الداء تفشى …. فأين الدواء

 الارهاب هو سلوك جنائي و فكر استحدث من التشدد الديني ليتجسد على ارض الواقع باعمال تخريبيه اجراميه ,يتناقلها أُناس من بيئات مختلفة ومن فئات عمريه صغيرة غالبا, بتحريض من مرجعيه فاسدة ضالة تدفع بهم إلي الهاوية تحت مسمى الشهاده و الجنه ….. وليس للارهاب في الاسلام قاعدة . 
عندما يفقد المجتمع ا ستراتيجيته الحقيقيه على ارض الواقع ,يظهر عدم التوازن الفكري و الاعتقادات المختلفه ,وتظهر جماعات تقوم برسم اِستراتيجيه جديده للدين عن طريق تفسيرات وتعاليم دخيلة تختلف عن اصول الدين الصحيحة.
ومن ثم يبدأ البطش السياسي الطائفي بصبغة دينيه اقليميه او طائفيه .
ويعيث الجهلة في الارض فسادا داخل الشعوب ,ولا تجني تلك الشعوب من ورائهم سوي ضياع للأمن, وتدمير للممتلكات, وانتهاك للحرمات, وتدنيس للمقدسات, وقتل, وخطف للمدنيين الآمنين, وتهديد لحياة الكثير منهم. 
وقد شهدنا ولادة حراكا دينيا متمردا يقوده متشددون , يظنون ان الاسلوب الوحيد للنهوض بواقع جديد هو ما اسموه جهادا … فبدأ التطرف والتشدد وانتشر البطش السياسي……وولد الارهاب من رحم التشدد والتطرف وأسفر المخاض عن من يقتل والديه يتنكر لوطنه لا يعترف بأهل ولا بأبناء عمومة… ينفث السم ولا يستثني أحدا …. 
اصبح الارهاب مثل كرة الثلج يكبر ويزداد حجما ، يحصد من ابناءنا وتنصاع له عقولا تصطف مثل الأغنام وراء راعيها زرعوا فيها الفكر التكفيري وضرورة تكفل كل فرد بالدفاع عن نفسه بهدف فصل الشباب عن حكوماتهم والانفراد بهم باعتبارهم هم ملاذ الدين والعدل ،بل ووصل بهم الحال الي إدعاء دين جديد لا نعرف تعاليمه ولو لم يخبرنا الله ان آخر الاديان الاسلام لصرنا في حيرة من أمرنا .
نواجه دينا عكس ديننا تماما …..
يقتلون هذا، ويقطعون رأس ذاك بإسم الجهاد وتولوا مهمة توزيع بطاقات الجنة …. بطاقة مسبقة لمن ينتحر ويجني اكبر عددا من الارواح….
وليْتهم استخدموا الجهاد بمعناه الحقيقي الذي ذُكر بالقرآن للدفاع عن الدين، بل استغلوه من اجل الاعتداء على الغير وارغام الناس بالقوة على اتباعهم ، لذلك فشلوا وتحولوا من تيار جهادي الى تيار ارهاب…
ما الذي يحصل ؟؟؟ 
لم نجد تبريرا لما يحصل !!!
ماذا يخاطبون في ابناءنا حتي يجعلونهم ينساقون الي مستنقعهم دون مقاومة؟؟؟؟
هل ما يدعون له هو الحق أم أننا قصّرنا في احتواء فلذات اكبادنا وجعلناهم فريسة سهلة لهؤلاء ؟؟؟ 
ناقوس الخطر دق وكل المؤشرات تشير و تخبر بان الامة العربية المسلمة مستهدفة وليس ما يحصل مجرد رصاصات طائشة ..
مطلوب وبشكل عاجل تلاحم اجتماعي ووحدة وطنية قوية كي نصد تيار الطائفية العفن…..ولن تكتمل وطنيتنا الا اذا لامس أي مصاب ألمّ بالوطن قلوب وضمائر كافة افراد الوطن بكل طوائفه ومذاهبه ….
والحاجة باتت تلح إلى إيجاد تشريعات صارمة لتجريم أي طروحات تؤدي إلى تأجيج الطائفية في أي بلد عربي، ومن أي مصدر كان، فالمتطرفون لا يَكفُ أذاهم إلا القانون الرادع ،والعقاب الصارم.
لقد اصبح موضوع الطائفية من الامور التي تعمل بعض الدول علي تأزيمها وتأجيج نار الفتنة عن طريق إثارتها، بل وباتت سلاحا فتاكا اذا ما أُريد استهداف أي بقعة علي الارض…
وهذا الموضوع يذكرني بسياسة فرِّق تسد، التي انتهجها الاستعمار الفرنسي في الجزائر إبان حرب التحرير وذلك بهدف تفكيك وحدة الشعب وإضعاف قوي المقاومة ….. 
لا بنبغي بأي حال من الاحوال ان نخلط بين الارهاب والاختلاف السياسي لان الأول له توجهات معروفة ومدانة موجهة ضد الانسانية. والارهاب هو جريمة لا يتبناها أي دين ،أو مذهب أو فكر ،مهما كان توجهه…. 
وهو كالمرض الخبيث ،ينتشر ويتكاثر في عروق الأمة فيقضي عليها ويجعلها في عداد الغابرين ….
الوضع اصبح يستدعي الكثير من التداعيات الصارمة والجادة …..
ولتتشارك كافة مؤسسات الدولة في تحمل مسؤولية التصدي الي هذا الداء الخبيث.
الكل مدعو لمحاربة الارهاب والكل مسؤول… 
البيت ..المؤسسات التعليمية … الإعلام … رجال الدين ومن يعتلون المنابر ….المساجد…. والمبادرة لحجب المواقع الإلكترونية المتطرفة التي تغرس الفوضى وتهدد تماسك المجتمع . 
والوحدة الوطنية هي المطلب الأساسي للتصدي لما يحيكه الكائدون… 
ليس عيبا ان نحمل علما ونردد النشيد الوطني 
علي كل المنابر ليس عيبا ان نستذكر ان حب الوطن من الايمان …. 
ولكن العيب ان نكون طرف في تمزيق وحدة أوطاننا……
دام عزك يا وطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *