كشفت الأجهزة الأمنية عن هوية الطفل «ح» بعد أن ادعى المطلوب من قائمة الـ 85 والذي استعادته السلطات السعودية من باكستان أنه ابنه، وبعد تحقيقات موسعة، تكشفت المعلومات الخطيرة والتي تؤكد أن والد الطفل هو أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة بالعراق وأمه مواطنة سعودية تدعى (و/ أ).
وبينت مصادر حصلت صحيفة الجزيرة عليها أن المواطنة والتي كانت تعمل محاضرة في جامعة الملك سعود وتحمل درجة الماجستير في الفقة الإسلامي ظهر اهتمامها بمسائل القتال في أفغانستان مبكرا فكان جميع أسرتها يعلمون ذلك لتصريحاتها وإعلان محبتها «للمجاهدين» لدرجة أنها قامت بالضغط على أسرتها رغم معارضتهم الشديدة لتزويجها كونه كان من الذين شارك في القتال الأفغاني في محلته الأولى.
وأكدت ذات المصادر أن المواطنة «و» في أوخر عام 1425هـ ، أخذت تتعامل مع شبكة الانترنت بشكل متزايد بدأت بالمشاركة من خلال الردود والتعليمات على المواضيع التي تطرح في بعض المنتديات الخاصة بمواضيع ما يسمى الجهاد وأخبار من يطلق عليهم المجاهدين في بقاع الأرض وما لبث أن تطور الأمر حتى أصبحت تشارك في المنتديات المتطرفة بكنى مجهولة منها «المدوية والبارقة وبارقة السيوف» وتركزت مشاركتها بالتعليق على ما حصل من تغيير في مواقف الدول تجاه المجاهدين وكانت مناصرة ما يسمى المجاهدين في العراق وأفغانستان ووصل بها الأمر إلى مناصرة أعمال الفئة الضالة وعملياتهم التي ارتكبت على أرض الوطن والإشادة بها وبلغ بها التطرف بأن أهدت نفسها في إحدى المشاركات لـ»أبو مصعب الزرقاوي».
وكشفت وثائق حصلت عليها صحيفة الجزيرة أن «و» تعرفت من خلال متابعتها للمواقع على من يكنى نفسه بـ» أبو طلحة البيحاني» وتطورت العلاقة بينهما إلى تبادل الرسائل الالكترونية وفي إحدى هذه الرسائل عرض أبو طلحة فكرة الالتحاق بالمقاتلين بالعراق للعمل في اللجان الشرعية لوجود الحاجة لها بحجة تخصصها العلمي «الفقه» وطلبت منه مهلة للتفكير إلا أنها لم تلبث طويلا حتى اقتنعت بفكرة الالتحاق بالمقاتلين بالعراق وبدأت بالتخطيط لهذا الأمر، وحصلت على إجازة من عملها وسعت لاستخراج جوازات سفر لها ولأبنائها، فيما زالت تتواصل مع أبو طلحة من خلال الرسائل الالكترونية فيما أخبرها في إحدى الرسائل بأنه ربما يتعرض لمكروه ويرجو ألا يؤثر ذلك في قرار ذهابها للعراق وأنه سيتم التواصل معها برسائل مذيلة بكنية «الأستاذ» يتم شرح لها ترتيبات رحلة السفر إلى العراق وموعدها، فيما يعتقد أن الأخير هو أبو مصعب الزرقاوي.
وحددت «و» تاريخا متفقا عليه مع من كان يتواصل معها بالاستعداد السفر للعراق عن طريق سوريا إلا أن هناك إشكالية كانت لدى «و» وهي جوازات سفر أبنائها الموجودة لدى طليقها الذي لم يرغب في تزويدها بها بعد أن طلقها وأنجبت منه طفلتين وولدا وحاولت استخراج جوازات لهم من خلال تكليف ابن أختها بمراجعة جوازات منطقة الرياض للقيام بذلك وزودته بالأوراق والصور المطلوبة وصك الخلع الصادر من المحكمة وورقة طلب من ولي الأمر باستصدار جوازات السفر وتم ذلك بالفعل.
وكانت الأجهزة الأمنية قد أدرجتها على قائمة المنع من السفر بعد تواصلها مع الجماعات المتطرفة. وعند محاولتها السفر عبر مطار الملك عبدالعزيز بجدة بحجة السفر لسوريا للبحث العلمي كان اسمها مدرجا على قائمة المنع من السفر.
وقامت الأجهزة الأمنية باستدعائها عن طريق ذويها والتحفظ عليها بتاريخ (28-29-1-1426هـ) ، لخطورة الفعل الذي قامت به من تواصل مع عناصر تنظيم القاعدة بالعراق عبر شبكة الانترنت وتحديدا قائد تنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي وتم تسليمها لذويها بتاريخ (5-3-1426هـ) ، بعد فترة قصيرة من تسليمها لذويها عادت للتواصل عن طريق الرسائل الإلكترونية، حيث تلقت رسالة تحذيرية ممن يكنى بـ»الأستاذ» يحذرها من عدم التواصل عبر الانترنت ويطالبها بسرعة سفرها وأجابته «و» أنها جاهزة للسفر دون تحديد موعد لذلك، بعد فترة وصلتها رسالة ترسم لها طريق السفر إلى دمشق تتضمن أنه بعد وصولها بيومين تقوم بإرسال رسالة لهم تخبرهم بوصولها ومن ثم تذهب إلى مكتبة الأسد وتقف عند المكتبة إلا أن هذا الاتفاق تم إلغاؤه من قبل من كان يراسلها وزودها برقمين لهاتفين جديدين في دمشق وطلب منها أن تقوم بالاتصال على أحدهما عند وصولها إلى سوريا وتخبرهم بأنها حضرت لإكمال الدراسة وأن لا تقوم بالإفصاح عن سبب قدومها الحقيقي وبعدها سيتم العثور عليها من قبلهم واصطحابها لداخل العراق.
وبتاريخ 26-6-1426هـ ، اختفت «و» وأبناؤها (س تبلغ من العمر 13 عاما وع 12 عاما ون 5 سنوات)، من موقع سكنها بشقة في بمدينة الرياض، وظلت جهود البحث مستمرا عن المواطنة «و» حتى تاريخ 2-8-1426هـ ، حيث ورد معلومات من الجهات الأمنية في اليمن تفيد بأنه تم القبض على عدد من الأشخاص السعوديين لديهم وورد في نتائج التحقيقات مع أحدهم أنه قام بتهريب امرأة سعودية مع أبنائها من المملكة لليمن وعلى الفور تم التواصل مع الأشقاء في اليمن لاستلام الموقوفين السعوديين ليتم تركيز التحقيق مع الشخص الذي أدلى بالمعلومة لربما تكون المرأة «و».
وأثناء زيارة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع – رحمه الله – إلى اليمن تم إثارة موضوع اختفاء «و» وأبنائها على هامش الزيارة مع وزير الداخلية اليمني والذي على أثره جرى تكليف أحد ضباط وزارة الداخلية السعودية إلى اليمن للاطلاع على اعترافات الموقوف (راشد العبيدي) يمني الجنسية، ولم يتم تسليم الموقوفين للسعودية رغم كافة الجهود الدبلوماسية إلا بتاريخ 2/4/1427هـ ، واتضح أن الموقوف (ع : خ) سعودي الجنسية قد نجح في تهريب «و» وأبنائها برفقة اليمني راشد العبيدي.
وكشفت التحقيقات مع الموقوفين إلى بداية عام 1426هـ ، عن تلقي (ع : خ) اتصالا هاتفيا من المدعو (س: غ) وكان في ذات الوقت بسوريا وتضمن الاتصال طلب تقديم مساعدة نقل عائلة لأحد المجاهدين، حيث تقابل شخصين بحي المرسلات بالرياض وعرفه بنفسه بأنه يدعى راشد العبيدي.
وبعد عدة محاولات لتهريبها تم نقلها مع أبنائها إلى منطقة الخوبة الحدودية وتم تهريبها لليمن ووصولها لصنعاء وتم القبض على راشد في اليمن واستعجل في استخراج جوازات سفر مزورة لـ«و» وأبنائها بترتيب من المكنى بـ «مازن» السوري، حيث اتضح سفرهم من صنعاء إلى دمشق أما (ع : خ) فقد استدرجته السلطات اليمنية باتصال من الموقوف لديهم راشد العبيدي للدخول إلى اليمن والقبض عليه وظل موقوفا لديهم حتى سلم للسعودية.
وعلى ضوء ما توفر من معلومات لدى الأجهزة الأمنية السعودية ووفق اعترافات الموقوفين العائدين من الخارج للسعودية فاعترفوا بأن «و» قتلت بعد مقتل زوجها الزرقاوي فيما أنجبت منه طفلا، حيث اعترف الموقوف (ف : ر) مسئول تنظيم القاعدة في العراق والذي كان يساهم في دخول المقاتلين للعراق بأن هناك امرأة سعودية تكنى (أم محمد) دخلت مع أبنهائها للعراق وتزوجت من أبو مصعب الزرقاوي، كذلك سمع أن إحدى بناتها تزوجت من مجاهد قتل فيما بعد، كذلك اعترف الموقوف (م : ظ) والعائد من العراق عام 1431هـ ، والموقوف (ع : ي) والذي جرى استلامه من السلطات السورية بنفس المعلومات.
من جانبه تكشفت الحقيقة من باكستان بعد أن استعادت الأجهزة الأمنية السعودية المطلوب على قائمة الـ 85 المكنى (نجم) قائد ما يسمى كتائب عبدالله عزام والذي يعد من أهم المطلوبين وأخطرهم وسبق له الإقامة في إيران وتلقى في أفغانستان تدريبات مكثفة على التفجير بواسطة استخدام الالكترونيات واستهدف (نجم) بتاريخ 1-7-1433هـ ، عندما كان يتواجد في منطقة وزير ستان على الحدود الباكستانية الأفغانية من خلال هجوم طائرة أمريكية بدون طيار وأصيب بإصابة بليغة أدت إلى بتر ساقيه ويده وفقد عينه اليسرى وتهشم فكه وفي 19-7-1433هـ ، تم استعادته من باكستان بطائرة الإخلاء الطبي وأدخل مستشفى قوى الأمن وقدم له الرعاية الطبية وبرفقة أسرته المكونة من زوجته طفلتين وولدان بالرغم من أن المعلومات المتوفرة عند المباحث العامة أنه ليس له إلا ابن واحد وكذلك طفلة تدعى (ش : ع) تبلغ من العمر ست سنوات، لكن «نجم» أكد أن الطفل (حمد) ابنه إلا أن الفحوصات المخبرية (DNA) كشفت أن الطفل حمد ابن أبو مصعب الزرقاوي بعد حصول المباحث العامة على عينة من الهالك الزرقاوي وبقي الأمر مجهولا ومحيرا فيما يخص من تكون الأم وعلى ضوء ذلك جرى الرجوع إلى إعادة التحقيقات في قضية «و» والتي قتلت في عملية قصف في منطقة الأنبار العراقية وربط الاعترافات التي تشير إلى زواجها من الزرقاوي وكانت المفاجأة حول علاقتها بالطفل «حمد»، حيث أكدت نتائج الفحص المخبري (DNA) بأنها والدة الطفل ح.
وتكشفت المعلومات التي تؤكد أن المستعاد «نجم» كلف الهالك محمد الثبيتي بإخراج الطفل «ح» من العراق وإحضاره إلى منطقة وزير ستان الحدودية ما بين باكستان وأفغانستان والمفاجأة الأخرى حضرت مع الطفل أخته من جهة أمه والتي تزوجها الهالك محمد الثبيتي وأنجبت منه طفلة.
وفي نهاية تكشف التفاصيل تقدمت عائلة الزرقاوي بالأردن بطلب انتقال الطفل «ح» إلى ذويه في الأردن وفي نفس الوقت ذويه من جهة الأم يطالبون ببقائه بالسعودية وبقى حال لسان الطفل يقول ماذا فعلت ياوالدتي «و» بأطفالك في حياتك ومماتك!