اعتبر عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه على الرغم من رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، يوم أمس السبت، بعد أن أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزامها بالحد من أنشطتها النووية، والانتقادات التي لا تتوقف داخل إسرائيل، ولكن الاتفاق النووي مازال يحمل أبعادا إيجابية.
ولفت “يدلين” في حوار أدلى به للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الأحد، إلى أن الأبعاد الإيجابية التي يقصدها بدأت تتكشف حاليا، وأنها تتعلق بإعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما يعنيه من حرص طهران على تقليص حجم برنامجها النووي، وغلق مفاعل المياة الثقيلة في “آراك”، وتسليم أطنان من اليورانيوم المخصب، كان بمقدوره إنتاج ثماني إلى تسع قنابل نووية، كما أنها أوقفت عمل آلاف من أجهزة الطرد المركزي.
تبدد أسباب الخوف
وردا على الانتقادات الحادة التي تتناقلها وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ إعلان أمس، بشأن رفع العقوبات، أشار “يدلين”، والذي يرأس “معهد بحوث الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن الحالة التي تنتاب العديد من المسئولين الإسرائيليين مبالغ فيها، وأنه يمكن القول أن أسباب الخوف تبددت، مؤكدا أن المعهد الذي يرأسه سيعقد بدءا من غد الإثنين مؤتمرا، لتقدير الموقف الاستراتيجي بشأن إيران.
وتابع أنه حين حرص البعض على زرع حالة من الخوف بين الإسرائيليين، بشأن المراوغة الإيرانية وحتمية عدم التزامها باتفاق “فيينا”، كانت وجهة نظره أن العكس هو الصحيح، لأن طهران تحرص على رفع العقوبات التي أثقلت كاهلها، مضيفا أن المعهد الذي يرأسه بصدد الإعلان عن خطة العمل الجديدة، التي “سيوصي بها الغرب للتعامل مع نظام آية الله”.
وذهب رئيس معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن سياسة زرع الخوف لا يمكن أن تكون أسلوب العمل المناسب، وأن ثمة بعض النقاط التي يجب التركيز على مواجهتها على المدى الزمني البعيد، لأن طهران لديها الآن الشرعية لامتلاك برنامج نووي بعد 10 إلى 15 عاما.
وأكد “يدلين” أن مواقف إسرائيل إزاء الإتفاق النووي عزلتها دوليا، وأنه عليها أن تراجع سياساتها لأنها في النهاية ليست جزء من الاتفاق، وأن عليها إدراك أن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا ليست مستعدة لرؤية إيران وقد امتلكت برنامجا نوويا، مشددا على ضرورة تحديد أهداف استراتيجية للسنوات المقبلة، تحسبا للتطورات.
الخطر الرئيسي
وزعم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق بجيش الاحتلال أن منظمة “حزب الله” اللبنانية هي الخطر الرئيسي اليوم ضد أمن إسرائيل، نظرا لامتلاك المنظمة ترسانة صاروخية متنوعة، يمكنها أن تطال وسط إسرائيل، وأن هذه الصواريخ صارت أكثر دقة وخطورة.
وتابع “يدلين” أنه عدا منظمة “حزب الله”، فإن كل من إيران وسوريا وحماس وداعش، لا يملكون المصلحة أو الرغبة في الدخول في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك يعتبر أن “حزب الله” أيضا، والذي تلقى أوامر إيرانية بإنقاذ نظام الأسد، منشغل بذلك، ويعلم أن الرد الإسرائيلي على أي عمل من جانبه سيكون بالغ الصعوبة.