سلُـوا عنّي رحيقَ الياسمينِ
إذا ما غبتُ عنـكم بعد حـينِ
فـقد ثارَ الحنينُ إلى شآمي
و ضجّ بخافقي خضبُ الوتينِ
هنا ليـلٌ كئيــبٌ من شتاتٍ
و دمـعٌ حائرٌ في المقلتيـنِ
و روحٌ سافرت للشرقِ تدنو
على أطلالِ عطرِ الغوطتينِ
تبثُّ الوجـدَ آهاتٍ ثكـالــى
ليمتزجَ الهيامُ مع الحنـيـنِ
دمشقُ و آهِ من حالٍ عصيبٍ
و صرخاتِ اليتامى و الأنينِ
دمشقُ أنا و قد صلبوا فؤادي
كما صُلبَت بلادُ الرافـديــنِ
رموني والسّهام تصبُّ غدراً
و ألقَـوا فوقَ قبري وردتينِ
عجيبٌ أمرُ من حملوا بنعشي
وهم قتلوا المياسمَ في جبيني
لأن اللهَ ربــّـي لا ســـواهُ
وعشقُ الشام منهاجي وديني