أكدت مصادر صحفية لبنانية أن النائب سعد الحريري سيعلن، خلال 48 ساعة، ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وأن فرنجية سيحظى بتأييد معظم الكتل النيابية، وسيتجاوز عدد أصوات النواب الذين سيصوتون لصالحه 100 نائب.
وتولدت العديد من الرهانات السياسية على مبادرة التسوية، التي طرحها سعد الحريري بعد لقائه بالنائب وليد جنبلاط، وتم خلالها استعراض اسم سليمان فرنجية ليكون رئيساً للبلاد، حيث تدفع بعض التيارات بهذا الاتجاه، وتتحفظ قوى أخرى مثل “الكتائب”، فيما تتمترس قوى أخرى لمنع تمرير هكذا تسوية مثل حزب “القوات اللبنانية”، في ظل إصرار “8 آذار” على عدم تصديع البيت المسيحي والتأكيد على اسم العماد ميشال عون، وفقاً للديار.
وأثارت تلك الأنباء، ردود فعل واسعة، في البلد الذي يعاني من الشغور الرئاسي منذ أكثر من عام، فانقسمت آراء السياسيين ما بين مؤيد من باب ضرورة انتخاب الرئيس وإغلاق هذا الملف، الذي سبب الحرج للبنان على كل الأصعدة، وبين مُعارض لشخص فرنجية وراغب في انتخاب رئيس آخر لا يُملى اسمه على اللبنانيين.
وأكد وزير الثقافة اللبناني روني عريجي، في حديث لاذاعة “صوت لبنان” أن مرشح “8 آذار” الرسمي حتى الآن هو العماد ميشيل عون”، موضحاً أن هناك تسوية يتم العمل عليها، وعندما تصل الأمور إلى خواتيمها سيتم الإعلان عنها.
وعقب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، على الموضوع بقوله إن الحريري يحاول إقناع الفرقاء بمبادرته، لا سيما وأن ما قام به لا يلقى تأييداً من قوى “14 آذار”، لافتاً إلى أنه كان من المنتظر بعد خطوة الحريري تلك، أن تتم الدعوة الفورية للتوجه إلى البرلمان لانتخاب رئيس”، وفقاً للوطنية للإعلام.
من جانبه، اعتبر زير الاتصالات بطرس حرب، أن النائب سعد الحريري حريص على بقاء الدولة، ولكن العماد ميشال عون يتصرف عكس ذلك، متسائلاً في الوقت ذاته عن الثمن الذي سيدفع مقابل تلك التسوية، التي ستأتي بفرنجية رئيساً للبنان.
وقال حرب: “طرح اسم سليمان فرنجية لا يزعجني على الصعيد الشخصي، لكن هل سيجلب معه بشار الأسد إلى قصر بعبدا أم سيتعاطى كرئيس لكل اللبنانيين؟ من حقنا أن لا نؤيد قراراً لا نوافق عليه”.
بدوره، اعتبر النائب محمد الحجار، في حديث إذاعي سابق، أن المبادرة التي قام بها النائب سعد الحريري بلقاء فرنجية، تهدف إلى إطلاق الدينامية السياسية وعدم تفويت أي اقتراح أو فرصة للوصول للتسوية السياسية”.
ونوه إلى أن مسألة التوافق على رئيس للجمهورية يجب أن يكون بين المسيحيين، لافتاً إلى أنه لا يرى إلى الآن أي توافق مسيحي على اسم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية”.
من جهته، رأى رئيس “لقاء الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الأحدب، أن الشعب اللبناني انتفض في أكبر عملية ديمقراطية شعبية شهدها الشرق ليُخرج بشار الأسد وجيشه ونظامه الأمني من لبنان، وأعطى سعد الحريري ثقته في كل الاستحقاقات الانتخابية، لكن ليس لكي يأتي بسليمان فرنجية ليكون رئيساً للبلاد، على حد قوله.
وقال خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت:” نحن اليوم نسمع عن تسوية تأتي بالوزير فرنجية لسدة الرئاسة، لا مشكلة مع شخص الوزير فرنجية، ولكن المستفز أن يتباهى بأنه شقيق بشار الأسد، ويعتبره حامي الأقليات ويؤيد نظامه المجرم بالمطلق”.
وأضاف: “استقبل الشارع السني في لبنان لقاء الحريري وفرنجية بذهول كبير، لا سيما أن الإهانات التي أطلقها فرنجية بحق الحريري ووالده وعائلته لا يزال صداها يتردد في آذان الجميع، فالحديث عن تسوية بين الحريري وفرنجية لا تزال بنودها غامضة”.
وهاجم الأمين العام لـ “التيار الأسعدي” المحامي معن الأسعد، التسوية المطروحة لاختيار فرنجية كرئيس لبناني جديد، معتبراً أن الحراك السياسي غير التقليدي والمفاجئ في الشكل والمضمون باتجاه اختيار الشخص المناسب لرئاسة الجمهورية، والتصويب على اسمه وتعويمه، هدفه الرئيسي فرط عقد فريق 8 آذار”.