صرّح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، لوكالة فرانس برس، بأن المعارضة السورية في الخارج تريد استعادة الشرعية، والانفتاح على المجموعات في الداخل، وإعادة إطلاق عملية التفاوض بهدف التوصل إلى حل للنزاع في سوريا.
وأضاف الخوجة في مقابلته في باريس حيث وصل الأربعاء “علينا أن نطبق استراتيجية جديدة ونطلق حواراً مع كل مجموعات المعارضة والشخصيات الراغبة في بناء سوريا جديدة تقوم على الحرية والقانون واحترام كل الطوائف”.
فيما يلتقي خوجة الذي انتخب في يناير على رأس الائتلاف الوطني السوري المعارض، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صباح الخميس.
وبعد 4 سنوات من نزاع دام أوقع أكثر من 210 آلاف قتيل، وفي محاولات لإجراء مفاوضات باءت كلها بالفشل، تسعى المعارضة “المعتدلة” التي أضعفتها الانقسامات، لإعادة ترتيب صفوفها وإطلاق عملية تهدف إلى تحقيق عملية انتقال سياسي في سوريا.
وقال خوجة إن “هدفنا الأخير هو التخلص من رأس النظام بشار الأسد، لكن هذا ليس شرطاً مسبقاً لبدء عملية التفاوض، في المقابل من الضروري أن تؤدي هذه العملية إلى نظام جديد وسوريا جديدة حرة”.
وردد “يجب أن نتخلص من بشار”، مضيفاً “لكننا مستعدون للتفاوض مع باقي النظام والحفاظ على استمرارية الدولة وحماية المؤسسات والجيش والوزارات. حين نتكلم عن إطاحة النظام، لا نتكلم عن إطاحة الدولة”.
وأكد مجدداً أن أي مفاوضات يجب أن تقوم على مبادئ جنيف، الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2012 برعاية الأسرة الدولية وبقي حبراً على ورق، والذي ينص على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
والائتلاف الوطني السوري المعارض المعترف به من الغرب كمحاور شرعي، غالباً ما اتهم بأنه بعيد عن واقع النزاع السوري، وقد طغى على حضوره الميداني تصاعد نفوذ تنظيم داعش.
وجرت محادثات في نهاية فبراير في باريس بين وفدين من الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي من معارضة الداخل المقبولة من النظام، أفضت لأول مرة إلى تفاهم على مبادئ لتسوية سياسية للنزاع الذي يدخل قريباً عامه الخامس.
وقال خوجة “إنها بداية جيدة، وأبوابنا ستكون مفتوحة أمام جميع مجموعات المعارضة الأخرى من أجل الاتفاق على موقف موحد بغية الدخول في عملية تفاوض مع النظام”، مشيراً إلى لقاءات أخرى مقررة بدون كشف المزيد من التفاصيل.
وأوضح “لدي 3 أهداف: الحفاظ على تماسك المعارضة وتلميع صورتها والإمساك بالمبادرة” من أجل عملية سياسية، واعداً بـ”إصلاحات داخلية” لتعزيز الائتلاف الذي يواجه صراعات داخلية وخارجية ويعاني من تبديل هيئاته القيادية بشكل متكرر.
والتقى خوجة، الأربعاء، في باريس الموفد الخاص للأمم المتحدة لسوريا، ستافان دي ميستورا، الذي يسعى منذ أشهر لانتزاع “تجميد للقتال” في حلب ثاني المدن السورية، وقال إن المبعوث الدولي “يحاول تحقيق شيء، مهمته ليست سهلة، لكن ما يريده السوريون هو وقف حمام الدم، ووقف المجازر”.
كما انتقد التقاعس الدولي في مواجهة المأساة السورية، وقال “أبلغنا حلفاءنا الغربيين منذ نهاية 2011” بتصاعد المخاطر الجهادية التي يشجعها على حد قوله نظام دمشق.
وأضاف “اكتفى حلفاؤنا للأسف بالوقوف وقفة المتفرج، وها نحن اليوم أمام تنظيم داعش أفظع منظمة إرهابية في التاريخ”.
وقال “لم يدعمونا أمام ظهور هذا الوحش، ولدينا الآن قوات الأسد التي تقصفنا بالبراميل المتفجرة من الجو ومتطرفي تنظيم داعش الذين يقتلوننا على الأرض”.
وأكد “ما نطلبه من الأسرة الدولية هو أن تتحد مع السوريين ضد الإرهاب، سواء أتى من المجموعات الإرهابية أو من الدولة السورية”.