يتوقع المغرب أن تبلغ صادرات قطاع صناعة السيارات 100 مليون درهم (10.2 مليار دولار) سنويا بحلول 2020 بعد أن تبدأ بيجو ستروين الإنتاج من مصنعها الذي تكلف 557 مليون يورو (630 مليون دولار).
وقال وزير الصناعة المغربي مولاي حفيظ العلمي في مقابلة مع رويترز إن هذا سيرفع إجمالي المكون الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20 بالمئة مضيفا أن المصنع الجديد قد يشجع آخرين على المجيء إلى بلاده للإنتاج.
وعلى عكس الكثير من البلدان في المنطقة نجح المغرب في تجنب هبوط كبير في الاستثمارات الأجنبية المباشرة إثر الأزمة المالية العالمية وانتفاضات الربيع العربي عام 2011 حيث روجت المملكة لنفسها كقاعدة تصدير إلى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
واجتذب المغرب عددا من كبار المستثمرين في قطاع السيارات والطيران في السنوات الأخيرة ومن بينهم دلفي وبومباردييه وإيتون.
وكشفت بيجو عن خطتها في يونيو حزيران الماضي لبناء مصنع بطاقة 200 ألف سيارة مقتفية أثر منافستها رينو التي لديها مصنعان لتجميع السيارات بالكامل في المملكة.
وتسهم الصناعة بنسبة 16 بالمئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب لكن النسبة ستزيد إلى 20 بالمئة عندما تبدأ بيجو الإنتاج.
وقال العلمي الذي تحدث في إطار قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط إن حجم صادرات المغرب من السيارات فقط سيتجاوز 100 مليار درهم بحلول 2020 ولم يستبعد أن يجتذب المغرب شركات إنتاج سيارات وشاحنات أخرى في المستقبل القريب وأن تتضاعف هذه الأرقام.
وقال العلمي إن وزارته تجري مباحثات مع شركات سيارات أجنبية أخرى وإن هذه المباحثات سيتبعها إعلان. والتقى وفد مغربي الأسبوع الماضي بشركات إيطالية متخصصة في إنتاج السيارات في تورينو.
وتجاوزت صناعة السيارات المغربية بالفعل صادرات مغربية تقليدية مثل المنتجات الزراعية والفوسفات. وبنهاية سبتمبر/ أيلول ارتفع إجمالي حجم الصادرات 6.2 بالمئة عن العام الماضي إلى 160.07 مليار درهم من بينها 35 مليون درهم صادرات سيارات مقابل 34 مليار درهم لمبيعات الفوسفات و31 مليار درهم للمنتجات الزراعية.
وقال الوزير إن حجم إنتاج البلاد السنوي من السيارات سيبلغ 600 ألف سيارة مع إضافة إنتاج بيجو وهو حجم كبير لافتا إلى أن المغرب يخطط للوصول إلى مليون سيارة سنويا في السنوات القادمة.
ويقع مصنع بيجو بالقرب من مدينة القنيطرة وسيقوم بتجميع طرز السيارات الصغيرة للتصدير إلى أفريقيا والشرق الأوسط في 2019. ومن المتوقع أن ترتفع الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع البالغة 90 ألف سيارة إلى 200 ألف مع زيادة المبيعات.
وهذه خطوة متأخرة من قبل الشركة التي تتخذ من باريس مقرا للتوسع في السيارات الأقل تكلفة والأسواق الناشئة مما يحد من انكشافها على الطلب البطئ نسبيا وتكلفة الإنتاج المرتفعة في غرب أوروبا.
وفي الوقت ذاته ستبلغ نسبة المكون المحلي في إنتاج المصنع 60 بالمئة وسترتفع إلى 80 بالمئة مع تطور سلسلة الإمداد ليصل عدد العاملين بالمصنع إلى 4500 عندما يصل إلى طاقة 200 ألف سيارة.
وقال العلمي إن المغرب اتفق مع بيجو على صناعة المحركات وليس تجميعها فقط في المصنع المغربي.
أضاف أن بيجو وافقت على شراء المكونات من الأسواق المحلية بقيمة مليار يورو سنويا وعلى فتح مركز هندسي مع شركة ألتران للاستشارات في الدار البيضاء.
وقال إن هذا المركز به 750 من المهندسين المغاربة والفنيين المؤهلين بالفعل لكن من المتوقع أن يزيد هذا الرقم إلى 1500 وظيفة.
وتتوقع الحكومة المغربية نمو الناتج المحلي الإجمالي ثلاثة بالمئة في 2016 وهو معدل أقل من نسبة الخمسة بالمئة التقديرية في 2015 حيث تراجع الإنتاج الزراعي عن عام 2015 الاستثنائي. غير أن النشاط الزراعي سينمو 3.1 بالمئة في 2016 بعد أن سجل نموا بلغ 2.5 بالمئة في 2015.