اعتادت على الاعتماد يومياً على سائق التاكسي “الحاج فؤاد”، لاصطحابها من منزلها في جوار الشويفات إلى الجامعة. رجل مسنّ، لطيف، محبّ، حنون، يصرّ أن يقدّم لها القهوة كلّ صباح. هذه هي الصورة التي طبعت عنه في ذهن ه. وأهالي المنطقة، وصولاً إلى ليل أول من أمس لمنصرم، عندما سقط القناع وتبدّل الواقع.
عند الساعة الحادية عشر مساءً، كان “الحاج فؤاد” يوصل ه. إلى منزلها. توقّف يميناً على اوتوستراد السيّد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبيّة، ليقدّم لها القهوة وتابع من بعدها السير. عند ارتشافها القهوة، شعرت بصداع خفيف، وسرعان ما ازداد في غضون دقائق، في حين كان “الحاج” يماطل في الوصول إلى منزلها.
شعرت الشابّة العشرينيّة بأنّ القهوة هي سبب انزعاجها المفاجىء. راودتها شكوك في أّن يكون السائق قد وضع فيها مخدّر لإصابتها بهذه العوارض، بغية خطفها أو الإعتداء عليها. من دون تردّد، طلبت منه التوقّف عند أقرب دكان لشراء الماء. بهدوء، ترجّلت من السيارة وهرعت نحو البائع لإخباره بكلّ ما يجري معها، قبل أن يغمى عليها.
تجمّع المارّة حولها لمساعدتها وأبلغوا القوى الأمنيّة بما حصل، فحضرت عناصر أمنيّة إلى المكان وقبضت فوراً على “الحاج”. وتشير معلومات موقع الـ mtv الى أنّ التحقيقات التي أجريت أمس مع المتهم أشارت الى أنّ فنجان القهوة كان يحتوي بالفعل على مادّة مخدّرة، الأمر الذي يجب أن يشكّل إنذاراً الى الشبّان والشابّات الذين يعتمدون على سيّارات أجرة، خاصّة أو تابعة لشركات، من أجل التنبّه لعدم الوقوع في ما كادت تقق فيه الشابّة.