أطلق باحثون وعلماء اجتماع، تحذيرات من ارتفاع نسب الدعارة المبطنة في العراق، لاسيما في العاصمة بغداد.
وترى منظمات حقوقية وفعاليات اجتماعية، أن نسب ممارسة الدعارة، فاقت الحد المعقول في السنوات الخمس الأخيرة، وتحولت إلى ظاهرة يتم التسويق والترويج لها أمام أنظار المؤسسات الرسمية والأمنية العراقية.
ويقول الباحث كمال دلي سليم، إن “معدلات البغاء في العراق، ارتفعت بنسبة 150% عما كانت عليه قبل 2003 لأسباب اقتصادية وأمنية ونفسية”.
ويشرح سليم، في حديثه لشبكة إرم الإخبارية، أسباب هذه الظاهرة بقوله” هنالك نحو 500 ألف شاب يقاتلون في صفوف القوى الأمنية أو المليشيات المسلحة، ولدينا بحسب الإحصاءات أكثر من مليون شاب هاجر العراق إلى دول المهجر، وبلغت نسبة البطالة 46% معظمهم من الشباب والخريجين، لنا أن نتخيل أين يذهب هؤلاء برغباتهم الجنسية بالتأكيد إلى بيوت الدعارة”.
وقالت “فاتن”، إحدى بنات الليل العاملات في الخفاء داخل العاصمة العراقية، “هاجرت مع عائلتي إلى سوريا في 2009 ودرست هناك في كلية التربية بجامعة دمشق فرع درعا، وعندما اندلعت الثورة السورية توقف الدوام ولم أكمل دراستي، فزوجني والدي من تاجر عراقي مقيم في سوريا، سرعان ما تركني وهاجر إلى فنلندا وأنا حامل”.
وتابعت فاتن، في حديثها لشبكة إرم الإخبارية، “الآن عدت للعراق وابني عمره 6 سنوات، كيف سأعيش برأيك وأنا لم أكمل دراستي والحكومة لا تعين أصحاب الشهادات العليا؟”
وتقول “ميادة”، إحدى العاملات في مجال بيع الحب، “أضحك كثيرا حين يأتيني زبون بلحية ويقول لي فلنعقد قراننا قبل المعاشرة على طريقة زواج المتعة، من ذلك أتبين إنه من الحشد الشعبي، فأخبره فورا وأنا أضحك إنني لست من الدواعش حتى لا يؤذيني، مضيفة “هؤلاء يعتقدون جميع الناس دواعش باستثناء المليشيات، وعادة ما يؤذون زميلاتي في المهنة”.
البغاء السري
ويرى الأكاديمي أنور محمد لافي، أن ظاهرة انتشار البغاء السري ليست وليدة الأوضاع الحالية، وإنما بدأت في عهد نظام صدام حسين، الذي منع عمل الملاهي الليلية ودور الدعارة في العام 1995 وقطع رأس الباغيات بالسيف في حينها، لذلك اتجهن إلى ممارسة البغاء بسرية.
ويقدر لافي، عدد دور البغاء في العراق بـ 2000 دار معظمها في بغداد وديالى، التي تسكنها أقليات عرقية قادمة من شرق آسيا، امتزجت وتلونت بألوان الطيف العراقي لاسيما الغجر منهم”.
ويعتقد خبراء علم الاجتماع، أن الطبقة السياسية الحالية في العراق، أسهمت في إيجاد نمط جديد من البغاء من خلال سلطة المال والسلاح على الشارع ودفعت بفتيات جامعيات إلى النزول، تحت رغبات تلك السلطة وأفرادها وسط غياب لتشريعات وإجراءات حكومية جادة تستأصل هذه الحالة الغريبة على المجتمع العراقي.
انتشار العنوسة
وتعتقد الباحثة والأكاديمية سلمى خليل عبد الواحد، أن “مشكلة العنوسة بدأت تضرب بعيدا في المجتمع العراقي، وأن تلك المشكلة الناتجة عن هجرة الشباب وانشغالهم بالحرب مع داعش خلفت مئات الآلاف من الفتيات العانسات وتسببت بتزايد ملحوظ في عمليات الانتحار لدى الفتيات في العراق، وآخرها حرق أنفسهن في محاولة للتمرد على المجتمع والتقاليد”.
وتستطرد عبد الواحد، في حديثها لشبكة إرم الإخبارية، “جرائم الشرف وما يعرف بغسل العار ارتفعت بنسبة 40% وحالات الانتحار بين الفتيات الجامعيات ارتفعت بنسبة 37% كل ذلك بسبب ظروف البلد، الذي يتداعى تحت سطوة حكم الأحزاب الدينية والتي تحرم كل شيء على الناس، وتحلله لمنتسبيها من زنا وزواج غير تقليدي وغيرها من الممارسات التي تنخر في عمق المجتمع”.