تستقبل غرف الطوارئ في المستشفيات بصورة دورية أطفال يعانون من أعراض تشمل المغص أو الآلام الحادة في البطن.
وغالباً ما تشخص هذه الأعراض على أنها مرض الانغلاف المعوي، وهو أحد أكثر حالات طوارئ الآلام البطنية شيوعاً لدى الأطفال تحت سن العامين.
وتحدث هذه الحالة عند دخول جزء من الأمعاء في جزء آخر، في حركة أشبه بالمنظار المطوّي، ما يؤدي إلى انسداد الأمعاء.
مرض الجوهري
لكن بعد دراسة حالات المرضى الصغار الذين يعانون من أعراض مشابهة خلال السنوات الخمس الماضية، اكتشف الدكتور أمين الجوهري، استشاري جراحة الأطفال في مستشفى برجيل بأبوظبي، حالات متزايدة للإصابة بظاهرة جديدة متكررة هي عبارة عن مغص حاد يتشابه مع علامات مرض الإنغلاف المعوي.
ويعود الفضل في اكتشاف هذه الحالة والتي أصبحت تسمى “مرض الجوهري”، إلى الأستاذ الدكتور الجوهري حيث نشر نتائج دراسته في المجلة الطبية البريطانية الشهيرة (بريتش ميديكال جورنال).
أعراض المرض
وفي إطار تعليقه على أعراض هذا المرض، قال الجوهري: “تبدأ الأعراض لدى الأطفال الذين يعانون من هذا المرض على شكل آلام بطنية حادة تجعل الطفل يصرخ لعدة دقائق أثناء شعوره بها ثم يختفي الألم فجأة، ثم يعاوده مجدداً.
ولا تجدي المسكنات والأدوية الأخرى نفعاً في التخفيف من الألم. وعند تصوير هؤلاء الأطفال بالموجات الصوتية فإنها تُظهر شكلاً متماثلاً مع مرض تداخل الأمعاء مما يترتب عليه تعريض هؤلاء الأطفال إلى فحوصات وإشعاعات غير ضرورية، وقد تنتهي بجراحة غير ضرورية أيضاً لعدم تشخيص الحالة بالسبب الحقيقي المؤدي لها.
ويعّد السبب الحقيقي وراء هذه الأوجاع الحادة وجود كتلة برازية تسد نهاية الأمعاء الدقيقة عند اتصالها بالأمعاء الغليظة.
العلاج
استناداً إلى النتائج التي توصّل إليها الأستاذ الدكتور الجوهري، فإن علاج هذه المشكلة هو إعطاء الطفل حقنه شرجيه أو أكثر حتى يتم التخلص من الكتلة البرازية وإخراجها خارج البطن تماماً، كما نعالج حالات الإمساك المستعصية.
وقد تم عرض علاج هذه المشكلة في عدة محافل عالمية ولقت استحسان وتقدير من الأسر الطبية في مجال جراحة الأطفال.
تجنب الجراحة
تعدّ النتائج التي توصّل إليها الدكتور الجوهري على مستوى بالغ من الأهمية حيث أنها تساعد على تجنب الفحوصات غير الضرورية والتدخل الجراحي في الأطفال المرضى بسبب الخطأ في التشخيص.
وأضاف الجوهري: “من المهم جداً إجراء التشخيص الصحيح للأطفال الذين يعانون من ألم مبرّح ويتم تشخيصهم بمرض تداخل الأمعاء حتى يتمّ وصف الدواء المناسب لمعالجة الألم والسبب الكامن وراءه. وقد أمضيت وقتاً طويلاً في دراسة هذه الحالة وأعراضها وتحديد أفضل الوسائل العلاجية لها”.