النبي(صلى الله عليه واله ) هو هادي الناس، إذ إن من عناية الله سبحانه بعباده أنه وهب الناس العقل والقدرة على التمييز بين الخير والشر، والقدرة على تزكية نفوسهم، وأرسل الأنبياء والأوصياء ليعملوا على هدايتهم وإصلاحهم، ليفوزوا بسعادة الدارين، فالأنبياء هم أطباء القلوب، والعارفون بحقيقتها، والإنسان لا يمكنه أن يصل إلى السعادة من دون المُرشد الغيبي، فوجود الهداة لازم لتكامل الإنسانية وتوحيد صفوفها اما الاخطار التي تحيط بها والامة الاسلامية وما يحيط بها من مخاطر ومؤامرات يستلزم عليها ان تتفق بجميع مذاهبها .
حيث ان المذاهب الإسلامية تتفق جميعاً حول الكثير من المسائل، وما يجمعها أكثر مما يفرقها، ولو أرادت الاجتماع حول ما يجمع لوجدت نفسها أقوى الأمم على الإطلاق، إلا أن إثارة نقاط الخلاف فيما بينها هو العمل الأكبر الذي تقوم به القوى المستكبرة والمستعمرة، وتسخر له الكثير من الوسائل الدعائية والإعلامية، والأبواق والأقلام المأجورة، فلماذا نترك هذا الكم الهائل من عناصر الوحدة والاعتصام، ونتلهى بتفاصيلنا الصغيرة، فبدل من أن نكون الأمة الأكثر تماسكاً، وإذ بنا نصير بسبب هذا الاختلاف أمما متفرقة متصارعة فيما بينها؟
ومثالا على اتفاق الامة الاسلامية هو اعتقادها الراسخ بنبوة نبي الاسلام محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم)فلماذا لانجعل هذا المحور الاساسي هو انطلاق لوحدتنا ونترك الخلافات العقائدية الاخرى في بعض المسائل الى العلماء العاملين في البحث والتدقيق وعليهم الاتفاق ليخرجوا للأمة بتوجيهات هم ادرى بها والامة الاسلامية على حالها من الوحدة ورص الصفوف والاقتداء بالصالحين وترك طريق الشياطين من الانس والجن في الوسوسة وزيادة حدة الخلاف من خلال تحريك الجهلة الذين همهم النعيق بدون تفكير او عقل .
وهنا اود ان اذكر موقف لأحد علماء المسلمين وهو المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في توجيه الامة الاسلامية التوجيه الصحيح بالتمسك بمبادئها وجعلها امة متماسكة لايمكن اختراقها في بيانه الموسوم (رقم – 27 – نصرة النبي الصادق الأمين (عليه الصلاة والسلام والتكريم)) حيث قال فيه ..
((ـ وعليه فالواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتأريخي يلزمنا نصرة النبي المظلوم المهظوم (صلوات الله وسلامه عليه وآله ) بكسر جدار وجدران الصمت وشق حجاب وحجب الظلام وإثبات ان العراقيين الأخيار الصادقين الأحرار هم الأنصار الحقيقيون للإسلام والقرآن والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهم المحبّون العاشقون لنبي الإسلام وقرآنه الناطق ولدستوره الإلهي الخالد .))
حيث نجد المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني قد جسد اخلاق ومواقف الرسول الاعظم (عليهم الصلاة والسلام ) في الاهتمام للأمة وحمل همومها ومن هذه المواقف اخرها وليس اخيرها موقفه تجاه النازحين في العراق وكيف دعى العراقيين جميعا بالتبرع ورفع الحيف والظلم عن اخوتهم المظلومين والارامل والايتام والمهجرين والمحرومين حيث نجده في بيانه الموسوم (ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين …) قد دعى الى اغاثة النازحين والمهجرين بقوله …..
((ـ فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ،))