو الخاصة بإبقاء الوضع القائم في الموقع، معتبراً أن “هذه الخطوة من شأنها أن تنهي حالة العنف، وتخفف حدة التوتر حال تنفيذها”.
وأصدر “مجلس الحاخامية الكبرى في إسرائيل”، الذي يمثل السلطة الروحية والدينية العليا، فتوى، الجمعة الماضية، تحظر توجه اليهود إلى الحرم القدسي، سواء للصلاة أو الزيارة، وقال إنه “بمضي الوقت اختفى الموقع الدقيق للهيكل، وكل من يتوجه إلى جبل الهيكل فإنه يدخل بذلك إلى موقع لا يُعلم إذا ما كان هو موقع الهيكل وقدس الأقداس أم لا”.
ووقع كبار حاخامات إسرائيل، إضافة إلى 100 حاخام تم تعيينهم حديثاً، على بيان، تناقلته وسائل الإعلام العبرية، يجدد الفتوى التي تحظر التوجه إلى “جبل الهيكل”، والتي كان عوفاديا يوسيف، الحاخام الأكبر السابق لليهود السفارديم في إسرائيل، وغيره من كبار حاخامات إسرائيل، قد وقعوا عليها قبل عقود، بشأن منع التوجه إلى الموقع.