تطلب تنفيذ عملية قتل “جون الجهادي”، أشهراً من التحضير والتعقب، انتهت الخميس الماضي، بطي صفحة واحد من أشهر قيادات تنظيم داعش، والمنفذ المزعوم لعمليات قطع الرؤوس، حسب مسؤولين أمريكيين.
وشنت ثلاث طائرات بدون طيار، أمريكية وبريطانية، الخميس الماضي، غارات ضد سيارة كانت تقل شخصين في مدينة الرقة السورية، أحدهما هو البريطاني محمد إموازي، المعروف باسم “جون الجهادي”.
وتحدثت الولايات المتحدة بتفاؤل، أمس الجمعة، بأن إموازي قُتل، لكنها قالت إن التأكيد الرسمي سيحتاج لوقت. وقال مسؤول أمريكي: “نحن متأكدون بنسبة 100% أن الشخص الذي أصبناه قد مات. نحن متأكدون بنسبة كبيرة من أن الشخص القتيل هو جون الجهادي”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن “العملية العسكرية المشتركة لقتل إموازي، تم التحضير لها بشكل جيد، قبل أن تطلق الطائرات بدون طيار صواريخ هيلفاير ليل الخميس”، مشيرين إلى أن “أجهزة مخابرات أمريكية وبريطانية، تعقبت لأشهر تلك الشخصية الشهيرة من تنظيم داعش، قبل أن تسلم معلومات عن تحركاته وموقعه للجيش الأمريكي”.
وأضافوا أنه “في الأيام التي سبقت الغارة، كان إموازي يتحرك في محيط مدينة الرقة، ويتردد على محل إقامة زوجته، ويزور خلية عمليات إعلامية تابعة للتنظيم”.
وتُظهر الغارة تحسناً واضحاً في عمليات جمع المعلومات من قبل المخابرات الغربية عما كانت عليه قبل عام أو أكثر في منطقة وعرة تندر فيها المعلومات الموثوقة على الأرض وتكافح فيها الولايات المتحدة لاختراق التنظيم المتطرف.
وقال مسؤولون أمريكيون ومسؤول سابق، إن “استخدام أقمار التجسس الأمريكية وأجهزة الاستشعار عن بعد وطائرات بدون طيار، قد توسع خلال العام المنصرم. ونقلت بعض أدوات المراقبة إلى سوريا من أفغانستان”.
وأضاف المسؤول الأمريكي السابق، أنه “على الرغم من ذلك، فإن العثور على مخبرين وزرعهم على الأرض، سيصبح أكثر أهمية لعملية من هذا النوع التي قتلت جون الجهادي”.
ووقع الهجوم على إموازي، بعد سلسلة غارات قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد عناصر بريطانية معروفة في تنظيم داعش.
وفي آب/ أغسطس الماضي، قتل رجل من برمنجهام يعتقد أنه من خبراء الكمبيوتر البارزين في تنظيم داعش، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار. وفي نفس الوقت تقريباً قُتل رجلان بريطانيان من التنظيم هما رياض خان وروح الأمين، في غارات بطائرات بدون طيار نفذتها قوات بريطانية، حسبما أكد مصدر في حكومة أوروبية.
غارات متعددة
وقالت مجموعة نشطاء تحمل اسم “الرقة تذبح بصمت” إن إموازي قتل قرب منطقة تعرف باسم ميدان الساعة على بعد بنايات من المقر الرئيسي لتنظيم داعش ومبنى محكمته، مشيرة إلى أن الموقع هو مكان ينفذ فيه التنظيم أحكام الإعدام.
وأضافت “الرقة تذبح بصمت” في حسابها على تويتر، أن إموازي “قتل الساعة 11:40 مساء، وأن 14 غارة أخرى على الأقل نفذت بين الساعة 11:51 مساء ومنتصف الليل يوم الخميس”، لافتة إلى أن مسلحي داعش طوقوا المنطقة.
وشارك إموازي في مقاطع فيديو تظهر قتل الصحفيين الأمريكيين فولي وستيفن سوتلوف، وعامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيج، وعاملي الإغاثة البريطانيين ديفيد هينز وآلان هينينج، والصحفي الياباني كينجي جوتو، ورهائن آخرين.
وفي كل مرة، كان إموازي يقف ملوحاً بسكين في زي أسود كامل من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، وهو يتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة أهل لندن، وأصبح رمزاً لوحشية التنظيم، وصيداً ثميناً للمخابرات الأمريكية والبريطانية.
واستخدم إموازي مقاطع الفيديو هذه لإطلاق تهديدات ضد الغرب وتحذيرات ضد حلفائه العرب، وللسخرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمام رعايا راكعين في ملابس برتقالية.