قامت الإمارات بتسليم 200 حافلة ضمن مشروع توريد 600 حافلة لهيئة النقل العام في القاهرة، لخدمة 600 ألف مواطن وتغطية 30% من احتياجات النقل الجماعي، وجرت مراسم التسليم بساحة عابدين في القاهرة، بحضور وزير الدولة الإماراتي رئيس المكتب التنسيقي الدكتور سلطان أحمد الجابر، ومحافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفى سعيد، ورئيس هيئة النقل العام بالقاهرة اللواء هشام عطية، وعدد كبير من موظفي المحافظة وهيئة النقل وسائقي الحافلات.
واشتملت هذه الدفعة على 200 حافلة، تم توريد 100 منها من مصنع شركة «حافلات» الوطنية للصناعة في أبوظبي بدولة الإمارات، وتم توريد 100 حافلة أخرى من مصنع «جي بي بولو» بالعين السخنة بمصر. وروعي في اختيار كل منها أن تكون بمواصفات خاصة في الهياكل والمحركات والقدرة على القيام بالخدمة بكفاءة عالية، وأن تتمتع بأعلى درجات الجودة والأمان، وتوفر السلامة على الطرقات.
ويهدف مشروع توريد الحافلات لهيئة النقل العام بالقاهرة إلى الحد من تحديات ازدحام الطرق والمواصلات العامة، ويستفيد منه ما يزيد على 600 ألف مواطن، فضلاً عن توفير 50% من أجرة النقل، والتخفيف من ضغط الحركة المرورية على شبكة الطرق، وتوفير الأمان في التنقل، والحد من الحوادث، وتحقيق الانسيابية المرورية في شوارع العاصمة، كما يسهم المشروع في استحداث 2400 فرصة عمل دائمة.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان الجابر «يسرنا تسليم هذه الدفعة من الحافلات تماشياً مع توجيهات القيادة في الإمارات التي تركز على استمرار الوقوف إلى جانب مصر وإنجاح جهودها الدؤوبة لتلبية طموحات الشعب المصري في جميع المجالات، وتقديم حلول عملية تستجيب لمختلف التحديات، حيث تتميز المشروعات التنموية الإماراتية بأنها تركز على الإنجاز السريع ليستفيد منها المواطن البسيط في حياته اليومية بأقصى سرعة ممكنة».
وأوضح أن اختيار توريد نصف الحافلات من مصانع في مصر يهدف إلى تشغيل الأيدي العاملة ودعم الاقتصاد الوطني، ويقدم شهادة ثقة بجودة القطاع الصناعي المصري، كما أن تصنيع النصف الآخر في الإمارات يهدف إلى سرعة إنجاز المشروع وتسليم الحافلات وفق أفضل المواصفات التي تتميز بها الصناعات الإماراتية، مؤكداً أن التقدم في تنفيذ المشروعات على أرض الواقع يأتي نتيجة للتعاون والعمل يداً بيد مع الجهات المصرية المعنية، والحرص المشترك على تحقيق الآثار الإيجابية المنشودة.
من جانبه، ثمّن محافظ القاهرة، الدور الذي يلعبه المشروع الإماراتي لتوريد 600 حافلة لهيئة النقل العام بالقاهرة، وقال «مواقف الإمارات تجاه مصر ووقوفها إلى جانب شعبنا لا يمكن أن تنسى أبداً. وهذه المواقف الصادقة تماثل ما تكنه قلوب المصريين من حب راسخ وتقدير وامتنان كبيرين للإمارات التي وقفت بلا تردد مع المصريين بصورة أكدت ما يربط البلدين من علاقات متينة وراسخة أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يحظى بحب كل مصري، وهو الدرب الذي سار عليه أبناؤه بعهد صادق وإخلاص بلا حدود في تأكيد وقوفهم إلى جانب مصر».
وأشار إلى أن المشروعات التنموية التي تقوم الإمارات بتمويلها والإشراف على تنفيذها في مختلف المحافظات تقدم نموذجاً فريداً في التصدي للتحديات وفق منهج عملي أثبت جدواه، وهذه المشروعات تسهم بصورة كبيرة في تحسين الخدمات المقدمة لشرائح مختلفة من المواطنين، خصوصاً في المجالات الحيوية بما فيها الإسكان والصحة والتعليم والأمن الغذائي والطاقة والمواصلات. وأهم ما يميز تلك المشروعات أن خدماتها تفيد ما يزيد على 10 ملايين مواطن، وتقدم نحو 900 ألف فرصة عمل.
وأكد المحافظ أن الحافلات ستقوم بدور جوهري وملموس في إحداث نقلة نوعية في مستوى خدمات النقل العام والنقل الجماعي في شوارع العاصمة، ووضع حلول واقعية لها، وقال «أتوقع أن تؤدي تلك الحافلات التي تتمتع بمواصفات خاصة إلى إحداث طفرة في تقديم الخدمة للمواطنين»، معرباً عن تطلعه إلى أن يسهم توافر المواصلات العامة في تقليل استخدام السيارات الخاصة وبالتالي الحد من الازدحام.
وأضاف أن الحافلات الجديدة ستسهم في دعم منظومة النقل العام ومضاعفة وتحديث أسطول الهيئة بعد أن توقف تدعيمه وتحديثه منذ عام 2008، مشيراً إلى أن تلك الحافلات سوف تسهم أيضاً في مد خدمات هيئة النقل العام إلى محافظات القاهرة الكبرى والمدن الجديدة المحيطة بالعاصمة، ومن المقرر أن يتم استخدام وتشغيل الحافلات الجديدة للعمل بالمناطق الجديدة وربطها بالقاهرة، مع تعزيز الخطوط الحالية التي يكثر الطلب عليها بشكل ملحوظ بما يؤدي إلى تقليل زمن الرحلات.
وأوضح اللواء هشام عطية رئيس هيئة النقل العام بالقاهرة أنه أدرك بصورة كبيرة خلال زيارته لكل من مصنعي «حافلات» بأبوظبي و«جي بي بولو» بالعين السخنة، حرص الجانب الإماراتي ومصنعي ومنتجي الحافلات بكل من الإمارات ومصر على الالتزام بتوريد الحافلات المخصصة للنقل العام بالقاهرة بالمواصفات التي تجعلها تتميز بالقوة وخفة الوزن والمتانة والأمان، إلى جانب كونها تناسب استخدام جميع الفئات والأعمار، وأنه كان هناك تنسيق مستمر بين الجانب الإماراتي والحكومة المصرية وبمشاركة خبراء الهيئة ومسؤوليها في هذا الصدد، بحيث تكون تلك الحافلات قادرة على القيام بمهمتها في الحد من مشكلات النقل الجماعي في شوارع القاهرة.
وأشار إلى أنه لمس أيضاً الحرص الإماراتي على أن تتمتع تلك الحافلات الجديدة بأفضل المواصفات خلال تفقد النماذج النهائية لها سواء في الإمارات أو مصر، وأن تحتوي على أعلى درجات الأمان للمواطنين، خصوصاً في ما يتعلق بتمتع الأتوبيس الجديد بكل وسائل القوة والانسيابية والمرونة، حيث تم تصنيع «الشاصي» الخاص بالحافلات التي تم إنتاجها بالإمارات من الصلب ومقوى بوصلات عريضة ومركب به جميع المجموعات والمحاور مع محرك خلفي سعة ست اسطوانات وبقدرة 270 حصاناً مع تجميع هيكل الحافلة بطريقة اللحام، وبانوهات خارجية عبارة عن قطعة واحدة مع ناقل حركة أوتوماتيكي. وتتمتع الحافلة بقدرة على تحمل الحمولات الكبيرة التي تصل إلى نحو 20 طناً، وذلك وفق مواصفات قياسية مطابقة لأرقى معايير الجودة والأمان.
كما أن تلك الحافلات روعي في تصنيعها سواء بالإمارات أو مصر أن تتمتع بمواصفات خاصة للمحرك وتبريد المياه مع توافر القدرة ووسائل الحماية والتحكم وأن تعمل بصندوق سرعة أوتوماتيكي وبأبواب للركاب (أمامية وخلفية) تفتح أوتوماتيكياً بنظام تشغيل كهربائي هوائي وتفتح للداخل، مع تزويدها وردمانات» لتسهيل الصعود والهبوط للركاب.