جرحى في انفجار أنبوب نفطي شرق الجزائر

 
عاشت المنطقة النفطية بمحافظة سكيكدة شرقي الجزائر، على وقع انفجار مدو ضرب أنبوبا ناقلاً للغاز الطبيعي وخلف حالة من الهلع والرعب في أوساط نحو مائتي ألف ساكن بالمنطقة، علاوة على سقوط نحو 36 جريحًا بعضهم تعرض لإصابات بليغة.
و تمكنت قوات الدفاع المدني من السيطرة على الحريق الذي كاد ينسف منطقة الغاز بمدينة سكيكدة أكبر المنشآت النفطية بشرق البلاد، فيما تنقلت قوات الأمن والجيش إلى موقع الانفجار وباشرت تحقيقًا معمقًا لكشف ملابسات الحادث رغم إجراءات الوقاية التي اتخذتها في وقت سابق الحكومة الجزائرية لتفادي تكرار حوادث الحرق والانفجار بالمواقع البترولية.
وقالت مصادر محلية لشبكة إرم الإخبارية إنه تقرر نقل المصابين بجروح خطيرة إلى محافظة عنابة لغرض علاجهم بالمستشفى الجهوي للحروق وظلت حالت 5 جرحى إلى غاية المساء في وضع خطير حيث يخضعون لمراقبة فريق طبي متخصص داخل العناية المشددة.
وتضاربت الأنباء حول سقوط ثلاثة قتلى حيث سرب نشطاء محليون بمحافظة سكيكدة الخبر بينما لم تؤكد المصالح الحكومية المعلومة ولم تنفها، ويرتقب أن ينزل وزير النفط صالح خبري إلى المنشآت الطاقوية للاطمئنان على المصابين و تفقد الإجراءات الوقائية التي رافعت لها الحكومة في أكثر من مناسبة.
واقتنت الجزائر في وقت سابق أجهزة مراقبة وكاميرات عالية الجودة وموصولة بالأقمار الاصطناعية لتأمين المنشآت النفطية في الصحراء، ومصانع تكرير البترول في مدن الشمال كمنطقة أرزبو بوهران غربًا ومدينة سكيكدة شرقًا.
وباشرت مديرية شركة المحروقات الحكومية “سوناطراك”، خلال شهر أغسطس الماضي، عملية تركيب تجهيزات المراقبة بالمنطقة الصناعية في ولاية سكيكدة، حيث تتوفر على مركز تكرير البترول وتمييع الغاز الطبيعي، في محاولة لتعزيز التغطية الأمنية وتجنب أي اختراق للإجراءات المتبعة.
وتشمل الإجراءات الأمنية المذكورة، استعمال بطاقات إلكترونية لدخول المنطقة الصناعية التي تتواجد بها وحدات تكرير البترول وتمييع الغاز، يضاف إليها سياج إلكتروني من شأنه أن يتصدى لأية محاولة اختراق أو اعتداء بما في ذلك ربط كامل المنشآت النفطية بكاميرات مراقبة عالية الجودة موصولة بالأقمار الاصطناعية.
وأٌتبعَت العملية بأخرى استهدفت تركيب هذه التجهيزات عالية الدقة والتكنولوجيا، على مستوى القواعد البترولية والآبار النفطية بمنطقة الصحراء في ورقلة وحاسي مسعود وعين أمناس بالخصوص.
وكانت “سوناطراك”، قد تسلمت شهر آذار الماضي، عدة عروض من شركات أمريكية وكندية وبريطانية متخصصة في مجال الأمن والحماية والبرمجيات، بهدف تزويد عملاق النفط الجزائري بتجهيزات وعتاد وأنظمة وقائية.
وتحقق السلطات الأمنية في الانفجار الذي شهدته مصفاة الغاز بسكيكدة، اليوم، حيث يضاف الحادث لسلسلة الحرائق التي كثيرا ما تكبد فروع ومراكز الشركة النفطية في الشمال والجنوبرخسائر جمة أحيانا بسبب اللامبالاة وأحايين أخرى بتورط أطراف مجهولة حسب إفادات التحقيقات الأمنية والقضائية في حوادث حرائق سابقة.
وتتخوف الجزائر في واقع الأمر من تكرار سيناريو الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف منشأة نفطية في مجمع تيقنتورين بعين أمينانس شهر يناير/كانون الثاني 2013، حين اغتالت مجموعة إرهابية رعايا أجانب كانوا يشتغلون في مصنع تيقنتورين.
وسببت الحادثة حينذاك، إحراجا كبيرا للسلطات الجزائرية لدى شركائها، الذين أقدموا على ترحيل رعاياهم من صحراء الجزائر ما كبد البلاد خسائر مادية معتبرة، أثرت على التوازن المالي للخزينة العامة، رغم رد فعل الجيش الجزائري الذي أفلحت قواته في تحرير عدد كبير من الرهائن وقتئذ وحالت دون وقوع ضحايا آخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *