بوتين يتمسك بالأسد ويتحدى تركيا

 أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، تمسك بلاده بدعم الأسد، مضيفا أنه لن يوافق أبدا على أن تقرر أي قوة خارجية من الذي سيحكم سوريا، مشيرا إلى أنه ما من سبيل لتسوية الأزمة السورية إلا من خلال الحل السياسي.
وقال بوتين، في مؤتمره الصحفي السنوي اليوم الخميس، إن بلاده تؤيد بشكل عام المبادرة الأمريكية لإعداد قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا وأضاف أن مسودة القرار مقبولة ككل.
وناشد الرئيس الروسي كل أطراف الأزمة السورية أن تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق. كما قال إن بلاده ستواصل العمليات العسكرية ما دامت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة في القتال.
ومضى قائلا إنه غير متأكد مما إذا كانت روسيا تحتاج قاعدة دائمة في سوريا، لأن موسكو تملك أسلحة قوية بما يكفي “لضرب أي أحد” على مسافة تبعد آلاف الكيلومترات عن حدودها، في إشارة لتركيا.
رفض تطبيع العلاقات مع تركيا
وحول أزمة بلاده مع تركيا قال بوتين إنه “لا يرى أي احتمال” لتحسن العلاقات مع القيادة الحالية في تركيا بعدما أسقطت طائرة حربية روسية الشهر الماضي.
وأضاف “من الصعب علينا التوصل لاتفاق مع القيادة التركية الحالية حتى إذا كان ذلك ممكنا.”
وأعتبر أن اسقاط الطائرة الروسية كان “عملا عدائيا” وأنه لا يفهم لماذا أقدمت تركيا عليه.
وأوضح: “هل كانوا يتوقعون أن نهرب من سوريا؟ ..عززنا من تواجدنا العسكري هناك.. وليجرب الأتراك التحليق في الأجواء السورية”، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن “الشعب التركي شريك وسيبقى شريكا لنا”.
وأكد أنّ بلاده تعتبر تصرف السلطات التركية بشأن الطائرة الروسية “عملا عدائيا”.
وقال: “قالوا إنهم لم يكونوا يعرفون أن الطائرة روسية.. وبعد معرفة الأمر كان يجب عليهم الاتصال بنا أولا، فهناك الكثير من قنوات الاتصال بيننا.. ولكنهم هرعوا إلى بروكسل”.
تقييم النفط مفرط في التفاؤل
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير أن بلاده مستعدة لكل الاحتمالات على الصعيد الاقتصادي.
وقال إنه رغم العقوبات الاقتصادية فقد أوفت بلاده بكل التزاماتها وأن المديونية في انخفاض.
وأضاف: “نعتمد على مجال الصادرات .. ونركز في هذه المرحلة على استبدال الواردات .. نعمل على تحسين إدارة الاقتصاد وتحسين مناخ مزاولة الأعمال”.
وشدد على أنه يدعم سياسات البنك المركزي لتوفير الاستقرار الاقتصادي في ظل الظرف الراهنة.
وأعتبر أن تقييم برميل النفط بخمسين دولارا في ميزانية عام 2016 مفرط في التفاؤل.
أضاف “حسبنا ميزانية العام القادم بناء على 50 دولارا للبرميل. هذا تقييم مفرط في التفاؤل في الوقت الحالي. سعره الآن 38 دولارا. لذا سنضطر لإصلاح ذلك.”
وأشار إلى أن روسيا اجتازت ذروة الأزمة الاقتصادية لكن توقعات الحكومة بتحقيق نمو اقتصادي يبلغ 0.7 بالمئة في 2016 و1.9 بالمئة في 2017 تستند الى افتراضات بأن سعر النفط سيكون 50 دولارا للبرميل.
القيود على الرحلات إلى مصر
وأكد بوتين أن روسيا سترفع كل القيود على الرحلات إلى مصر بمجرد تطبيق إجراءت موثوق بها لمحاربة الإرهاب.
واضاف: “بمجرد أن نحدد الآليات التي ستضمن بشكل موثوق به سلامة مواطنينا سنرفع كل القيود. هذا العمل يتم من حيث المبدأ مع شركائنا المصريين.”
وأشار إلى أن القيود على الرحلات المباشرة لمصر التي فرضتها روسيا بعد أن خلصت إلى أن قنبلة انفجرت في طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء يوم 31 أكتوبر تشرين الأول لا يعني أن موسكو تفتقر للثقة في الحكومة المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *