يبدأ الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، اليوم الأربعاء، زيارة لمصر هي الأولى منذ 12 عامًا، ضمن جولة تاريخية إلى المنطقة تشمل مصر والسعودية وإيران، وتمتد حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
الزيارة التي أعدّت الحكومة المصريّة جملة من الملفات في انتظارها، تحمل بين أوراقها جملة من الأهداف الاقتصادية والسياسية والعسكرية، في وقت تسعى فيه القاهرة لتدشين محور للشراكة الدولية يعقب تحالفها الاستراتيجي مع روسيا.
شراكةُ اقتصادية
الشراكةُ الاقتصادية تحتل مرتبة متقدمة في خضم المباحثات التي ستجري بالقاهرة، وفق ما أعلنته الحكومة المصريّة بأنها حددت اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات النقل والكهرباء والإسكان والزراعة لتوقيعها مع الجانب الصيني.
وأشارت الحكومة المصرية إلى أن من بين المشروعات المزمع إعلانها هي “إنشاء قطار كهربائي لنقل الركاب، ومشروع قطار آخر لنقل البضائع، إلى جانب مشروع إنتاج ١٣٠ عربة قطارات بتكلفة إجمالية قدرها واحد ونصف مليار دولار”.
وأضاف مجلس الوزراء أن حزمة المشروعات التي أعدتها الحكومة تشمل مشروعات تطوير أرصفة ميناء الإسكندرية، ومشروع محطة جبل عتاقة لتخزين الطاقة الكهربائية، بإجمالي تكلفة قدرها ملياران و٣٠٠ مليون دولار، بالإضافة عن إقامة محطتين لإنتاج الكهرباء باستخدام الفحم.
كما تأمل الحكومة المصرية، خلال زيارة الرئيس الصيني، الاتفاق على التعاون في تنفيذ المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، بالإضافة إلى تقديم تمويل إضافي لمشروع تطوير شبكة نقل الكهرباء، وإقامة مركز نموذجي لتدوير المخلفات الزراعية، وإنتاج الأسمدة العضوية، ومشروع صرف صحي في ٢٦٠ قرية.
ويبلغ حجم التجارة بين مصر والصين حوالي 12 مليار دولار، منها حوالي 11 مليارًا واردات مصريّة إلى الصين، ومليار دولار فقط صادرات مصرية، بينما تسعى الحكومة المصريَّة إلى تفعيل شراكة اقتصادية قويّة مع الصين، لانتشال الاقتصاد الذي شهد تراجعًا خلال الفترة الأخيرة، على خلفية الاضطرابات السياسية التي أعقبت ثورة 25 نياير.
كما تدرس شركة “مصر للطيران” إبرام شراكة متعددة الجوانب مع شركة “AVIC” الصينية في مجال النقل الجوي، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين “مصر للطيران” والشركة الصينية بشأن دراسة إمكانية إنشاء مركز صيانة إقليمي، يساهم في تغطية القارة الأفريقية، يتخذ من القاهرة مقرًا له.
الملف النووي
قريب من الملف السابق، تسعى الصين إلى مزاحمة روسيا للفوز بتنفيذ مشروعات مصريّة في الطاقة النووية، في أعقاب الإعلان عن تنفيذ الجانب الروسي أربع محطات للطاقة النووية في منطقة الضبعة المصريّة.
لا تزال الصين متمسكة هي الأخرى بعروضها لتنفيذ عدد من مشروعات الطاقة في إحدى المدن المصريّة، بعدما فضّلت القاهرة العرض الروسي على نظيره الصيني، وهو ما دفع الأخير إلى التفكير في تحديث عروض جديدة تتضمن مقترحات لإنشاء مشروعات إضافية في الطاقة المتجددة خاصة النووية.
الوساطة الإقليمية
توقيت الزيارة والسياسة الخارجية للصين فضلاً عن اشتمال الجولة كلاً من السعودية وإيران، ترشّح الرئيس “شي جين بينغ”، للقيام بدور وساطة في الملفات والقضايا الإقليمية والدولية الهامة، والتي كانت آخرها التوتر الناشب بين السعودية وإيران، حيث دعا دبلوماسي صيني إيران والسعودية إلى “التهدئة وضبط النفس”، في علاقاتهما بعد زيارات متتالية الأسبوع قبل الماضي إلى البلدين.
التقارب الواضح في العلاقات الصينية بين أطراف النزاع في منطقة الشرق الأوسط يدفع إلى احتمالية طرح كافة الملفات السياسية على طاولة المناقشات في العاصمة المصريّة، لاسيما أن الرئيس الصيني يضم في جولته السعودية وإيران.
ويرافق الرئيس الصيني بالقاهرة وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق يومين، تشمل عقد قمة “مصرية – صينية”، مع نظيره عبد الفتاح السيسي، تزامنًا مع الاحتفالات بذكرى مرور 60 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.