مصر.. انقلاب داخلي على “عزت” مرشد الإخوان

 تشهد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الآن، أكبر موجة انشقاقات منيت بها خلال نصف قرن من تاريخها، خاصة بعد السقوط المدوي للجماعة في 30 يونيو.
يأتي ذلك، على خلفية الانقسامات داخل صفوف الجماعة بين التنظيم القديم والجديد، وهو التصنيف الذي حلّ مؤخرًا ليفصل بين الشباب من إخوان الخارج المقيمين في تركيا وألمانيا، الذين لم يرتضوا محمود عزت، المرشد الجديد، مرشدًا وإمامًا للجماعة، و”العواجيز” الذين أيدوه للحصول على المنصب قبل أشهر، وأعلن عنها هو في رسالة خاصة كان مضمونها: “أنا المرشد”.
ودخل على خط الأزمة، فريق ثالث، يتلقى تعليماته من «إخوان لندن» يرشح إبراهيم منير، القيادي الإخواني في لندن، لمنصب «المرشد العام»، وهو الذي يدعم سلمية الجماعة، وعدم استخدامها العنف في العودة من جديد.
  أن هناك تهديدًا من جانب محمود حسين، الأمين العام السابق لجماعة الإخوان، لشباب الجماعة الحاليين بالإضرار بهم، إذا ما توقفوا عن العمل دون إذن القيادات على طريقة «الإمام المنفرد» – حسب وصفه – هو ما أشعل الأزمة من جديد، بعدما أخذت في الخفوت مؤخرًا، ويلعب «حسين» هذه المباراة، لصالح القيادات التاريخية، حسبما لقبَّت من جانب شباب الإخوان، وهم: محمود غزلان، ومحمود عزت.
وتطورت الأزمة إلى انقلاب وانشقاق من جانب شباب الجماعة على «عزت» وفريقه، الذي تولى قيادة الجماعة وولدت معارضته في اللحظة ذاتها.
و هناك معلومات تفيد بأن التحقيق مع محمود حسين لا يزال جاريًا من جانب قيادات الجماعة في اختلاسه أموال اشتراكات الأعضاء، حيث لم يصدر بحقه قرار براءة حتى الآن، ولا يزال متهمًا.
وهو ما دفع شباب الجماعة إلى البدء في حملة توقيعات على وثيقة تتضمن عددًا من المطالب، على رأسها تصحيح المسار، وإجراء انتخابات جديدة للمؤسسات الإخوانية، حيث طالبوا في الوثيقة بانتخابات جديدة لكل من مكتب الإرشاد، ومجلس شورى الجماعة، بلائحة جديدة تنص على عدم انتخاب أي عضو حالٍ، أو سبق انتخابه أو التحاقه بأمانة حزب الحرية والعدالة من القيادات التنظيمية التي كانت موجودة في عهد «مرسي».
وحدد الشباب في وثيقتهم، مهلة زمنية للقيادات والجبهات المتصارعة داخل جسد الجماعة الواحد، أقصاها ثلاثة أشهر، تتم بعدها الانتخابات، وقبل يومين، أرفق شباب يميلون إلى العنف – يعتقد أن على رأسهم عمرو فراج، مدير شبكة رصد الإخبارية، وإبراهيم المصري، مصور قناة الجزيرة – رسالة إلى القيادات «المتكلسة» – حسب وصفهم – تقول: «عليكم أن تعترفوا أن الوقت قد حان للتغيير، وأنتم من كان يعلمنا الزهد في المناصب، وقد حان الوقت لنرى ذلك منكم عمليًا، فازهدوا في القيادة، واتركوا الأمر للطاقات الجديدة، ومرحبًا بكم في مقام الاستشارة».
وعلق عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون» على الأزمة،   قائلًا: «ما يجري انقلاب داخل الجماعة لن يمر منه محمود عزت سالمًا، ولا أستبعد أن يدلّ أحد القيادات الشابة عن مكان اختبائه حتى الآن، أو يرشد عنه، لإنقاذ الجماعة من دمويته التي تهدد باستمرار الجماعة للأبد».
ويحلل عمارة الأزمة، على وجه الدقة، قائلًا: “التهديدات من جانب محمود حسين وغزلان – حسب معلوماتي – بلغت حدًا لا يمكن التجاوب معه أو تجاوزه من طرف شباب الجماعة، المشبعين بالثورة، ولكن يستبعدون الخيار المسلح، لأنهم يرون فيه نهاية الجماعة للأبد، ولذلك يحاولون إبعاد فريق عزت عن الجماعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *