فلوريدا – أعلن علماء الفلك في بحث نشرت نتائجه أمس الأربعاء أنهم التقطوا أول صور لجرم فضائي كوكبي لا يزال في طور التكوين وهو اكتشاف قد يسلط مزيدا من الضوء على المراحل الأولية لنشاة الكواكب العملاقة.
واستعان العلماء بتلسكوب في أريزونا لرصد الجرم الكوني الوليد الذي يبعد مسافة 450 سنة ضوئية ضمن كوكبة الثور. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة.
والنجم الذي يطلق عليه اسم (إل كيه سي ايه-15) قريب الشبه بالشمس لكن عمره مليون سنة فقط.
وعلى خلاف الشمس التي يقدر عمرها بنحو 4.6 مليار سنة فإن هذا النجم لا يزال محاطا بقرص غازي وغبار كوني وهي المواد الأولية لنشأة الكواكب وتوجد فجوة ضخمة داخل هذا القرص الغازي يتجاوز قطرها المسافة بين الأرض والشمس بواقع خمسين مرة.
كان العلماء يشكون من قبل في أن كوكباً عملاقاً يتخذ مداراً له داخل هذه الفجوة. وأكد البحث الذي نشر في دورية (نيتشر) الأسبوعية هذا الاكتشاف بالاستعانة بصور ملتقطة للكوكب بالأشعة تحت الحمراء ويبدو إلى جانبه كوكب أو كوكبان صغيران قيد التكوين.
وقالت ستيفاني سالوم خريجة قسم الفلك بجامعة أريزونا التي أشرفت على البحث أن العلماء اكتشفوا لأول مرة البصمات الكيميائية لغاز الهيدروجين الذي ينطلق من القرص الغازي والغبار الكوني نحو الكوكب وهي أدلة على ان الكوكب لا يزال في طور التكوين.
وقالت سالوم وزملاؤها في دورية (نيتشر) “تطرح هذه المجموعة الوليدة أول فرصة لدراسة نشأة الكواكب والتفاعلات المباشرة بين الكوكب والقرص الغازي”.
وفي تعليق على البحث نشرته الدورية أيضا قال تشاو هوان تشو عالم الفلك بجامعة برنستون إن هذا الاكتشاف سيساعد العلماء في وضع نظرياتهم عن نشأة الكواكب وتطورها.
وعلى سبيل المثال فإن الأمر يستلزم جهوداً مكثفة لتفسير مواضع الكواكب العملاقة وسبب استمرار نموها كما أن العلماء في حاجة للوقوف على كيفية نشأة المجال المغناطيسي العملاق.
ويمثل الاكتشاف أيضا أسلوبا للتعرف على الكواكب الأصغر من خلال البحث عن مصادر الإنبعاثات الغازية الهيدروجينية.