تزايدت التوترات بين الرباط والجزائر مع اقتراب زيارة ملك المغرب لمنطقة الصحراء، الخلافية بين الدولتين.
ووصلت هذه الأجواء المشحونة إلى حد حديث وسائل إعلام مغربية عن نشر الجيش الجزائري مراكز مراقبة متقدمة على الحدود بين البلدين.
وكتب الأمين العام لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر محمد عبد العزيز رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واصفا هذه الزيارة بأنها: “عمل استفزازي، غير قانوني وغير أخلاقي، ينتهك الشرعية الدولية”.
وأضاف زعيم البوليساريو: “ملك المغرب بهذه الزيارة إنما يتوج سلسلة طويلة من مظاهر التعنت والتحدي والاستهتار بالمجتمع الدولي، ويضرب في الصميم مصداقية وهيبة الأمم المتحدة، التي يسعى إلى تحويلها إلى مجرد أداة لحماية وتشريع الاحتلال”.
وأكد أن البوليساريو تنتظر من الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات مناسبة “بما فيها الإخطار الفوري لأعضاء مجلس الأمن الدولي، للتدخل والحيلولة دون القيام بهذه الزيارة التي تشكل خطوة تصعيدية خطيرة، تتنكر للقانون الدولي وترفع من وتيرة التوتر في منطقة وظروف في غاية الحساسية”.
وأضاف زعيم جبهة البوليساريو أن الاستعداد لبدء الزيارة رافقه حصار خانق على المواطنين الصحراويين، ورقابة بوليسية على الأشخاص والمباني والأحياء، وحربا دعائية نفسية شرسة.
وفي السياق ذاته، دعا عمر ربيع، مستشار بالبعثة المغربية أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، إلى “إدراج وحماية والنهوض بحقوق شعب القبايل في الجزائر وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والآليات والإعلانات الأممية ذات الصلة”.
دعوة المسؤول المغربي تأتي ردًا على مساندة الدولة الجزائرية لجبهة البوليساريو “الانفصالية” التي تطالب بحق تقرير المصير في منطقة الصحراء، بينما يرفض المغرب بشكل حاسم هذا الخيار، ويشير إلى أن المنطقة جزء أساسي من ترابه الوطني.
وتعد هذه الدعوة هي الثانية من نوعها في ظرف أيام قليلة، فخلال احتفالات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين، طالب نائب الممثل الدائم للبعثة المغربية بالنظر في “انتهاك حق شعب القبايل لحقه في تقرير المصير”، وذلك ردًا على تصريحات للبعثة الجزائرية، قال المغرب إنها كانت “استفزازية”.
وتوجد منطقة القبايل في شمال شرق الجزائر، وتقطنها غالبية أمازيغية تصل إلى 10 ملايين نسمة، وتشهد كل سنة إحياء ما يعرف بالربيع الأمازيغي، وهي ذكرى حراك عرف تنظيم مظاهرات كبرى عام 1980، ساهمت بعد ذلك في الكثير من المكتسبات الخاصة بالأمازيغية، منها جعلها لغة وطنية في الدستور.