تشهد حملة شعبية تدعوا لطرد سفراء إيران من دول الخليج، تفاعلاً جنونياً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد يوم واحد من انتقاد طهران بشدة لجارتها السعودية بسبب تنفيذ أحكام إعدام في 47 شخصاً مدانين بجرائم “إرهابية” بينهم رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر.
ودعوات طرد سفراء طهران من دول الخليج تتكرر بين فترة وأخرى مع ظهور أي خلاف بين إيران ودول الخليج، لكنها تكتسب هذه المرة زخماً شعبياً خليجياً كبيراً من خلال تفاعل عدد كبير من المدونين الغاضبين من ردة فعل إيران تجاه تنفيذ أحكام قضائية داخل السعودية.
وطالب آلاف المدونين من مختلف دول الخليج، بطرد سفراء طهران من الخليج بعد حادثة إعدام الشيخ النمر التي أعقبتها ردة فعل إيرانية غاضبة تجاوزت التصريحات العدوانية إلى حد مهاجمة سفارة وقنصلية الرياض في إيران وإضراب النار فيهما.
واعتبر عشرات الآلاف من المغردين الخليجيين الذين تفاعلوا مع الوسم الجنوني “#طرد_سفراء_إيران_من_الخليج” على موقع “تويتر” أن رد فعل إيران الغاضب على إعدام النمر يجب أن يكون دافعاً لاستجابة قادة الخليج لدعوات طرد السفراء.
ويقول كثير من المغردين الخليجيين إن إيران لم تراعي أن نمر النمر مواطن سعودي صدر بحقه حكم قضائي من محكمة سعودية، كما أن انتقادها اقتصر على تنفيذ الحكم بحق النمر فيما تجاهلت الـ 46 شخصاً الآخرين الذي أعدمتهم المملكة وغالبيتهم من اتباع المذهب السني.
ولا تقتصر دعوات طرد سفراء طهران على عامة المغردين، بل تشمل إعلاميين ومسؤولين ونواب سابقين وشخصيات مشهورة على “تويتر” الذي يعد ساحة رئيسية للنقاشات العامة في دول الخليج.
كما تبدو بعض وسائل الإعلام التابعة للطرفين، السعودية وإيران، وكأنها في حالة حرب منذ يوم أمس السبت الذي أعدم فيه نمر النمر، ما يلقي بظلاله على المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم حالة التوتر الذي تشهده العلاقة الرسمية بين طهران من جهة والسعودية ومن خلفها عدد من دول الخليج الداعمة لقرارها بعد إعدام النمر، فإن أي توجه لسحب السفراء لم يظهر بعد، واقتصر الأمر على استدعاء كل من الرياض وطهران لرؤساء البعثات الدبلوماسية وتسليمهم احتجاجاً رسميا.
يشار إلى أن البحرين قد سحبت سفيرها لدى إيران راشد سعد الدوسري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وطلبت من القائم بأعمال السفارة الإيرانية لديها محمد رضا بابائي، مغادرة البلاد كونه “شخصاً غير مرغوب فيه”.
وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت في بيان لها أمس السبت، تنفيذ حكم الإعدام في 47 “إرهابيا” بينهم مصري وتشادي والباقي من السعوديين، بينهم الشيخ نمر النمر.
وحكم على النمر بالإعدام تعزيراً في مارس/آذار الماضي، بعد سلسلة جلسات قضائية وتدرج بين المحاكم المختصة التي انتهت إلى أن “شره (النمر) لا ينقطع إلا بقتله”، بعد أن أدين بتهمة إثارة الفتنة في البلاد، والخروج على إمام المملكة والحاكم فيها لقصد تفريق الأمة وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة.
وكان النمر قد ألقي القبض عليه في 8 يوليو/ تموز 2012، ووصفه بيان وزارة الداخلية آنذاك بأنه “أحد مثيري الفتنة”، وجاء اعتقاله على خلفية مظاهرات شهدتها القطيف شرقي السعودية، تزامناً مع احتجاجات البحرين في شباط/ فبراير2011، وزادت حدتها في عام 2012.