تحت هذا العنوان، انعقدت مساء يوم الاربعاء 14 كانون الأول / ديسمبر2015 ندوة عبر الانترنت شارك فيها كل من الدكتور نذير الحكيم من الهيئة السياسية للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ،سفير الإئتلاف في تركيا والسيدة حنان البلخي سفيرة الإئتلاف الوطني السوري في النرويج والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية .
وقد استهل الدكتور زاهدي الندوة بقوله : أنهى مؤتمر المعارضة السورية أعماله في الرياض قبل أربعة أيام في يوم 16 ديسمبر. وكان هذا المؤتمر أهم واشمل مؤتمر للمعارضة السورية، حيث شمل مختلف أطياف المعارضة، ولأول مرة ضم مؤتمر المعارضة السورية أعضاء من ممثلي فصائل المعارضة المسلحة أيضاً. وكان المشاركون أكثر من 100 عضو من مختلف الأطياف السياسية الوطنية السورية.
هذا المؤتمر جاء في وقت قطعت الثورة السورية قبله مشوارا طويلا. سماء مليئ بنجوم الشهداء بمئات الآلاف. ملايين من المشردين واللاجئين الذين ارغموا بترك دارهم وديارهم. هذه الحقيقة التي نحن ننقلها في جملة واحدة تدمي قلوب مئات الملايين من أبناء البشر في العالم. لكن على صعيد موازنة القوى والمعارك المتواصلة علي الارض السورية أيضا تم تسجيل حقائق مهمة. النظام الإيراني الذي قام بتعبئة كل ما لديه من قوة ومن الأموال الهائلة وجاء بقوات الحرس وبميليشياته من مختلف بلدان العالم لكنه فشل أمام ارادة وصمود أبناء الشعب السوري.
وسقوط مئات من عناصر الحرس والقوات التابعة لنظام ولاية الفقيه وعشرات من كبار ضباطه وجنرالات الحرس خير دليل على ذلك. حيث بلغت الخسائر إلى حدود مصرع حسين همداني وإصابة قاسم سليماني بجروح بليغة حيث لم يستطع أن يظهر منذ حوالي شهر. العامل الأخر المرتبط بفشل نظام الملالي كان دخول روسيا في الحرب الدائرة في سوريا وقيامها بقصف الشعب السوري والمعارضة السورية. وكما نعرف دخول روسيا في المعارك كان بطلب وفي الحقيقة بالتجاء نظام ولاية الفقيه. لكن حتي دخول القوة العظمي أي لم يستطع من أي يغيّر توازن القوى لصالح طرف القمع والجريمة وكل ذلك بفضل صمود الثوار السوريين.
… في هذه الظروف جاء مؤتمر الرياض … ومن خلال مراجعة ما دار في هذا المؤتمر يمكننا القول بأن المؤتمر نجح في تكريس ثوابت ثورة الشعب السوري في ضرورة التخلص من بشار الأسد وحاشيته وحكمه وفي التأكيد على الدولة المدنية وطرد جميع القوات الأجنبية من الاراضي السورية. ولفهم مدى التزام القوى المعارضة السورية بقضيتها وتمسكها بالمبادئ ونضوجها الحضاري والإنساني يكفي أن ننقل فقرة واحدة من بيانها الختامي التي تصرّح:
«…وأعرب المجتمعون عن تمسكهم بوحدة الأراضي السورية، وإيمانهم بمدنية الدولة السورية، وسيادتها على كافة الأراضي السورية على أساس مبدأ اللامركزية الإدارية، كما عبّر المشاركون عن التزامهم بآلية الديمقراطية من خلال نظام تعددي، يمثل كافة أطياف الشعب السوري، رجال ونساء، من دون تمييز أو إقصاء على أساس ديني، أو طائفي، أو عرقي، ويرتكز على مبادئ المواطنة، وحقوق الإنسان، والشفافية، والمساءلة، والمحاسبة، وسيادة القانون على الجميع.»
لكنني اود التأكيد على موقف النظام الإيراني من هذا المؤتمر. وفي عبارة واحدة اعتقد أن نظام ولاية الفقيه وقع في مأزق كبير حيال هذه المبادرة. لأن مؤتمر الرياض كان نتاجا طبيعيا لمؤتمر فيينا الذي شارك فيه ولاول مرة نظام الملالي أيضاً، وكما نعرف كان بين المشاركين في مؤتمر الرياض من يمكن أن نسميهم من المحسوبين على النظام الإيراني. لكن ولاية الفقيه لايريد نهاية الحرب واحلال السلام اطلاقاً. يوما ما صرّح خميني في نهايات الحرب الايرانية العراقيه أن السلام دفن للإسلام وأكد أنه سيواصل الحرب حتى آخر بيت في طهران ورفع شعار الحرب حتى إنهاء الفتنة في العالم. هذا المنطق يسود الآن على منطق خامنئ للحرب في سوريا أيضاً إلا أن تركيبة النظام تغير كثيرا وأن قوات الحرس لايمكنها أن تتحمل الخسائر كما كانت تتحملها في الحرب الإيرانية العراقية. إذن نرى أن ادبيات النظام كانت ولازالت مشحونة بالشتائم ضد المعارضة وضد المؤتمرين وضد المملكة العربية السعودية لاستضافتها المؤتمر.ونرى أن أدبيات نظام ولاية الفقيه التي تشبه تماماً أدبيات بشار الأسد وزمرته بشأن مؤتمر الرياض. عمليا أيضا عمل النظام الإيراني بعقد مؤتمرات بديلة في الحسكة وفي دمشق. لكن الواقع يقول أنها هذه المحاولات كلها باءت بالفشل حيث أن المشاركين في مؤتمر الرياض كانوا على مستوى المسؤولية وخرجوا بوثيقة تاريخية وهي البيان الختامي للمؤتمر.
والدكتور نذير الحكيم في مداخلته: في الحقيقة قبل أن أتكلم عن الرياض لابد وأن اتكلم عن القضية السورية بشكل مختصر حتي نفهم حيثيات الدعوة الكريمة التي وجهتها الحكومة المملكة العربية السعودية بعقد مؤتمر الرياض. الثورة في السورية انطلقت سلمية و اعتقد الحل السلمي هو الاساسي و الرئيس في حل المشكل السوري… هذا الحراك افرزه مزيد من القتل بداية قام بها النظام بتوجية من المستشارين الذين جائوا من نظام الملالي و بعدها بطلب من النظام الايراني الي بعض المنظمات العائده له كحزب الله و عصائب اهل الحق و بعض القوات الايرانية و بعض القوه اليمنية لأن يذهبوا الي السورية لقتل الشعب السوري بمباركة ايرانية روسية دعما للنظام. ثم طوره القتل من خلال البراميل والمشاركة الميدانية لقوات الحرس الثوري الايراني و قوات الدورية الروسية و عليرغم كل ذلك بقي الشعب السوري قانعا و اعتقد أن الحل السياسي هو كفيل باخراج سوريا من الازمة الحقيقية التي اوصل اليه نظام الاسد و عملائه و شركائه في القتل و الاغتيال من ايران و روسيه. اذن امام هذا الواقع لم يبقي مفهوم معارض داخل و معارض خارج. من استطاع أن يبقي في السورية و بقي في السورية و انما في السوريه 11 ميليون قد هجروا قسرا الي خارج سوريا او انتقلوا من اماكنهم، هؤلا الملايين افرزوا نوعًا من العلاقة، هذه العلاقة تجسدت في الرياض و وجدنا كافة القوى السياسية والثورية والفصائل الثورية من كافه اطياف الشعب السوري عربه وكرده و سريان الاشوريين وارمن وكل الطوائف الدينية من سني وشيعي وعلوي ويزيدي و مسيحي و سرياني كلهم شاركوا في هذه اللقاء ضمن هدف واحد والوصول الي الحل المشترك و شارك فيه كافه اطياف و فصائل المعارضة السورية. كل من شارك المعارضة ووقع على الاتفاق و قال لا مكانة لبشار الأسد و زمرته في مستقبل سوريا. لا يمكن اعتباره الا من ضمن المعارضة السوريه.
الاشكال الرئيس هو بقاء بشار الأسد بعد نهاية المفاوضات في السلطه في السورية. لذالك كان من بعض المخرجات هذا المؤتمر وهذا اللقاء الطيب و المبارك كان شئ رئيس و اساسي للوصول الي الوثيقة وقعت عليها كافة القوى السياسية و الثورية و المجتمع المدني. مما لاشك فيه انطلاقة المؤتمر بهذا الطيف الواسع ازعج النظام و حلفائه و اكثر من انزعج نظام الملالي الذي اوعده بالنظام السوري بتسهيل لقاءات لحلفائه المباشرين الموجودين في دمشق و حلفائه التقليديين الذين وجدوا في الملكية. نحن نقول دائما، ليس هنك مكان رمادي في الثورة السورية اما انت مع الثوره او مع النظام لا يمكن أن تكون في نقطة تقاتل مع قوات النظام، او حتي القوى الظلامية في داعش و في مكان الاخر تقول انني مع الثورة. فالاشقاء في القيادة عليهم أن يحزموا عن موقفهم بشكل كامل، اذا كانوا مع الثورة فيقطعوا بكل اتصالاتهم مع النظام السوري و هم مرحب بهم في صفوف المعارضة السوريه. هذا ينطبق علي السيد هيثم مناع الذي يتهم الاخرين بالارهابيين و لا ادري بالحقيقة في اي خانة تصف. قبل في البداية، ثم انسحب، بااعاظ من؟ سؤال موجه الي السيد هيثم مناع حتي يقر من الذي اشاراليه أن يتخذ مثل هذه المواقف.
وفي مداخلتها قالت السيدة حنان البلخي:” في الحقيقة مؤتمر الرياض الذي هو اصلا من مخراجات اتفاق فينا والذي كان بمبادرة من المملكة العربية السعوديه مشكورة، هو ليس كغيره من المؤتمرات التي عقدتها المعارضة من حيث التمثيل ومن حيث القرارات و من حيث المرحلة التي عقدت فيها، حيث ضمت كافة الاطياف المعارضة السياسية سواءً كانت ممثلة بكيانات سياسية كالائتلاف وهيئة التنسيق و اجتماع القاهرة وغيرها او بشخصيات سياسية لها وزنها علي الارض. ما يميز مؤتمر الرياض ايضا وجود قوة عسكرية في هذا المؤتمر شاركت بتوقيع علي البيان الختامي لها وزنها علي الارض مما يعطي تمثيلاً حقيقيًا و الوزن الحقيقي لاتفاق او لبيان الرياض. هذا ما يميز مؤتمر الرياض عن غيره.
في هذه المرحلة هناك حديث جدي عن محادثات السلام كان مجتمعون في فينا اتفقوا علي أن تقوم المعارضة بتشكيل وفد مفاوض وتحديد الجماعات الارهابية و وقد وافقت كل من روسيا و ايران علي هذا الموضوع ظنا منهما اننا لن نستطيع أن نجتمع علي كلمة واحدة او سقف واحد و هذا ايضا كان المشهد العام للمعارضة، كان يوحي بانقسامات جذرية و شرذمة اضافة علي ما حاول النظام و حلفاؤه و الشخصيات التي دأب النظام و حلفاؤه على دسها بين المعارضة، باعطي هذه الصورة. مخرجات بيان الرياض اعطي صورة الحقيقية واثبت بنجاحه فشل المحاولات الايرانية يعني نجاح المؤتمر اعطي صورة بان المعارضة السورية موحدة علي كلمة واحدة و لن تقبل بوجود الأسد في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا وهذا ما كانت قد راهنت موسكو وطهران علي هذا الموضوع وفشلتا في رهانهما .