الوباء الارهابي يميت ابناءنا ……. ونحن نكتفي بترديد الشعارات ….

  
إذا فقدت القيم الأخلاقية والإسلامية، وإذا تفوقت الغوغائية  …….. 
 عندما يغيب منهج الوسطية والاعتدال تظهر شريعة الغاب وينتشر التخريب والتفجير والتدمير والتطرف بأسلوب رخيص وبأسماء مستعارة تروج للإرهاب المسلح وقتل الأنفس المعصومة وسفك الدماء البريئة وتدمير الحجر والبشر والشجر، وتنفذ افكار التطرف بسهولة الى عقول الشباب و البسطاء من الناس. 
والعنف هو وسيلة أو أداة المتطرف في تنفيذ أغراضه الاجرامية  ويقصد به القيام بعمل فيه ضرر أيا كان القائم به وأيا كان اتجاهه ودينه وأيا كان هذا الضرر جسديا او معنويا أو ماديا حتى اللفظ لو كان فيه خروج على اللباقة والأدب فهو عنف في حد ذاته .
ومن بين أسباب التطرف الأوضاع الاقتصادية السيئة وضياع الشباب والبطالة والاستبداد  وغياب العدالة والغاء الراي الآخر وغياب لغة الحوار بين الحكومات وشعوبها والمناهج الدراسية التي تضع الإنسان في قالب وإطار فكري خاص  وعدم قيام الاسرة بواجباتها تجاه ابناءها ………الخ … فكل هذه الاسباب تجعل من الشباب فريسة سهلة المنال للفكر المتطرف .
اصبحت الحالة المزرية التي تمر بها الدول الاسلامية في الآونة  الاخيرة تحتم على هذه الدول انشاء  مراصد تحارب وتنبذ التطرف وتحتضن افكار وانشغالات  شريحة الشباب باعتبارهم الفئة الاكثر عرضة لوباء التطرف و تشارك بهذه المراصد  كافة المؤسسات  ( التربوية , الثقافية , الدينية و الاجتماعية ……. الخ ) وانا اعتقد ان الدول الاسلامية  مقصرة لأنها  لا تأخذ هذا الامر على محمل الجد في حين ان انشاء مثل هذه المراصد سوف يعالج أحوال المجتمعات من الداخل وما يطرح ضد الإسلام خارجيا، في المقابل نجد انتشار المؤسسات البحثية في الدول الغربية  وهي تجتهد في متابعة شؤون الاسلام والمسلمين وربما باتت تعرف بعض تعاليم ديننا اكثر منا .
وللأسف الشديد الغرب يتصيدون الأخطاء من بعض المسلمين في سلوكياتهم وتصرفاتهم ويلصقونها بالدين الإسلامي وهذا شأنهم دائما فيأخذون ما على السطح ويتركون الجوهر لزيادة الفرقة بين الإسلام والغرب حتى يظهر الإسلام بصورة سيئة لتنفير الشعوب الغربية منه. رغم أن معظم الأعمال العنيفة الموجهة إلى المجتمعات الغربية هي رد فعل على ما تقوم به الأنظمة السياسية الغربية تجاه المجتمعات الإسلامية والعربية.  
 
تلك القنوات الاعلامية والفضائيات  اصبحت تساهم في انتشار الفرقة والخلاف، و نجد خطاب بعضها يعزز انتشار العنف والفكر المتطرف والفتنة الطائفية والمواجهة بين أفراد المجتمع الواحد نتيجة الإساءة إلى الأديان الأخرى، وترديد ألفاظ وعبارات لا ينبغي للمسلم أن يتلفظ بها وهي من باب العنف اللفظي الذي يؤدي إلى حرب طائفية.  الامر الذي يتنافي مع اخلاقيات الإعلام وتعاليم الدين الإسلامي  الحنيف . 
كما ان الخطاب الديني بحاجة إلى تجديد وترسيخ قواعده وبيان قيمته والغاية منه، خصوصا مع تداخل دول العالم مع بعضها البعض في الجوانب الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية فنحن في حاجة إلى أن يأخذ الخطاب الديني شكله الصحيح  والتسامح في الدين الإسلامي قاعدة يقصد بها التعايش مع الآخر أيا كان دينه أو اتجاهه الفكري او مذهبه  على قاعدة الأخلاق والمعاملة الحسنة وما امرنا به الدين الإسلامي تجاه الآخرين . 
دعاة الفكر المتطرف الذين يصورون التطرف على أنه جهاد.
 الجهاد في الدين الإسلامي مرتبط بقاعدة  هي رد العدوان، ويشترط الجهاد إبلاغ المقابل بمقاومته والتصدي له بعيدا عن الغدر  أما الإرهاب فهو القيام بعمل عنيف  فيه مواجهة وتعدي  على طائفة ما أو اتجاه معاد، ومن اهدافه إثارة البلبلة والسعي إلى اغتصاب حق الآخرين .
وما يدمي القلوب ان دعاة التطرف (( السماسرة )) هؤلاء  يسوقون للشباب السخافة والسراب ويوهمونهم بأن طريقتهم للعنف والكراهية هي المثلى،
ويخاطبون في الناس غريزة الشر والوحشية وعلى الدولة ان تتصدي لمظاهر هذه الآفة بكل صرامة وحزم حفاظا على استقرار المجتمع. فأمن الوطن خطا أحمر لا يمكن المساس به باي حال من الاحوال إضافة لاستيعاب المتورطين في الفكر الضال وإعادة دمجهم في المجتمع من خلال مركز المناصحة دون افلات من اتهموا بجرائم قتل وانتهاك للأعراض .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *