دحض الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، ادعاءات تداولتها وسائل إعلام إيرانية حول حجم التجارة الإيرانية في الإمارات، مؤكدا أن موارد قطاع واحد في الإمارات تزيد على حجم التجارة مع إيران بكثير.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس بالجامعة العربية برئاسة الإمارات، “إن وسائل الإعلام ذكرت أن في الإمارات نصف مليون إيراني في حين يوجد بها أقل من 90 ألف إيراني وهذه حقائق، كما ذكرت أيضا أن أعداد الشركات الإيرانية في الإمارات يبلغ 10 آلاف بينما لا تتعدى الشركات الإيرانية 200 شركة على أرض الواقع”.. “فأرجو ألا نضخم الأمور أكثر مما تحتمل” بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأضاف في معرض رده على سؤال عن عدم قطع الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على غرار ما قامت به السعودية والبحرين وهل كان السبب هو علاقتها التجارية مع إيران، أكد وزير الخارجية الإماراتي، أن حجم التجارة الخارجية لدولة الإمارات يتجاوز 400 مليار دولار أمريكي بينما حجم التجارة مع إيران لا يمثل سوى 4% من هذا الرقم.
وقال: “على سبيل المثال موارد قطاع واحد مثل السياحة في الإمارات تزيد على حجم التجارة مع إيران بكثير، حيث يبلغ عدد السياح الذين يقومون بزيارة الإمارات في العام 17 مليون سائح يشكلون 8.3 % من الدخل القومي”.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي، أن “مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية بين أي دولة وأخرى يجب أن يكون نتيجة لعمل عدواني مباشر على هذه الدولة وأنا متأكد أن ما حدث للسفارة والقنصلية السعودية في إيران هو عمل عدواني على السعودية وبالتالي يعتبر عملاً عدوانياً أيضاً على دولة الإمارات ولكنني لا أستطيع أن أبرر قطع العلاقات الدبلوماسية وقمت بثاني أقل ضرر للعلاقة ألا وهو تخفيض مستوى هذه العلاقة ولكن هذا لن يثنيني «كإمارات» عن أن أتخذ أي خطوات إضافية لدعم ومساندة السعودية بأي شكل كان”.
وأعلن الشيخ بن زايد، وقوف دولة الإمارات التام مع السعودية، مؤكدا «أن مصالحنا التجارية لن تغلب مصالحنا السياسية”.
وأشار وزير الخارجية إلى أن “المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قام بوقف تصدير البترول عن الولايات المتحدة وهولندا لتقديمهما الدعم لـ«إسرائيل» في حرب 1973 وبالتالي أرجو ألا تأتيكم أي انطباعات خاطئة تجاه دولة الإمارات ومواقفها الداعمة للدول العربية”..
وأكد أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسته والذي دعت إليه السعودية لبحث تداعيات الاعتداء الإيراني على البعثة الدبلوماسية للمملكة فضلاً عن توتر العلاقات العربية – الإيرانية بسبب تدخل إيران في الشؤون الداخلية والقضايا العربية.
وأضاف أن الاجتماع أعرب عن دعمه القوي لموقف المملكة أولا فيما يتعلق بسيادتها وعدم التدخل في قراراتها فضلاً عن مسألة الاعتداء على مقراتها وما اتخذته من قرارات سياسية ضد كل من يحاول زعزعة الأوضاع لأي من بلداننا.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد إن «الاجتماع شهد بعد الكلمات الرسمية مداولات حول التطورات فضلاً عن قيام وزير خارجية السعودية عادل الجبير بعرض معمق لبعض التطورات ولماذا وصلنا إلى هذه المرحلة مع إيران ولم نكن نصل إليها لو كانت الجارة إيران تتصرف مع الدول العربية ومع بلداننا ومواطنينا وشعوبنا بطريقة تحترم سيادة الأوطان والدول».
وأضاف أن ما حدث من اعتداء على البعثة والقنصلية السعودية هو اعتداء سافر على القانون الدولي فضلاً عن أن هناك تراكمات عديدة منذ بداية الثورة الإيرانية وهناك دائماً منغصات في هذه العلاقة.
وأكد أن البيان والقرار اللذين صدرا في ختام الاجتماع وافقت عليهما كل الدول العربية ما عدا لبنان امتنعت عن التصويت على القرار واعترضت على البيان.