د /ابراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية فى حوار شامل لبوابة العرب اليوم

–        المبادرات التى طرحتها دار الافتاء فى مؤتمر نيويورك حول مكافحة الارهاب لاقت استحسان من زعماء الدول المشاركة وفتاوي دار الافتاء ساهمت فى الرد على دعاوي المتطرفين
–        لا صحة اطلاقا لوجود خلافات داخل المؤسسة الدينية حول تطوير الخطاب الديني
–        رفضنا تصريح وزير الثقافة حول علمانية الشعب المصري وادعوا وسائل الاعلام الى احترام ثقافة وهوية الشعب الدينية
 
عقد مؤخرا فى نيويورك مؤتمر دولى لمحاربة الارهاب قدم خلالة د/ ابراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية عدة مبادرات تمثل رؤية دار الافتاء المصرية لكيفية محاربة تلك الظاهرة وعقب عودتة من نيويورك كان لنا معة الحوار التالي :-
كان من اهم قرارات مؤتمر نيويورك لمكافحة الارهاب انشأ مجلس اممي لمحاربة الارهاب فما مدي فاعلية هذا القرار فى ظل اتباع الغرب سياسة المعايير المزدوجة فى محاربة تلك الظاهرة
على الرغم من اتباع المجتمع الدولي سياسة المعايير المزدوجة فى معالجة الامور السياسية الا ان دار الافتاء وضعت خطة لمحاربة التطرف الفكري يقوم جزء منها على اطلاع المجتمع الدولي على جهود دار الافتاء المصرية فى هذا المجال من خلال مشاركتنا فى جميع المؤتمرات والمحامل التى تظهر مجهودات دار الافتاء فى هذا المجال خاصة ان دار الافتاء عملت خلال الفترة الاخيرة على جمع الشبهات والقضايا التى تخص هذا الملف الشائك واصدار عدد من الاصدارات سواء اصدارات ورقية او الكترونية لاظهار سماحة الاسلام وانة لا ينتمي الى اى من الجماعات المتطرفة التى تدعي زورا انها تتحدث بأسمة
  –         خلال مشاركتكم فى هذا المؤتمر طرحتم عدة مبادرات لعلاج تلك الظاهرة فهل تم الاخذ بها ؟
 
دار الافتاء طرحت كثير من المبادرات التى تساعد على فهم ظاهرة التطرف وكيفية معالجتها وقد لاقت تلك المبادرات استحسانا من زعماء الوفود المشاركة وتتعلق المبادرة الاولي بأنشاء دار الافتاء مرصد لمتابعة فتاوي التكفير منذ عام ونصف وخلال تلك الفترة تابعنا 500 فتوي خاصة بالتطرف اما المبادرة الثانية فهي جمع الفتاوي التكفيرية والرد عليها بطريقة مبسطة وسهلة بعشر لغات اما الثالثة فهي العمل من خلال الفضاء الالكتروني والذي يعد اكثر الساحات امنا للتنظيمات المتطرفة حيث قمنا بأنشاء صفحة بعنوان داعش تحت المجهر شارك فيها 300 الف مشترك قمنا خلالها بالرد على فتاوي التكفير والتطرف للجماعات الارهابية
 
–         وهل تري ان الردود على فتاوي التكفير والتطرف اتى بثمارة فى تخلي قطاع من المتطرفين عن افكارهم ؟
 
لدينا شريحتين للمتطرفين شريحة تضم من وقع فى براثن التطرف وحمل السلاح وهذه الشريحة لا يصلح معها سوي المعالجة الامنية اما الشريحة الاخري فهي من وقع فى براثن الافكار المتطرفة ونتعامل معها من خلال مبدأ الوقاية خير من العلاج ونجحنا بالفعل فى الوصول الى شريحة كبيرة من داخل مصر وخارجها بعشر لغات وقد حققنا بالفعل نجاحا كبيرا وخاصة من خلال الصفحة الانجليزية فى الحد من التطرف الفكري على صفحات الفيس بوك والتويتر واجبنا على تساؤلات العديد من الشباب الذين يعتنقون مفاهيم مغلوطة تبثها اليهم الجماعات الارهابية
 
 
–         هل تري ان الامر يتطلب عقد مؤتمر اسلامي لعلماء المسلمين للرد على الفتاوي المتطرفة ؟
 
خلال شهر اغسطس الماضي عقدنا مؤتمرا فى القاهرة ضم المفتين فى العالمين العربي والاسلامي لمعالجة قضايا الارهاب والتطرف واظهار سماحة الاسلام تم خلالة الاتفاق على مبادرة اسميناها الامانة العامة لدور وهيئات الفتوي فى العالم ونتوقع ان تعقد اول اجتماعاتها اول ديسمبر من هذا العام وسوف تتخذ موقفا موحدا من قضايا الارهاب والتطرف وستخرج للعالم ببيان صريح عن هذه الجماعات ومدي بعدها عن الاسلام والافكار المتطرفة التى تبثها وسوف يشارك فى هذا المؤتمر كبار المفتين فى العالم الاسلامي واروبا والولايات المتحدة
  
–         ولكن هناك من يشكك فى فاعلية هذه المؤتمرات وانها تخرج بتوصيات تظل حبيبة الادراج فما هي وجهة نظرك ؟
 
كما قلت لكم وضعنا نصب اعيننا خطة لتفعيل توصيات هذا المؤتمر خاصة انشاء امانة عامة لهيئات ودور الفتوي فى العالم الاسلامي يكون مقرها دار الافتاء المصرية وبعد انشاء تلك الهيئة احد الخطوات المهمة لتنفيذ البات هذا المؤتمر لان مصر تستحق الريادة الدينية بفضل وجود الازهر فيها والذي يعد احد المنطلقات المهمة لاستعادة هذه الريادة الوسطية كذلك نحن بصدد انشاء مركز لفتاوي الاقليات للجاليات الاسلامية فى العالم وهو ما اعتبرة اهم الخطوات لاننا نعاني من تشوية صورة الاسلام على يد الجماعات المتطرفة المنتشرة فى اوروبا والولايات المتحدة ونامل ان تتخذ الجاليات الاسلامية دار الافتاء مرجعية لها ولا تستمع الى فتاوي المتطرفين الذين يشوهون الاسلام ومن الاشياء المهمة ايضا حضور وفد من ائمة فرنسا الاسبوع القادم للتدريب فى دار الافتاء المصرية على مهارات الفتوي والتصدي للقتاوي المتطرفة وهناك الكثير من القرارات الاخري التى سوف يعلن عنها والتى تؤكد ان مؤتمر دار الافتاء كان بداية انطلاقة لمزيد من المبادرات على ارض الواقع
 
–         هناك من يري ان الخلافات داخل المؤسسة الدينية خاصة بين الاوقاف والازهر تقف عقبة امام تطوير الخطاب الديني فكيف تري هذا ؟
 
 
بكل شفافية يري الجميع ان الازهر هو المؤسسة الحاضنة لكافة المؤسسات الدينية فى مصر فهو مفرخة الفتوي والدعوي ودار الافتاء اكدت مررا على اعتزازها بأنتمائها لمؤسسة الازهر على لسان المفتي وعلى لسان فضيلة شيخ الازهر الذي شرف مؤتمر دار الافتاء والقي فية كلمة اكد فيها على اهمية الفتوي فى تطوير الخطاب الديني وعندما تكلم الرئيس السيسي عن تطوير الخطاب الديني فلقد اكد على معنيين
1-   ان تطوير الخطاب الديني هو تغيير فى الفكر والاليات وليس تغيير فى النصوص كما روج البعض لهذا
2-   ان يترك هذا الملف لاهلة والمتخصصين واشار هنا الى الازهر والاوقاف فهم المنوطين بفكرة تطوير الخطاب الديني ونحن من جانبنا اصدرنا بيانا اعلنا فية تبنينا تطوير الخطاب الديني باليات محددة ومن خلال مواكبة العصر والتكنولوجيا فى اصدار الفتاوي للمستفيدين بها فى مصر وخارجها ومن منطلق هذا قمنا بتطوير النظام الالكتروني واصبح اى شخص فى العالم يطلب الفتوي بأستخدام 10 لغات مختلفة على مدار اليوم كما اصبح الخط الهاتفي يعمل من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء وطورنا الخدمات الشرعية لدار الافتاء حتى يتثني للناس البسطاء طلب الفتوي من اهلها وانشاء مرصد للفتاوي التكفيرية وهو اول مرصد متخصص فى العالم يعمل فية فريق متخصص على مدار الساعة فضلا عن التواصل مع وسائل الاعلام وشرح الاسلام من خلال مقالات نشر منها 36 مقالا بلغات مختلفة لمفتى الجمهورية عام 2015 منها مقالة نشرت فى اشهر الصحف الامريكية فى العالم وتناولت خطر الفتاوي المتطرفة ومن اهم الخطوات التى قمنا بها ايضا القيام بجولات خارجية فى نفس هذا العام شملت دول افريقيا وشرق اسيا واوروبا وامريكا وكان اخرها مشاركة الازهر فى مؤتمر نيويورك ولعل اكثر المبادرات اهمية هى مبادرة الفضاء الالكتروني حيث انشأنا صفحة على الفيس بوك بها اثنين ونصف مليون مشترك كما يوجد لدينا صفحة داعش تحت المجهر وكذلك صفحة مصر تحت الفتاوي كما لدينا موقع الكتروني ضخم باللغة الانجليزية يدخل فية ربع مليون شخص وفى هذا الاطار سوف تعقد دار الافتاء مؤتمر فى منتصف نوفمبر القادم سوف تشارك فية دار الافتاء بورقة حول تجديد الخطاب الديني فى الخارج ونحن نرحب بالتعاون مع كافة المؤسسات الدينية فى هذا المجال ومن هذا المنطلق فان ما يطرح فى وسائل الاعلام عن وجود خلافات داخل المؤسسة الدينية غير صحيح لان الوضع الراهن يحتم علينا التعاون والتنسيق حتى يخرج الخطاب الديني بشكل يعكس مكانة مصر وريادتها الدينية
 
–         اعتبر البعض ان قرار وزير الاوقاف بتوحيد الخطاب على مستوي الجمهورية نوعا من تكميم الافواة فما هي وجهة نظرك ؟
 
 
اعتقد ان توحيد الخطبة امر اجرائي وليس ديني الهدف منة التنسيق وزيادة الفاعلية لزيادة الوعي الديني ولا يوجد مانع شرعي من توحيد الخطبة خاصة فيما يتعلق بالتصدي للفتاوي المتطرفة خاصة ان القائمين على توزيع الخطبة من المتخصصين ولا شك ان هذا يسهم فى الحد من ظاهرة التطرف
 
 
–         وما هي وجهة نظرك فيما نشرتة بعض وسائل الاعلام عن انضمام الاف الشباب المصري الى داعش ؟
 
ليس هذا صحيحا فلدينا احصاءات دقيقة ان مصر اقل الدول مشاركة فى تنظيم داعش نظرا لدور الازهر والاوقاف ودار الافتاء فى محاربة ظارهة التطرف
 
–         تعد قضية الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة من اخطر القضايا التى تهدد العالم الاسلامي خاصة ان دول خراجية واقليمية تحاول استغلالها فهل تري ان الامر يتطلب عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة للتقريب بينهما ؟
 
اعتقد ان المناخ العام غير مهيئ لعقد مؤتمر كذها فهناك الكثير من الامور اخذت منحني سياسي للتفرقة بين السنة والشيعة فلابد اولا من وجود مبادرات من الشيعة خاصة بعد سلسلة من ردود الافعال غير المحسوبة والتى ساهمت فى زيادة الاحتقان فلابد من وجود مواقف من المرجعيات الشيعية تجاة القضايا التى يتعتبرها اهل السنة جوهرية مثل الموقف من سب الصحابة وبعض القضايا الاخري بالنسبة لاهل السنة من المصريين الذين يحبون ال البيت ويفتخرون بسننهم ولا يمكن ان ينجروا الى الفتنة الطائفية ورغم ان الازهر الشريف يعد المرجعية الاولي لاهل السنة الا انة رغم كل ذلك يدرس المذاهب الثمانية منها المذهب الجعفري وهو المرجعية الدينية لبعض الشيعة فى العالم فهناك تسامح فكري فى منهج الازهر الشريف ولكن السياسة افسدت هذا المناخ العلمي المتسامح
 
 
–         وهل تعتبر دار الافتاء بعض ممارسات الشيعة خروج من ملة الاسلام ؟
 
الخروج من دائرة الاسلام الى دائرة الكفر يحتاج الى منظومة قضائية فليس لاي شخص مسلم ان يكفر شخص اخر نطق بالشهادتين الا عن طريق القضاء
 
 
–         وكيف تري الحملة الموجهة الان من بعض التيارات العلمانية ضد الازهر وتتهمة بأختراق الاخوان لة وتشجيع التطرف ؟
 
 
الحملة على الازهر غير موضوعية فالازهر ثابت كالهرم لانة مؤسسة علمية استمرت اكثر من الف عام لم يخرج ارهابيين ولكن الازهر اصابة مثل ما اصاب مؤسسات الدولة ولكن شيخ الازهر والفريق الذي معة يعمل ليل نهار على اصلاح منظومة التعليم داخل الازهر الشريف واستطاع فى الفترة الاخيرة ان يحدث تطوير بفضل تلك المنظومة التى يقودها شيخ الازهر
 
–         وما وجهة نظرك فى وسائل الاعلام التى يستضيف شخصيات تهاجم السنة وثوابت الدين وهل يتطلب الامر وقف تلك الوسائل ؟
 
الاعلام تقع علية مسئولية اخلاقية كبري فى الوقت الحاضر هذه المسئولية تتمثل فى امور اهمها مراعاة الثقافة والطبيعة الدينية للشعب المصري وعدم استفزازة دينيا واعتقد ان الكثير من وسائل الاعلام يتبني هذا المنهج  ونحن فى دار الافتاء ضد المنع لان هذا ليس حلا ولكن الحل فى الحوار والمصالحة وزيادة الوعي وبناء ثقافة تحترم التخصص
 
–         وما هي وجهة نظرك فى تصريحات وزير الثقافة الاخيرة والتى قال فيها ان مصر علمانية بالفطرة ؟
 
نحن رفضنا هذا التصريح واوضحنا ان هوية مصر اسلامية وتحت مظلة الحضارة الاسلامية عاشت كافة الاديان والمعتقدات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *