أفادت مصادر إعلامية، أن موسكو توجهت إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وطالبته بعدم إشعال فتيل التوتر مع الجيش الإسرائيلي، وذلك في أعقاب العملية التي نفذتها المنظمة اللبنانية، الإثنين، في مزارع شبعا.
وجاءت عملية الحزب ردا على إغتيال سمير القنطار والذي استهدفته غارات إسرائيلية على الأرجح، في بلدة جرمانا جنوبي العاصمة السورية دمشق في التاسع عشر من ديسمبر 2015.
وحثت موسكو المنظمة اللبنانية على تهدئة الأوضاع، وعدم المضي في تنفيذ عمليات أخرى ردا على اغتيال القنطار، مستغلة في ذلك علاقات التعاون المشترك بين الجانبين على الساحة السورية، وعلى أمل ألا يتسبب التوتر بينها وبين إسرائيل في صرف أنظارها عن العمليات العسكرية التي تشارك فيها في الساحة السورية مدعومة بغطاء جوي روسي.
وفي المقابل، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن قرارا اتخذه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق غادي أيزنكوت بعدم التصعيد ردا على عملية حزب الله، لا سيما وأنها لم تسفر عن خسائر بشرية، كما أن إسرائيل لا تسعى حاليا لتغيير قواعد اللعب وتتجنب الدخول في حرب واسعة في لبنان على الرغم من تأكيدات سابقة لرئيس الأركان بأن أي عمل من جانب الحزب سيواجه برد عنيف.
ولفتت مصادر عسكرية إسرائيلية، إلى أن العملية التي قام بها حزب الله استهدفت دورية عسكرية، لم تسفر عن خسائر بشرية، معتبرة أن المنظمة اللبنانية خاطرت بهذه الطريقة برد إسرائيلي عنيف حال كانت تلك العملية قد أسفرت عن سقوط قتلى.
وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون اجتماعا طارئا مساء الإثنين في مكتبه لتقييم الأوضاع، في أعقاب قيام مجموعة تطلق على نفسها إسم “الشهيد سميرالقنطار” بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بدورية إسرائيلية على طريق زبدين – كفرا في منطقة مزارع شبعا.
وشارك بالاجتماع رئيس هيئة الأركان العامة والعديد من القيادات العسكرية، من بينهم رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية اللواء هارتسي هاليفي ورئيس شعبة العمليات اللواء نيتسان ألون وقائد القيادة الشمالية اللواء أفيف كوخابي.
وأشارت تقارير إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي سيناريوهات معدة مسبقا للرد على عمليات حزب الله طبقا للنسبة والتناسب، وأنه في حال صعدت المنظمة اللبنانية عملياتها سوف يرد الجيش الإسرائيلي بالصورة الملائمة والتي من شأنها استعادة الردع مقابل حزب الله.
ومن بين السيناريوهات المعدة مسبقا، الاكتفاء بإطلاق قذائف المدفعية مثلما يتم حاليا، حيث أطلقت المدفعية الإسرائيلية حتى الآن 40 قذيفة باتجاه نقاط ومواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان منذ تفجير العبوة الناسفة بالدورية الإسرائيلية.