بمبادرة من المجلس الوطني المقاومة الإيرانية انعقد يوم الإثنين 26اكتوبر2015 مؤتمراً عبرالإنترنت بعنوان « هزيمة نظام ولاية الفقيه في سوريا » شارك فيها كل من السيد نصر الحريري الأمين العام لائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية والعميد مثقال بطيش النعيمي من قادة جيش الحر والسيد علي رضا اسد زادة من المقاومة الإيرانية.
وشرح المشاركون أبعاد الهزائم التي لحقت خاصة في الفترة الأخيرة بقادة ومراتب الحرس الثوري الإيراني في سوريا. هذه الخسائر طالت عددا كبيراً من جنرالات الحرس وفي مقدمة قادة الحرس الذين لقوا مصرعهم خلال الفترة الأخيرة كان عميد الحرس حسين همداني أكبر قائد ميداني لقوات نظام الملالي في سوريا.
وأجمع المشاركون في الندوة بأن نظام الملالي وقع في ورطة كبيرة في سوريا حيث أنه من جهة يمنى بخسائر كبيرة وهزائم لايستطيع تحملّها، ومن جهة أخرى لايستطيع الخروج من هذه الورطة بسبب الرهان الستراتيجي الذي تمثّلها سوريا لنظام ولاية الفقيه. فالسوآل الموجه هو كيف يمكن كسر هذه الدائرة؟ ولا شك أن كسر هذه الدائرة لن يكون إلا بسقوط بشار الأسد في دمشق والذي سيكون بداية السقوط لنظام ولاية الفقيه في طهران وتخلص الشعب السوري وجميع شعوب الشرق الاوسط من هذه الطغمة الطاغية الجاثمة على صدور الإيرانيين والمسلمين والعرب.
وشرح السيد علي رضا في حديثه أن مرحلة سقوط أوهام الملالي بدأت من أول يوم وقف الإئتلاف العربي وعاصفة الحزم في وجه سياسة التوسع وتأجيج الحروب الطائفية من قبل هذا النظام. منذ ذلك الوقت بدأت من جهة فترة التراجع والهزيمة والفشل في العراق وفي سوريا وقبلها في اليمن بطبيعة الحال. وشدّد السيد علي رضا على أن جميع الأجنحة المتصارعة في نظام الملالي متفقين على مواصلة دعم نظام بشار الأسد المجرم بأي ثمن كان. حيث سمعنا أن الملا روحاني أعلن في أميركا أن «الجميع يريدون بقاء بشار الأسد» وقال من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ما نصه: “مثلما ساعدنا في إرساء الديمقراطية في العراق وأفغانستان نحن مستعدون للمساعدة في تحقيق الديمقراطية في سوريا وايضا اليمن». وهذا معناه أن ليس هناك خلاف بين خامنئي وروحاني في ما يتعلق الأمر بالسياسة التوسعية وتأجيج الحروب الطائفية. لكن الحقيقة هي أن النظام لم يعد باستطاعته الحفاظ على السيطرة السابقة بسبب مسلسل الأحداث الأخيرة، وهذا ما نشاهده هذه الأيام في سقوط كبار قادة حرس النظام بيد الثوار السوريين. وخلال فترة قصيرة نرى يتساقط جنرالات الحرس واحدا تلو آخر في سوريا، لكن مقتل حسين همداني يحمل مغزى خاص في هذا المجال. لأن حسين همداني لايمكن اعتباره بين القادة الآخرين، بل اختاره خامنئي بعناية خاصة، لأنه كان من الصف الأول من الذين انضموا بقوات الحرس عام 1979 وشارك في الحرب الإجرامية ضد مواطنينا الأكراد. كما كان من جملة قادة الحرس طوال الحرب الإيرانية العراقية. وفي أكبر عملية عسكرية خاضها قوات جيش التحرير الوطني الإيراني بعد وقف اطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية عام 1988، كان حسين همداني قائد كتيبة شاركت المعركة ضد قوات مجاهدي خلق. وبعد هذه التجارب إختاره خامنئي ليكون قائداً لفرقة «محمد رسوالله» التي أوكلت إليها حماية طهران العاصمة بسكانها الأكثر من 12 مليوناً وبوجود جميع القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين و… من النظام فيها. وفي هذا المنصب قاد حسين همداني عمليات إخماد وقمع انتفاضة العام 2009. وبعد اندلاع الانتفاضة في سوريا وتحولّت بفعل القمع إلى مقاومة مسلّحة أرسل خامنئي حسين همداني لإخماد الثورة السورية ولضمان بقاء بشار الأسد في الحكم. إذن لمّا لقي حسين همداني مصرعه بيد الثوار من مقاتلي جيش الحر فيجب أن نقول أن الضربة التي تلقاها نظام ولاية الفقيه تمثّل فشله وهزيمته في سوريا وترمز إلى تطور كبير في فشل استراتجية النظام الإيراني في سوريا. كما أن رجل حماية أحمدي نجاد أيضا لقي مصرعه في منطقة حلب قبل أيام وكان شخصاً موثوقا به في النظام حيث أنه رافق أحمدي نجاد في زيارته لدمشق عام 2010 واجتماعه ببشار الاسد وحسن نصرالله معا. و هذه الأيام لايمر يوم إلا ويسقط فيه واحد إثنان ثلاثة من قادة الحرس في سوريا.
هذه الحقائق تقول أن الوقت قد حان لإلحاق الهزيمة النهائية إلى نظام ولاية الفقيه وتخليص الشعب السوري وشعوب المنطقة من هذه الديكتاتورية المجرمة. وهنا يجب أن نحيي ثوار جيش الحرّ لقيامهم بهذه العمليات التي من شأنها أن تكون بداية خير لنهاية ولايه الفقيه في المنطقة.
وقال السيد نصر الحريري الامين العام للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مداخلته بان تدخل النظام الإيراني في الشأن السوري يعود إلى الايام الاولى لاندلاع الانتفاضة والثورة السورية واستذكر بانه دخل قسم العناية المشددة في مستشفي درعا الوطني وشاهد هناك ثلاثة اشخاص ايرانيين مدججين بالسلاح واجهزة الاتصالات وكان احدهم مصاب بنوبة ريوبة وكان يرافقهم فريق كبير من قوات الأمن العسكري انذاك. ثم اشار الي دور النظام الإيراني وقوات الحرس التابعة له في عمليات التدريب والتنظيم لقوات التعبئة إلى جانب قوات بشار الأسد في اوسع النطاق وفي كافة المجالات فضلا عن ميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية الطائفية اضافة الى تجنيد قوات افغانية وباكستانية وغيرها من مختلف الجنسيات. وتطرق الى هزائم النظامين الاسدي والملالي في سوريا خاصة بعد ان تم تحرير مدينتي إدلب وجسرالشغورومعسكر القرنيط وغيرها وصولا إلى ريف الغاب في الجبهة الغربية واصحبت فصائل القوات الثورية المقاتلة على حدود المناطق الساحلية التي تعتبر هي الحاضنة الشعبية ومقر لنظام بشار الأسد. كذلك الانتصارات الرائعة التي تحققت في المنطقة الجنوبية اللوا 52 في”بصرى الشام” الذي يعتبر اكبر معقل لتواجد قوات حزب الله والقوات التابعة للنظام الإيراني في كل سوريا وكذلك المعارك التي خاضها مؤخرا جيش الاسلام وقطع الاتصال بين حما ودمشق. بعد هذه التراجعات الكبيرة التي مني بقوات النظام اصبح لزاما على قوات النظام الإيراني بالدخول بصورة مباشرة لمساعدة النظام السوري وتعزيز وجوده لانه وصل الى حالة الافلاس. وتشير المعلومات المؤكدة بان هناك قوات إيرانية كبيرة موجودة في النصف الشمالي لسوريا تستعد وتحشد قواتها لإعادة السيطرة على حلب. وهذا كان السبب الرئيسي الذي نشاهد اليوم عددا كبيرا من القتلي لقوات النظام الإيراني وعناصر قياديين من الحرس الثوري الإيراني اوكانوا من فيلق القدس او المستشارين او حتى افراد الحماية الخاصيين. نقطة اخرى اود الإشارة اليها هي ان المقاتلين وبعد خمس سنوات من الحرب المستمرة المستعرة بكل اصناف السلاح الجوي والبري وحتى البحري اصبحت لديهم امكانيات وخبرات تكتيكية وستراتيجية هامة جدا ربما يصعب على اكبر جيوش العالم تمتلكوا مثل هذه الخبرات لانهم خاضوا مختلف المواجهات متعددة الستراتجية في مواجهة قوات حزب الله، واجهوا الميليشيات العراقية باستراتيجتها وواجهوا قوات الحرس التابعة للنظام الإيراني والان القوات الروسية ايضا اصبحت لدينا فريق من القوات خاضت مثل هذه المعارك خمس سنوات وتدربت على مختلف صنوف الاسلحة وامام مختلف القوات وجعلتها قادرة بامتياز لتحقيق خسائر هائلة بقوات العدو تجلت اليوم باصابة الصف الاول من القوات الإيرانية الذين هم بالتماس والاتصال المباشر بالولي الفقيه خامنئي. وهذا يشكل نكسة وصدمة كبيرة للقوات الإيرانية. واعتقد أنه إذا استمرمخطط القوات الإيرانية بمهاجمة حلب فسوف تتكبد هذه القوات بخسائر أكثر واصابات كبيرة جدا. واضاف السيد الحريري بان اكبرهزيمة منيت بها بشكل مباشر قوات النظام الإيراني وقعت في مثلث الموت الموجود في منطقة ” دير العدد” على الحدود الشمالية لمحافظة درعا والتي تفصل ما بين ثلاث محافظات جنوبية: درعا وريف دمشق والقنطيرة وهذه المعركة اشرف عليها قاسم سليماني بنفسه وجاء إلى هذه المنطقة لتخطط المعركة من بدايتها حتى نهايتها وهذه الهزيمة ولدت ارتباكا واضطرابا داخل نظام بشار الأسد. واختتم قوله بان هذه الخسائر ستكون اكبر مع زيادة انخراط النظام الإيراني في المعركة السورية وانني اجزم بان اي تدخل لهذا النظام سوف لن ينجح لان النظام السوري نظام متهالك ومنهار.
وأشاد العميد مثقال بطيش النعيمي بكلمة السيد الحريري واعتبره كلمة كل سوري حرّ يعيش المرحلة الحالية في المعركة مع نظام بشار الأسد ومن يدعمه، وأضاف:
«أنا كنت في النظام ومنذ بداية الثورة وأريد آن أضيف بعض المعلومات لما أشار إليه الأستاذ نصر: في الأسبوع الثالث من بداية الثورة والانتفاضة الشعبية حيث كنت على رأس عملي وحصراً في إدارة المركبات في حرستا. وفي يوم الجمعة كنت الضابط الأقدم وكانت فروع الأمن كلها متجمعة في مقرّ الإدارة. صعدّت إلى الطابق الأخير، وإذ بضابط الأمن يقول لي «رجاءا هذا الطابق ممنوع الدخول عليه»! علما أنا كنت الضابط الأقدم. … بالأخير دخلت فوجدت عناصر لديهم قناصات، كانت الثورة سلمية والعالم… والجو كان جيداً فبدأ القنص الساعة الحادية والنصف عندما امتلأت الشوارع بالثوار. والقنص بدأ باختيار الناشطين في الثورة، ويأتون بهم إلى الصحيات ثم يأخذوهم… والعناصر الموجودون على السطح جميعهم كانوا ايرانيين، يعني تأكيداً منذ بداية الثورة إيران اشتغلت على عسكرة الثورة وخلق الفتن من خلال خلايا نائمة كانت موجودة كانت تعمل سواءا بعلم النظام او بخارج علم النظام. اتوقع أن خلايا لهم كانت موجودة وتعمل بأوامر من نظام الملالي لتقتل من الطائفة الفلانية لتدخلها في الحرب، حتى استطاعوا أن يوهموا شعوبهم المغرورة أن الثورة والحرب طائفية. ثم دخلوا مرحلة العسكرة وارتكاب المجازر باشتراك مع النظام. قاسم سليماني كان في غرفة العمليات شرقي القصير في بداية المعركة عندما سقطت مدينة القصير وكان موجودا وكان يقود العمليات هناك ولديه قادة وعناصر قد لايكونوا من الجيش الإيراني من فيلق القدس، بل إنما ميليشيات مدرّبة وخاضت المعارك وقتل منهم الكثير. وكذلك في ريف دمشق وفي درعا لدينا أسماء كثيرة…» وأضاف العميد النعيمي« عندنا أسماء كثيرة وعند ما تسمعون الإعلام الإيراني أن سقط القائد فلان فمن خلال خبرات الحروب، القائد لايسقط إلا و أن قبله سقط أكثر من مائة مقاتل من الحماية الشخصية، ومن الخطوط الدفاعية الأولى إذا كان بخطوط دفاعية أو في الخطوط المتخلفة أجتازت القوات كل هذه المنطقة وسقط الكثير. واتوقع ان النظام لايتجرأ أن يعلن عن سقوط هؤلاء…»