بدأت قوات كردية هجوماً، اليوم الخميس، لانتزاع السيطرة على بلدة سنجار بشمال العراق من متشددي تنظيم داعش، الذين اجتاحوها قبل أكثر من عام وأعملوا القتل في الآلاف من سكانها الإيزيديين أو عاملوهم معاملة العبيد، ما كان سبباً في شن ضربات جوية تحت قيادة أمريكية.
وقال بيان أصدره المجلس الوطني الكردي إن عملية (سنجار الحرة) تهدف إلى تطويق البلدة والسيطرة على خطوط الإمداد لتنظيم داعش وإقامة منطقة عازلة لحماية سنجار من نيران المدفعية.
وبلدة سنجار مكسب استراتيجي ورمزي فهي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين مدينتي الموصل والرقة وهما معقلا التنظيم في العراق وسوريا.
وقصف التحالف الذي تقوده واشنطن مناطق تسيطر عليها الدولة الاسلامية في سنجار الليلة الماضية بينما هبط نحو 7500 فرد من قوات البشمركة الكردية والمقاتلين الإيزيديين من الجبال المحيطة متجهين في قافلة عسكرية صوب الجبهة.
وقالت القوات الكردية والجيش الامريكي إن عدد مقاتلي التنظيم المتشدد في البلدة زاد الى نحو 600 مقاتل بعد ان وصلت تعزيزات استعدادا للهجوم الذي كان متوقعا منذ أسابيع لكن عطله سوء الأحوال الجوية وخلافات بين القوات الكردية والإيزيدية في سنجار.
ويشرف على الهجوم رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بنفسه. ويرأس البرزاني أيضا الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تتهمه جماعات أخرى في المنطقة بالسعي لاحتكار السلطة.
وفقد كثير من الإيزيديين الثقة في الحزب الديمقراطي الكردستاني حين فشلت قواته في حمايتهم من متشددي الدولة الاسلامية عندما هاجم مقاتلو التنظيم سنجار في اغسطس اب عام 2014 وذبحوا واسترقوا واغتصبوا الآلاف منهم.
وهب جناح سوري من حزب العمال الكردستاني الى نجدتهم وأجلى آلاف الإيزيديين الذين تقطعت بهم السبل في جبال سنجار وأقام قاعدة دائمة هناك.
وقرب جبهة القتال وقف ضابط كردي خلف أكياس من الرمل اليوم الخميس بينما ظهرت سنجار التي تبعد حوالي 300 متر عبر فجوة في الساتر.
وقال ضباط أكراد إن أحد القناصة التابعين للدولة الإسلامية تمركز في موقع بالبلدة.
ونقلت إحداثيات الموقع إلى غرفة عمليات مشتركة وفي غضون خمس دقائق قصف الموقع.
وترددت اتصالات بالعربية والتركمانية عبر اللاسلكي بين متشددي الدولة الإسلامية.
وسأل أحد المقاتلين آخر “أين أنت؟” وقال آخر “الحمد لله”. وأشار مقاتل إلى أن سيارة يستخدمها رفاقه دمرت.
وقال لقمان إبراهيم قائد الكتيبة الثامنة التي تضم إيزيديين وتقودها البشمركة إنه سمع المتشددين يحثون بعضهم البعض على القتال حتى الموت وإن أمرا صدر بعدم الانسحاب من دولة الخلافة.
ونقل غالبية الإيزيديين إلى مخيمات في المنطقة الكردية ولا يزال بضعة الاف منهم أسرى لدى تنظيم الدولة الاسلامية.
ودرب حزب العمال الكردستاني قوات إيزيدية في سنجار بينما تعمل الجماعات العشائرية بشكل مستقل. كما انضم بضعة الاف من الإيزيديين الى قوات البشمركة الكردية.
وفي ديسمبر كانون الاول عام 2014 طردت القوات الكردية مقاتلي الدولة الاسلامية من منطقة الى الشمال من جبل سنجار لكن المتشددين مازالوا يسيطرون على الجهة الجنوبية حيث تقع البلدة. وتسيطر قوات البشمركة حاليا على 20 في المئة من سنجار.
وبمساندة من الضربات الجوية الامريكية استعادت قوات البشمركة أيضا غالبية الارض التي يعتبرونها كردية من الناحية التاريخية. وسنجار هي ضمن الاراضي التي تتنازعها الحكومة العراقية الاتحادية والسلطات الكردية الاقليمية.