عقد السيد مهدي أبريشمجي رئيس لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمراً صحفياً عبر الإنترنت بعد ظهر يوم الجمعة 30 أكتوبر 2015 لشرح أخر المعلومات والإيضاحات عن الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي في العراق. وشرح السيد أبريشمجي في البداية الوقائع الميدانية بقوله:
« تعرض مخيم ليبرتي لقصف صاروخي مكثّف مساء الخميس 29 اكتوبر2015. وفي الساعة 1940 بالتوقيت المحلي أطلق عملاء الملالي حيث أكثر من ثمانين صاروخاً من مختلف الأنواع على مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد. ويعد هذا الهجوم من اكثر الهجمات قاتلاَ ضد ليبرتي معقل أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق
واسفر هذا الهجوم عن استشهاد 23 شخصا واصابة 22 شخصا باصابات خطيرة كما ان عشرات اخرين ايضا تعرضوا للاصابات. انهم كانوا جميعهم من اعضاء المقاومة الايرانية الذين كانوا قد نذروا حياتهم من اجل تحرير الشعب الإيراني.
والشهداء هم: السيدة نيرة ربيعي والسادة بهزاد ميرشاهي، حسن أداوي، رجب محمدي، رضا واديان، شريف ويسي، حسين سروآزاد، أحمد مس جيان، جاسم قصير، ابوطالب هاشمي، حميد دهقان، كيومرث يوسفي، حسين كندمي وحميد رضا إيمني
وكان بين شهداء القصف الصاروخي المجاهد حسين أبريشمجي اخ لي في النضال وشقيق في الدم وهو أحد أبرز قادة جيش التحرير الوطني والمسؤولين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وعضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. حاله حال اي واحد من هولاء الابطال كانت حياته حافلة بالمواقف الشجاعة، حيث كان يوظف كل لحظة من اجل النضال ومن اجل القيم السامية، والقيم الإنسانية المشتركة.
وكانت من ضمن الصواريخ التي تم اطلاقها على مخيم ليبرتي في العراق صواريخ الكاتيوشا 122 ملم وكذلك الصواريخ التي تمت صناعتها من النموذج الروسي إن بي 24، وأطلق نظام الملالي عليها إسم «فلق».
حدة الإنفجارات هدّمت بعض الكرفانات بشكل كامل وأسقطت عديداً من الجدران الخرسانية وكسرتها كما أدت إلى شبّ حرائق هائلة في اجزاء من المخيم.»
بعد ذلك تطرّق السيد أبريشمجي لمغزى هذا الهجوم سياسياً قائلاً:
«ان هذا الهجوم لا يثني صمود وصرامة اعضاء المقاومة في المخيم، بل خلافا لذلك انه جعلنا اكثر تمسكنا باهدافنا و يشحذ عزائم المناضلين في مواجهة دكتاتورية الملالي البربرية ويعزّز ارادتنا في اقرار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان في إيران.
ان الهجوم الذي وقع ليلة امس، يوضح حقيقتان جليتان هما:
– انه يعكس الضعف الذي يعيشه نظام الملالي والخوف الذي ينتابه من معارضته المنظمة التي اصبح لا يطيقها علما بان أعضاء هذه المعارضة في هذا المخيم محاصرون من قبل القوات العراقية وهم عزّل وليس لديهم اي سلاح. فاي نظام هشّ يمكن اين يخاف من معارضيه بهذا الحد؟ و يعد هذا الهجوم اعترافا صارخا لنظام الملالي بالشعبية التي تحظى بها المقاومة الإيرانية في الداخل الإيراني. ان النظام بارتكابه هذه الجريمة، يعلن في وضح النهار ببديله وكيف انه في خوف من هذا البديل الديمقراطي فلذلك يريد القضاء عليه جسديا. لكن رغم ذلك فانه يعيش في الاوهام.
– ان هذا الهجوم أظهر مرة اخري الوجه الحقيقي للملا روحاني وكذلك وجه الولي الفقيه.
وللذين يراهنون على اعتدال روحاني نقول لهم افتحوا عيونهم انه هو روحاني نفسه الذي دشّن رئاسته بهجوم صاروخي على ليبرتي عام 2013، وفي الوقت الحالي وفي عشية زيارته إلى فرنسا، نرى بان عملاءه وميليشياته جاؤوا إلى ابواب ليبرتي ليقصفوا هذا المخيم ثم يهربون من الموقع في ظلام الليل كالوحوش السائبة. وخلال فترة رئاسته سجل سابقة له في تنفيذ 2000 إعدام. إنه كان رئيس جمهورية اعدام الناشئين، ورئيس جمهورية بتر الاطراف، ورئيس جمهورية فرض التمييز على النساء وقمعهن، والآن يجب ان نضيف رئيس جمهورية المجازر بحق المعارضين في اشرف وليبرتي. على امل بان الدماء التي اريقت في ليبرتي ليلة امس تجعل المسؤولين الفرنسين والاروببين ان يعرفوا ان اليد التي تصافحونها هي ملطحة بالدماء.
وبالنسبة للظروف التي يعيشها سكان المخيم ومستقبلهم أشار أبريشمجي بالقول:
«اما الظروف الحالية في ليبرتي كانت ممكنة اجتنابها شرط ان اية دولة لم تتصرف باللامبالاة حياله. صحيح أن الوقت قد فاتنا بالنسبة الذين توفّوا لكن هناك دائما الوقت للعمل من أجل اولئك الذين بقوا احياء. فمن اجل توفير الأمن والسلامة للسكان :
– نطالب الولايات المتحدة ان تعمل وفقا لمذكرة التفاهم التي التزمت بموجبها ان تؤمن الحماية والسلامة للسكان حتى الشخص الأخير منهم طيلة حضورهم في العراق . ان هذه الالتزامات تشمل جميع المتطلبات للحماية والامن للمخيم في مواجهة الهجمات الأرضية والهجمات الصاروخية والقصف بالهاونات وعلى وجه التحديد ضرورة إعادة الجدران الاسمنتية، وكذلك الخوذات والسترات للحماية والمستلزمات الطبية.
– إلغاء جميع الإجراءات القمعية المفروضة من قبل حكومة مالكي ضد سكان أشرف وليبرتي ونقل ادارة ليبرتي الى شخص غير تابع لنظام الملالي للحيلولة دون اي تدخل من قبل هذا النظام وعملائه في المؤسسة العراقية في ملف ليبرتي وفي ملف مجاهدي خلق في العراق
– انهاء حالة السجن القسري السائدة في ليبرتي وحرية التنقل وفقا لمختلف البيانات الصادرة عن المفوضية السامية للاجئين و رفع الحصار عن المخيم بشكل كامل وضمان القياسات الثابتة لحياة كريمة وفقا للمواد1،2،3 و 4 من نص مذكرة التفاهم التي تم توقيعها من قبل الحكومة العراقية والأمم المتحدة.
– الاعتراف بمخيم ليبرتي مخيما للاجئين تحت اشراف المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة والإعتراف بالموقع القانوني لسكان ليبرتي كلاجئين واشخاص محميين من قبل معاهدة جنيف الرابعة.
– تمكين السكان للبيع والشراء واستخدام الخدمات الممنوحة لجميع المواطنين
– موافقة الحكومة العراقية لبيع الاموال المنقولة وغير المنقولة للسكان في أشرف.
– فتح تحقيق من قبل الأمم المتحدة بشأن 7 رهائن أشرفيين اختطفوا وبشأن سبع مجازر ارتكبت بحق السكان وجرّ المسؤولين عن هذه الجرائم امام العدالة خاصة المسؤولين عن مجزرة الأول من ايلول 2013 في أشرف والهجوم بالصواريخ في 29 اكتوبر 2015 في ليبرتي
وبشأن الجهة المسؤولة عن عملية القصف الصاروخي صرّح السيد أبريشمجي:
«ليس هناك أدنى شك أن مسؤولية هذه المجزرة والدماء التي أريقت في ليبرتي تقع على عملاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية، فنظام الملالي هو المسؤول عنها، ولأن هذه الجريمة ارتكبت في العراق وتحت سيادة الحكومة العراقية، أعلنت أن على الحكومة العراقية التحرى عن المرتكبين لهذه المجزرة ولن يكون هناك شك بأنهم تابعون لنظام الملالي في العراق ويجب وضعهم أمام العدالة… وبشأن ما قاله بطاط أعتقد أن هذا الشخص كان دائماً يأتي للتغطية على جرائم نظام الملالي منذ عهد المالكي ودائما كانوا يستفيدون منه كغطاء. وعلي أن أصرح أن هذا العميل بطاط لا يمكن أن يكون عامل لهذه العملية. الحقيقة هي أنه كما صرّحت السيدة مريم رجوي الليلة الماضية أن الحكومة العراقية والأمم المتحدة مسؤولتان بشأن هذه الجريمة، لاشك أن مدبّري ومنفّذي هذه العملية هم وكلاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية. إذن مجئ هذا الشخص إلى الساحة لاينقص شيئاً من مسؤولية الحكومة العراقية والأمم المتحدة. »