هل اصبح الماضي وجهتنا

 نسترجع امجاد الماضي عندما يخذلنا الحاضر ، ونشعر بخيبة الأمل ، فيُصوّر لنا خيالنا أنّ ما فات هو جنة وحاضرنا هو النار….
 ماذا دهانا وماذا فعلنا بأنفسنا ؟؟
حكومات تنصلت من شعوبها ..وشعوب تمردت علي حكوماتها مع أن الدولة هي حكومة وشعب …
  ديمقراطية أثينا “مبدأ حكم الشعب” فقد كانت الدولة والحكم بيد جميع المواطنين والشعب هو مصدر الصلاحيات في الدولة .
 وقد عرِّفت الديمقراطية بأنها “حكم الشعب بواسطة الشعب ومن أجل الشعب ” 
والشعب يضم الأكثرية ومجموعات الأقلية المختلفة والقاسم المشترك للجميع هو كونهم مواطنين في دولة واحدة .
لكن في الدول الحديثة ، وبسبب تزايد عدد السكان وتغير العديد من المعايير أصبح الشعب لا يدير شؤون الدولة مباشرة ، ولكن الممثلون المنتخبون هم الذين يديرون شؤون الدولة في البرلمان وتسمى هذه الديمقراطية ” ديمقراطية غير مباشرة  أو  تمثيلية” .و مع ان  شرعية السيادة هي لله تعالى، لكنها موكلة في الدنيا  للشعب والأمة . 
 ولنعرج قليلا على موضوع الانتخابات …
جرت العادة أن يعرض كل مترشح ما سوف يقدمه هو للجمهور ، ولم نسمع عن أحد إستفتى هذا الجمهور ماذا يريد ؟؟ ماهي تطلعاته ورغباته ؟؟؟ ولو من باب الفضول رغم أن الشعب هو من يحدد النتيجة  النهائية للإنتخابات .. 
 
ظل هذا الشعب يتقبل كل ما يقدم إليه ، الي ان أتى من يوقد النار ويشعل فتيل الفتنة ويجعل هذا الشعب اداة للهدم والدمار ….  
عندما جاء ما يسمي بالربيع العربي ، اجتاح العديد من الدول النامية لكنه لم يحل ضيفا علي بعضها  مثل اثيوبيا ،النيجر غينيا أو إفريقيا الوسطى ، رغم ما تعانيه هذه الأخيرة من فقر مدقع ….
ربما هذه الشعوب تدرك ضعف دولها فتقبلت الوضع وتعايشت مع حكوماتها على الحلوة والمرة كما يقولون.. ولم تطلب منها أمورا فوق طاقاتها 
رغم عجزها وشدة حاجتها … بينما اشتعلت النيران في دول تصنف غنية مقارنة بهذه الدول.
لا بد من إرساء علاقة حقوقية شرعية ، وفق أُطر قانونية بين الشعوب وحكوماتها  .
وعلى الدول أن تضع خططها التنموية وفقا لتوجهات الشعوب وهذا يدخل ضمن ما يسمى
  le savoir-vivre  ..،،،
 
وكمثال مبسط ، عندما يعيش طفل حياة فقر وعناء 
، ويكون والده من الأثرياء ليس كمن يعيش ذات الحياة لكن مع والد فقير وضعيف .
فالأول سوف يكبر حاقدا متمردا على والده ، بينما الثاني فسيتعاطف مع والده ، ويكبر وأمامه هدف تعويض من رباه عن تعب السنين ….
كذلك هو الشعب ، لن يلتف حول حكومته وهو يشعر بالظلم والاضطهاد  والتقصير ….. اذن  مطلوب مدّ جسر تواصل بين الحكومات وشعوبها ، وخلق نوع من الالفة بينهما كي يعيشوا جميعهم تحت سقف واحد …
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *