أثار إرسال واشنطن قوات برية إلى سوريا، تساؤلات حول تغير في استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه الصراع السوري، والتي حافظت منذ بدء الصراع قبل نحو خمسة أعوام، على موقفها بعدم التورط بحرب جديدة في المنطقة.
ومع تحول الصراع في سوريا إلى شكل آخر، وانتشار تنظيم داعش في البلاد، أرسلت واشنطن، أمس الجمعة، نحو 50 فرداً من القوات الخاصة الأمريكية إلى سوريا، لدعم القوات المحلية ضد داعش، وسط تقليل محللين من التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه القوة على الأرض.
واعتبر مراقبون هذه الخطوة، بداية تغير في استراتيجية أمريكا في سوريا، وسط انتقادات ممن وصفوا تلك الخطوة بأنها “غير كافية”، وأولئك الذين يخشون من تورط عسكري أوسع نطاقاً على حد سواء.
وطلب البيت الأبيض، الجمعة، التقليل من أهمية هذا الاعلان، فيما لا يزال أوباما محتفظاً بهدوئه في هذا الصدد، لكنه في نفس الوقت يصر على أن الفرقة الصغيرة يمكن أن تحدث “اختلافاً حقيقياً” في فوضى القتال الدائر في سوريا مع فشل جهود حسمه فى السابق.
ويشير مستشار أوباما السابق حول سوريا، فريدريك هوف، الذى يعمل حالياً في المركز الأطلسي للأبحاث (أطلنطيك كاونسيل)، إلى أنه “منذ بدء الحملة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في سوريا العام الماضي، تعرقلت الجهود بسبب الحاجة إلى شريك موثوق به على الأرض” .
ورأى هوف أن “نشر مجموعة صغيرة من أفراد القوات الخاصة الأمريكية في سوريا لن يغير هذا الوضع بشكل كبير. إنه نوع من الإسعافات الأولية، على الرغم من أنها ربما تكون مفيدة”.
ويواجه مسؤولون أمريكيون تساؤلات منذ أشهر بشأن الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية، واعترفوا أخيراً بأن تلك الجهود أسفرت عن تدريب مجموعة صغيرة فقط من المقاتلين، وبالتالي تغيير البرنامج في نهاية المطاف.
ويأتي قرار إرسال قوات خاصة لمساعدة المقاتلين العرب السوريين والأكراد في شمال سوريا بعد مراجعة أمريكية للجهود ضد تنظيم داعش.
ويصر مسؤولون أمريكيون على أن “المراجعة لم تسفر فحسب عن تغيير كامل للاستراتيجية، لكن فقط مسعى لتكثيف استراتيجيتها القائمة التي تتمثل في الاعتماد على قوات برية محلية وتجنب حرب جديدة أمريكية على الأرض”.
وقال إرنست: “لا يفكر الرئيس في خوض عمليات قتالية على نطاق واسع على المدى الطويل على الأرض”.
لكن مقتل جندي أمريكي في مداهمة لتحرير رهائن في العراق، الأسبوع الماضي، أكد على المخاطر التي تواجه حتى مجموعة صغيرة من القوات الأمريكية التي تخاطر بوقوع الولايات المتحدة في شرك بشكل أكثر عمقاً إذا حدث أي خطأ.