اشتكى القلب البعاد..واحتمل شوقا لا يطاق…جفّت مدامع عين الجسد..وظلّت من عين الروح تنسكب…فراقهم عنها قد طال…اذلّها واشقاها واتعس القلب…واصبح حالها من بعدهم كعصفورة صغيرة دون جناح لا تقدر من عشقهم الهرب… صامت كلّ الحواس في غيابهم..الاّ في ملامسة روحهم لم تقدر ان تصم…يلاحق مسمعها همسهم…وترى في خطواتها على الثرى لهم اثر…ظلاّ يلاحق ظلّها…وروحا اطبقت انفاس روحها…لا النسيان يتركها حرّة كطيرا تطير…ولا تقوى البوح لهم عمّا يصير…تجتنب الوقوف امام المرآة حتّى لا ترصدهم في الاحداق…تجتنب حتّى النظر في الماء حتّى لا تكلّمهم ولا يصلهم خطابها…فترجع خائبة الخطى لا يؤنسها غير دمعها منها هتون…