قال متحدثون باسم الجيش العراقي اليوم السبت، إن القوات العراقية توغلت في وسط آخر منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة بمدينة الرمادي، على الرغم من تباطؤ تقدمها بسبب العبوات الناسفة والشراك الخداعية.
وقال العميد “يحيى رسول”، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، إن الجنود تقدموا الليلة الماضية في حي الحوز، حيث يقع المجمع الحكومي، الذي استهدفه هجوم بدأ يوم الثلاثاء.
وأضاف، “قوات مكافحة الإرهاب تبعد 800 متر من المجمع الحكومي، بعد أن تقدمت مسافة نحو كيلومتر في اليوم السابق”. وتابع “الضربات الجوية، ساعدت على تفجير العبوات الناسفة والبيوت المفخخة لتسهيل تقدمنا.”
وأكد رسول، أن معظم المدنيين الذين مازالوا في وسط المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد، لجأوا إلى مستشفى الرمادي، لأنهم يعلمون أن الجيش لن يستهدفه.
وامتنع المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، عن إعلان إطار زمني للهجوم النهائي لطرد المتشددين، قائلا: “الأولوية في هذه العملية، هي تجنب إيقاع خسائر ضمن صفوف المدنيين والقوات بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه.”
وبدوره، قال سامي العارضي، وهو قائد في جهاز مكافحة الإرهاب، إن الهدف هو “تحرير كامل مدينة الرمادي من ثلاث جهات”، وأضاف “قواتنا الآن تتقدم باتجاه أهدافها، لكن سبب التأخير ما عمله المجرمون من تفخيخ كل شيء.”
والرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار، وتقع في وادي نهر الفرات على بعد ساعتين فقط بالسيارة غربي بغداد.
وقال بيان عسكري أذاعه التلفزيون الرسمي إن نحو 120 أسرة أنقذت من منطقة القتال اليوم السبت، بعد توفير ممرات آمنة لخروجهم، ونقلوا إلى معسكر قرب الحبانية شمال الرمادي.
وقال مسؤولون عسكريون يوم الأربعاء، إن عملية انتزاع السيطرة على الرمادي سوف تستغرق عدة أيام. وتلقى القوات المسلحة العراقية، دعما جويا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وستكون استعادة الرمادي، التي سيطر عليها المتشددون في مايو أيار، أحد أبرز الانتصارات التي تحققها القوات العراقية منذ اجتياح تنظيم داعش لثلث أراضي العراق عام 2014.
وكانت الرمادي، أكبر مكسب لتنظيم داعش في 2015، وانسحبت منها القوات الحكومية في مايو أيار، في انتكاسة كبيرة لبغداد والقوات العراقية، التي تدربها الولايات المتحدة منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003.
وبعد الرمادي يعتزم الجيش الانتقال لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، أكبر مركز سكاني يسيطر عليه التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
وسيعني طرد المتشددين من الموصل -التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب ما يقرب من مليوني نسمة- محو هيكل دولتهم في العراق فعليا، وحرمانهم من مصدر رئيسي للتمويل، الذي يأتي بعضه من النفط وبعضه الآخر من الرسوم والضرائب المفروضة على السكان.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان نشره موقع إلكتروني حكومي “تحرير الموصل العزيزة سيتم بتعاون ووحدة جميع العراقيين بعد الانتصار المتحقق في مدينة الرمادي.”