المرتزق هو كل شخص يقوم بأى عمل بمقابل مادى بغض النظر عن نوعية العمل أو الهدف منه
المرتزقة ؟ هم الجنود الذين يحاربون لغير وطنهم مقابل مال ، إذ أنهم عندما يقتلون الأعداء لا يهمهم أن الفائدة ستعود على أهل هذه البلد ، هم ينظرون كم سيدر هذا عليهم ، و ما هى المكاسب التى سوف يستفيدون منها ؟!! هم لا يهمهم الإنسان بقدر ما يهمهم المال و الشهرة .
حسناً .. أنا لا أرى فى بلدنا الحبيبة التى تتأوه كل يوم إلا مجموعات او فئات قليلة من المرتزقة .
من شيوخنا و أقستنا و كتابنا و إعلامينا و دكاترة الجامعات و الشخصيات العامة و السياسين ما هم إلا مجموعة من المرتزقة ، ما يهمهم هو أكل العيش و أكل العيش فقط لا غير . فتجدهم فى كل مكان يقررون و يعارضون ، يخطبون و يكتبون ، يتظاهرون و يتصايحون ، معلنين جميعاً أنهم يحاربون ” الفقر ، الجهل ، المرض ” والظلم والقهر والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان.
وماهم فى الحقيقة لا يبحثون إلا على المال و الشهرة و السلطان ، فلا يهم أى شخص فيهم أن يقول أو يعمل شىء فيه فائدة بقدر ما يهمه أن ينظر الناس إليه و يقول هذا هو من قال أو هذا هو من عمل .
و لو خير بين أن تحدث الفائدة فعلاً ولا يعرف الناس أنه صاحبها ، و بين أن يعرف الناس أنه صاحبها دون أن يكون للفائدة أثر فعال حقيقى .. لفضل الخيار الثانى .
حتى من ينتقدهم نقداً لاذعاً سواء فى الصحف أو فى الإعلام ، فهو لا يهمه إلا أجر المقالة التى كتبها أو أجر الوقت الذى قضاه أمام الشاشات ،فى الحقيقة إذا كان يهمه الأمر فعلاً لكان قضى ذلك الوقت فى إطعام فقير أو تعليم جاهل أو مواساة مريض .او مساعدة محتاج او مسكين خاصة وانهم يحصلون على ملايين من اجور او تمويل و لكن قد ننظر للأمر بحسن نية .. أنه قد يريد أن يكون قدوة حسنة للاعتراض السلمى على السياسات العقيمة التى تقدمها الحكومة – هذا إن كان التصرف بحماقة يعتبر قدوة حسنة فى هذه الأيام – .
أيها النخب فى بلدنا ، يا من قدر لهم الإله أن يكون بيدهم الأمر أو يقولون رأيهم السمج بكل حرية و يُسمع هذا الرأى بكل مكان ، أيها المرتزقة فى كل مكان ، يا من تدعون أنكم تحاربون الفقر و الجهل و المرض ، إن الجندى المرتزق الحق هو الذى يأخذ مالاً مقابل أن يقتل جندى من جنود الأعداء ، و ينقطع عنه أجره بمجرد موته ، و أنتم تأخذون الأموال ، ولكن الفقر و الجهل و المرض لا يموت و هو فى ازدياد كل يوم و بعد موتكم ، يستمر المعاش يذهب لأهاليكم . إن الجنود المرتزقة أنبل منكم أخلاقاً فى هذا الأمر .
أيها المرتزقة فى بلدنا .. إن الأمر لا يحتاج إلى حرب ، فى الحقيقة أنتم من هو مصدر الفقر و الجهل و المرض ، أنتم من تقبضون عليهم بأيديكم . ابسطوا أيديكم و سينتهى كل شىء .
إن الأمر لا يحتاج إلى حرب ، إنه لا يحتاج إلا عندما تأمرون الناس بالبر لا تنسون أنفسكم .
أيها المرتزقة قد نكون قد تحملنا الفقر و الجهل و المرض و لكننا لن نتحملكم بعد اليوم .. لا أريد أن أراكم فى كل مكان .. على الشاشات ، فى الصحف ، فى الجامعات ، على اللافتات فى كل حارة . تتكلمون و تتكلمون فقط .
أيها المرتزقة .. عودوا جنوداً أوفياء لوطنكم وشعبه أو اتركوا الأرض لنا فنحن أدرى بها منكم .